التوترات الأمريكية الروسية تهدد بإشعال الحرب في جنوب سوريا
التوترات الأمريكية الروسية تهدد بإشعال الحرب في جنوب سورياالتوترات الأمريكية الروسية تهدد بإشعال الحرب في جنوب سوريا

التوترات الأمريكية الروسية تهدد بإشعال الحرب في جنوب سوريا

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، تحذيرًا شديد اللهجة لمجلس الأمن بشأن سوريا، ملمحة بأنها مستعدة لتوجيه ضربة عسكرية جديدة ضد قوات النظام.

وتزامن ذلك مع دعوة أمريكية إلى عقد اجتماع عاجل في الأردن بسبب "قلقها" من تقارير أفادت بوقوع هجمات في جنوب غرب سوريا داخل منطقة عدم التصعيد التي جرى التفاوض عليها العام الماضي.

خروقات روسية

ورأى مراقبون وخبراء سياسيون أن "هذا التتابع السريع في الأحداث والإشارات المشحونة بالإنذار، يأتي في ظل قناعات واشنطن بأن موسكو خرقت الاتفاق الذي أبرم بينهما مطلع تموز/ يوليو 2017، وهو الاتفاق الذي كان الرئيس دونالد ترامب وصفه بأنه اتفاق مهم لحماية الأرواح"، دون أن يتبرع أحد بنشر تفاصيله.

لكن يومها أقصى ما أوردته المواقع الإخبارية ذات التخصص، هو أنه اتفاق جاء بناء على طلب من الأردن وإسرائيل لمعالجة قلقهما من التحشيد العسكري الإيراني على حدودهما الشمالية مع سوريا، بما في ذلك كثافة المشاركة من حزب الله بالحرب السورية بطريقة تجعل لبنان طرفًا غير مباشر في أي مواجهة إقليمية بجنوب سوريا.

ونسبت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد حديثًا جيرالد فيرستاين، قناعته بأن الضمانة الروسية التي حصل عليها ترامب لكبح الاختراقات الإيرانية في سوريا، ليست فعالة ولا مضمونة، لسبب بسيط هو أن إيران أقرب للرئيس بشار الأسد من روسيا، وبالتالي فإن التعهدات الروسية ليس شرطًا أن تنفذها قوات الأسد، وهو ما يحصل الآن سواء في الغوطة الشرقية أو في جنوب سوريا على حدود الأردن والجولان.

كما نقلت "فورين بوليسي" حينها عن الدبلوماسي الأمريكي السابق فرد هوف الذي يعمل مستشارًا لإدارة ترامب في موضوع الحدود بين سوريا وإسرائيل ولبنان، قوله إن "الروس أبرموا العام الماضي مع الرئيس الأمريكي اتفاقية خفض التصعيد جنوب سوريا، دون تنسيق مع الأسد".

اتفاقية لم تعد ملزمة

وقال الخبراء إن "الصدامات المتوالية طوال الأشهر الماضية، جاءت لتقنع الإدارة الأمريكية بأن اتفاقها مع الروس بشأن جنوب سوريا، لا يعني الكثير، وربما لم يعد يلزمها".

وأضافوا: "تواترت الخروقات والقصف الجوي وحالات إسقاط الطائرات في مختلف الجبهات، بما يستوجب الآن إجراء مراجعة جذرية ينعقد لأجلها الاجتماع المستعجل في الأردن".

وكانت وسائل إعلام قالت، في شباط/ فبراير الماضي إن أكثر من 200 "مرتزق روسي" قتلوا في ضربات أمريكية على قوات موالية للنظام السوري، لكن موسكو نفت ذلك في بادئ الأمر، قبل أن تعترف بعد ذلك بمقتل 5 مواطنين روس وجرح آخرين، مؤكدة أنهم لا ينتمون إلى الجيش الروسي.

وبحسب التحليلات فإن "أكثر ما يزيد القلق بشأن اندلاع حرب بجنوب سوريا هو أن معظم الأطراف غير العربية في المشهد السوري الموضوع على النار، تكاد ترى في الحرب مصلحة لها".

روسيا تتوعد

وهدد الجيش الروسي، يوم الثلاثاء، بأنه سيرد على أي ضربة أمريكية في سوريا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فاليري جيراسيموف رئيس أركان الجيش الروسي، قوله إن موسكو سترد إذا تعرضت أرواح الجنود الروس في سوريا للخطر، مضيفًا أنه "سيتم استهداف أي صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذا الهجوم".

مناورات ضخمة

ووسط كل هذا، بدأت القوات الإسرائيلية والأمريكية قبل أيام أكبر مناورات مشتركة تحت مسمى "كوبرا العرعر" التي تحاكي هجومًا على إسرائيل من ثلاث جبهات.


وقال قائد سلاح الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي الجنرال زفيكا هيموفيتش للصحفيين في قاعدة "حاصور" جنوبي إسرائيل إن "كوبرا العرعر، وهي أكبر مناورات مشتركة بين الدولتين وتجرى مرة كل عامين اعتبارًا من عام 2001، تهدف إلى رفع مستوى جاهزية العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين للتصدي لهجمات محتملة على إسرائيل التي تجد نفسها اليوم وسط اللهب".


وحذر الجنرال من أن إسرائيل، "في حال نشوب حرب كبرى جديدة في المنطقة ستتعرض للقصف الأكثر كثافة باستخدام الصواريخ الأكثر دقة من قبل أعدائها في الجنوب والشمال والشرق".



وتتضمن المناورات التي تستغرق أسبوعين التدريب بصورة محاكاة إلكترونية على التصدي لهجمات صاروخية مفترضة على إسرائيل، وبعد ذلك التمارين في ميادين الرماية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com