بعد إقالته من "الخارجية".. ما فرص غندور المستقبلية في المشهد السياسي بالسودان؟
بعد إقالته من "الخارجية".. ما فرص غندور المستقبلية في المشهد السياسي بالسودان؟بعد إقالته من "الخارجية".. ما فرص غندور المستقبلية في المشهد السياسي بالسودان؟

بعد إقالته من "الخارجية".. ما فرص غندور المستقبلية في المشهد السياسي بالسودان؟

بعد أكثر من أسبوع على إقالة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، لا تزال الأوساط التحليلية المهتمة بالشأن السوداني تحاول سبر أغوار المشهد وتعدد الفرضيات حول أسباب الإقالة التي فتحت باب التساؤل أمام الدور الذي يمكن أن يلعبه غندور مستقبلًا على الساحة السياسية السودانية.

غندور، الذي أقيل يوم الخميس الماضي، عقب تصريحات أمام البرلمان، أعلن فيها أن الدبلوماسيين السودانيين في الخارج لم يتلقّوا رواتبهم منذ أشهر، ويريدون العودة إلى بلادهم، تحقق للسودان خلال فترة تبوئه منصب الخارجية عددًا من النجاحات البارزة، التي يأتي على رأسها التوصل لتفاهمات مع الجانب الأمريكي وافقت بموجبها واشنطن على رفع جزئي للعقوبات المفروضة على السودان، إضافة إلى نجاحه في تهدئة التوترات الحادة مع مصر، الجارة الشمالية للسودان، والتي كادت أن تتطور لصدام على الأرض بسبب النزاع على مثلث حلايب الحدودي.

هل سبب النجاح الإقالة؟

المحلل السياسي الروسي يفغيني ساتانوفسكي رأى أن تلك النجاحات هي ذاتها الأسباب الحقيقية التي أطاحت بالغندور من منصبه، مشيرًا إلى أن "الحاجة إلى وزير مستقل أكثر مما ينبغي انتفت".

وقال ساتانوفسكي، في مقال نقله موقع قناة "روسيا اليوم"، إن "نقطة اللاعودة بالنسبة للبشير- تجاه غندور-  كانت زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان، في نوفمبر الماضي، للسودان، والذي عبّر خلال اجتماع مع غندور (المسؤولون الأمريكيون لا يجتمعون مع البشير، بسبب الأحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية) عن موقف واشنطن السلبي من قرار الرئيس الحالي الترشح لانتخابات 2020".

وتابع أن غندور "أبلغ رئيس الوزراء بهذا وليس رئيس الدولة. فاشتبه الأخير في محاولة لإزاحته من السلطة بدعم من الولايات المتحدة".

 ويرى مراقبون أن إقالة غندور ربما تكون سببًا لدعم مكانته- المفترضة- كمنافس محتمل للرئيس الحالي؛ لاسيما وأنها أخذت حيزًا غير قليل في فضاء النقاشات الشعبوية في السودان، التي لا تهتم عادة بتعيين الوزراء أو إقالتهم لانشغالها بتفاصيل حياتها اليومية.

وإلى الآن لم يكشف الغندور عن خطط سياسية مستقبلية بعد ترك منصبه، لكن تصريحاته الأولى شددت على نفي كل الشائعات حول نيته مغادرة بلاده إلى بريطانيا، التي أشيع أنه يحمل جواز سفرها، وقال: "لن أغادر البلاد. أفتخر بأني سوداني ولم أغادر البلاد إلا للدراسة".

وقال الغندور، لدى وداعه العاملين في وزارة الخارجية: "تركي المنصب بالإقالة أو غيرها أمر طبيعي، سأغادر موقعًا أحبه إلى آخر أحبه داخل السودان".

في المقابل، رأى الباحث السوداني عباس محمد صالح أن الربط بين خشية البشير من الغندور وإقالته من منصبه "مبالغة"، وقال: " لا أعتقد صحة ما يذهب إليه البعض من أن سبب إقالة وزير الخارجية غندور قد يكون احتمال منافسته- للبشير- على الرئاسة؛ فهذا الاحتمال لم يكن مطروحًا على الإطلاق، فالأسباب وراء الإقالة واضحة وتتمثل في حديث الوزير أمام البرلمان وشكواه من تدهور الأوضاع المالية لبعض السفارات بالخارج وكذلك تذمر الوزير من سحب عدد من الملفات من الوزارة لصالح ما يطلق عليها في السودان الديبلوماسية الرئاسية والخلاف حول إدارة ملفات أخرى".

ماذا لو ترشح؟

لكن الباحث السوداني استدرك، في تصريحات لـ"إرم نيوز" قائلًا: "إن احتمال أن يفكر السيد غندور أو أي تيار يدعمه بالترشح في الانتخابات المقبلة ومنافسة البشير فأعتقد أنه رغم كونه احتمالًا ضعيفًا لكنه يبقى احتمالًا قائمًا بالنظر للفوضي التي تضرب الحياة السياسية في البلاد والتبدلات في المواقف والسياسات لدى مختلف الأطراف".

وتابع صالح: "لو ترشح غندور سيجد قوى خارجية تفضله، وكذلك سيحظى بدعم تيار واسع يرفض ترشح البشير مرة أخرى حتى من داخل حزب المؤتمر، وهو حزب الرئيس، فضلًا عن أن الرجل يعد رجل دولة يمكن أن يكون ذا رؤية إصلاحية تحتاجها البلاد في مواجهة التحديات الخطيرة التي تحدق بها حاليًا".

وقال: "لو ترشح غندور فسيكون منافسًا قويًا جدًا، بينما البشير يدخل هذه الانتخابات وهو في أضعف مراحل حكمه على الإطلاق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com