الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزةأ ف ب

عودة الاستيطان لغزة.. كابوس يعيد الفلسطينيين لما قبل الانسحاب الإسرائيلي

تمثل المحاولات الإسرائيلية لإعادة بناء بؤر استيطانية بقطاع غزة، بعد أن انسحبت منها عام 2005، كابوساً يطارد الفلسطينيين، ويعيد المخاوف من إعادة احتلال إسرائيل للقطاع.

وأكدت تقارير عبرية، أن الجيش الإسرائيلي يعمل على بناء وتطوير موقعين استيطانيين بمنطقة نتساريم غرب غزة، حيث يتمركز الجيش الإسرائيلي ويفصل مناطق مدينة غزة وشمالها عن مناطق وسط وجنوب القطاع، كما كانت نتساريم إحدى أكبر المستوطنات سابقاً، قبل الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك مستوطنات قطاع غزة عام 2005.

أخبار ذات صلة
مؤتمر "استيطان غزة" يوّلد انقساما حادا داخل حزب نتنياهو

ووفق التقارير، فإن الموقعين الاستيطانيين بنيا بهدف تمكين الجيش الإسرائيلي من السيطرة على حركة السكان من الجنوب للشمال، إضافة لتنفيذ عمليات عسكرية بأجزاء مختلفة من القطاع، في إشارة لإمكانية إعادة احتلال إسرائيل للقطاع.

ومنذ أشهر يفصل الجيش الإسرائيلي غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع بمحور أمني يبدأ من الحدود الشرقية لمدينة غزة ويمر بمنطقة نتساريم، ويمتد حتى شارع الرشيد الواقع على البحر الأبيض المتوسط غرباً.

وتيرة الاستيطان متسارعة

وأكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، مؤيد شعبان، أن "الهيئة تتابع المحاولات الإسرائيلية المتعلقة بإعادة بناء المستوطنات التي جرى الانسحاب منها من قطاع غزة"، مبيناً أن الجيش الإسرائيلي بدأ فعلياً بتشييد بعض منها.

وأوضح شعبان لـ"إرم نيوز"، "أن إسرائيل ومنذ السابع من أكتوبر الماضي وسعت عمليات مصادرة ونهب الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة"، لافتاً إلى أن وتيرة الاستيطان تتسارع بشكل غير مسبوق.

وأضاف: "لا نستبعد إقدام إسرائيل على بناء عشرات المستوطنات في الضفة الغربية، خاصة في ظل حديث قادة حكومتها المتكرر بهذا الشأن، علاوة على سعيها لفرض وقائع جديدة على الأرض، خاصة ما يتعلق بالمنطقة الأمنية العازلة بالقطاع".

وأشار إلى أن "هذه المنطقة الهدف الرئيس منها إعادة المستوطنين، بما يمكن إسرائيل من تدمير أي مخطط لإقامة الدولة الفلسطينية"، مبيناً أن الحكومة الإسرائيلية تستغل انشغال العالم بإدخال المساعدات لغزة مقابل سرقة الأراضي الفلسطينية.

وشدد شعبان، على أن "الاستيطان سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة هو مخالف للقوانين الدولية، ويزيد من الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل من أجل وقف مخططات اليمين الإسرائيلي".

وأكد المسؤول، أن "القيادة الفلسطينية شكلت لجنة خاصة لمتابعة ملف الاستيطان بالضفة الغربية وغزة، وتجري اتصالات مع مختلف دول العالم لوضعها في صورة الوضع الكارثي للفلسطينيين بسبب المخططات الاستيطانية".

كارثة خطيرة

ويرى المختص في شؤون الاستيطان، غسان دغلس، أن "المخططات الإسرائيلية بشأن عودة البناء الاستيطاني في قطاع غزة ينذر بكارثة خطيرة للغاية"، لافتاً إلى أن ذلك يهدد حل الدولتين ويمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقبلية.

وأوضح دغلس لـ"إرم نيوز"، أن "ذلك يؤكد مضي إسرائيل في سلب الأراضي الفلسطينية، وأن حديث مسؤوليها عن المناطق الآمنة بالقطاع يهدف بشكل أساسي لإعادة بناء المستوطنات التي انسحبت منها قبل سنوات".

وأضاف: "إن إسرائيل ماضية في سلب الأراضي الفلسطينية بمختلف المناطق، والهدف الأساسي منع الفلسطينيين من إقامة دولتهم، ومن المتوقع أن يتم الإعلان رسمياً عن توسعات استيطانية جديدة وغير مسبوقة بغزة والضفة".

ولفت إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل للحفاظ على ائتلافه الحكومي من خلال منح قادة اليمين الضوء الأخضر لإقامة مستوطنات جديدة بغزة"، متهماً إسرائيل بتجاهل القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وبين أن "الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً بوتيرة البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي"، متابعاً: "هناك حرب إسرائيلية مفتوحة على الفلسطينيين وتصريحات قادة الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن مؤشر لمخططات خطيرة للغاية". 

وشدد دغلس، على "ضرورة وجود تحرك فلسطيني وعربي ودولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من قطاع غزة، ومنعها من تشييد المستوطنات"، مؤكداً أن ذلك سيتسبب بانفجار سكاني لأكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com