الخلافات تعصف بالأحزاب الكردية قبل التوجه إلى بغداد
الخلافات تعصف بالأحزاب الكردية قبل التوجه إلى بغدادالخلافات تعصف بالأحزاب الكردية قبل التوجه إلى بغداد

الخلافات تعصف بالأحزاب الكردية قبل التوجه إلى بغداد

يجري "الاتحاد الوطني" و"الحزب الديمقراطي"، الحزبان الرئيسان في إقليم كردستان العراق، مفاوضات مكثفة لتشكيل تحالف مع الأحزاب الصغيرة الأخرى قبل التوجه نحو بغداد والتفاوض بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، وسط انقسامات كردية قد تحول دون الحصول على مكاسب كبيرة.

وذكر مصدر كردي لوسائل إعلام عراقية محلية، اليوم السبت، أن الجانبين يهدفان إلى تشكيل تحالف قبل الذهاب باتجاه بغداد تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى اجتماع على مستوى عالٍ بشأن تشكيل الحكومة بعد عطلة عيد الفطر.

حقائب وزارية مقابل منصب رئاسة الجمهورية

وبحسب المصادر، فإن المفاوضات بين الحزبين شهدت خلافات وتقاطعات بسبب الشروط التي فرضها حزب بارزاني والمتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية، إذ اشترط عدم حصول حزب الاتحاد الوطني على أي حقيبة وزارية من حصة الكرد، في حال منحه منصب رئاسة الجمهورية.

في المقابل، تسعى تلك الأحزاب إلى ضم الكتل الكردية الصغيرة إليها في تحالفها قبل الذهاب إلى بغداد، وهو ما تعارضه أغلب الكتل الكردية الأخرى كالتغيير وحراك الجيل الجديد.

واستبعد النائب الكردي، عادل نوري، انضمام الكتل السياسية في إقليم كردستان إلى تحالف الاتحاد الوطني وحزب بارزاني، بسبب الخلافات الشديدة بين الجانبين، فضلًا عن الاتهامات التي لحقت الحزبين بتزوير أصوات الناخبين والتلاعب بإرادتهم.

وأضاف نوري، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه من المتوقع أن تنقسم الأحزاب الكردية إلى قسمين في حوارها مع بغداد، الأول بقيادة الحزبين التقليديين، والثاني ربما بقيادة المعارضة، وسيعمل كل طرف لتعزيز موقفه وزيادة مكاسبه.

معارضة للدخول في تحالف الحزبين

بدوره، قال القيادي في حراك الجيل الجديد (4 مقاعد)، محمد رؤوف، في تصريحات صحافية إن "موقف حراكنا ثابت ولن يتغير، وينص على استحالة الدخول في تحالف كردي يضم حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكرديين"، مؤكدًا استعداد الحراك للدخول في تحالف مع الأحزاب الأخرى.

وأعقب إعلان مفوضية الانتخابات نتائج اقتراع الـ12 من أيار/ مايو الماضي، سيل من الاتهامات بالتزوير لحزبي طالباني وبارزاني، وأعلنت أربعة أحزاب كردية معارضتها لنتائج التصويت، وطالبت بتحقيق عاجل.

 وقد أظهرت النتائج النهائية مفارقات عديدة منها حصول حزب الاتحاد الوطني على أصوات الناخبين في مراكز اقتراع الحويجة جنوب كركوك ذي الغالبية العربية المعارضة لسياسات الحزب في المحافظة النفطية.

وكان حزب "التغيير" أبرز المطالبين بفتح تحقيق حول التزوير الذي طال أصوات الناخبين في عموم إقليم كردستان، وبلغ التوتر الشهر الماضي في مدينة السليمانية درجة كبيرة؛ إذ طوّقت قوات عسكرية، تتبع لحزب الاتحاد الوطني، المقر الرئيس للتغيير، كما اندلعت اشتباكات بالسلاح في محيط المقر.

بارزاني يعود إلى المشهد

في سياق السباق نحو بغداد، يقرأ محللون دعوة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، القوى السياسية العراقية والكردية إلى عقد اجتماع شامل لحل التوتر السياسي الحاصل، محاولة للعودة إلى الساحة السياسية العراقية.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية، رشيد الزبيدي، إن "عودة بارزاني إلى العملية السياسية في بغداد من البديهيات، فهو يحكم القبضة على نصف الإقليم في أغلب مفاصله السياسية والاقتصادية والأمنية، كما لا يمكن لبغداد تجاوزه في تشكيل الحكومة".

وأضاف الزبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "ضروريات السياسة تحتّم على القوى في بغداد بقبول العمل مع بارزاني، خاصةً وأن حزبه يملك 28 مقعدًا وهذا الرقم قابل للزيادة، فضلًا عن ضغوطات خارجية قد تُفرض بشأن قبول بارزاني في العملية السياسية مجددًا".

وبصرف النظر عن دور الخلافات الكردية الداخلية في توقيت دعوات بارزاني، فإن احتمالية عودته إلى المشهد العراقي كزعيم سياسي تزداد نظرًا لسياساته السابقة في عقد التحالفات وإبرام التفاهمات، إذ وصف بارزاني أواخر 2008، ممارسات رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي بالديكتاتورية، لكنه عاد للتحالف مع المالكي عام 2010 لتشكيل الحكومة العراقية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com