"على الأرض ودون تخدير".. عمليات جراحية وولادات وسط الجحيم في غزة
يواجه مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وهو الوحيد الذي ما زال يعمل في تلك المنطقة، وضعاً كارثياً بسبب الظروف التي خلفتها الحرب على غزة، وحصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى واستهداف أجزاء منه.
وتجتمع في المستشفى معاناة مركبة، فرضتها قلة الإمكانيات وارتفاع أعداد الإصابات والضحايا، إضافة لشح الوقود والخطر الذي يواجهه العاملون فيه والنازحون إليه، مع اقتراب آليات الجيش الإسرائيلي منه.
وقال الدكتور أحمد الكحلوت مدير مستشفى كمال عدوان، إن "المستشفى أصبح الوحيد الذي يقدم خدمات صحية لسكان محافظة الشمال، ويواجه وضعاً كارثياً بمعنى الكلمة؛ بسبب تكدس الحالات بشكل كبير جداً، وحالات النساء الولادة، وتكدس النازحين الذين ينشدون الأمان".
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "المستشفى تعرض للقصف عدة مرات كان آخرها أمس بعد استهداف بوابة المستشفى؛ ما أدى لاستشهاد ستة من النازحين وإصابة العشرات".
لا كوادر.. لا وقود
وأشار إلى أن المستشفى يعاني نقصاً في الكوادر الطبية، بعد تعذر وصول الطواقم الطبية للمستشفى، ونقص المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفى.
وقال: "خلال فترة التهدئة انتظرنا أن يصل لنا شيء من المساعدات الطبية والوقود، والمؤسسات الدولية فشلت في إيصال الوقود للمستشفى".
وتابع "لا ندري إن تواصلت هذا الحال ما إذا كنا سنستطيع أن نستمر في خدمة أبناء شعبنا، وإن لم يصل الوقود فسوف تتوقف الخدمة نهائياً، ولن نستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الإصابات والأطفال والنساء".
وأوضح أن "العاملين في المستشفى يتعاملون مع الإصابات التي تصل للمستشفى بالعشرات والمئات"، مضيفاً "اليوم فقط استقبلنا 100 شهيد و200 مصاب ولا نملك سوى 8 أسرّة لتقديم الإسعافات الأولية".
حصار يعمق المعاناة
وقال: "نضطر لعلاج بعض المصابين على الأرض، ونتعامل مع الحالات التي لديها فرصة في الحياة، وكثير من الحالات فقدت حياتها بسبب أنه لم يصل إليها الدور في الحصول على التعامل الطبي الطارئ".
وفي السياق، قال الصحفي محمود صباح المتواجد في المستشفى إن "الطواقم الطبية والصحفيين والنازحين داخل المستشفى محاصرون، والوضع خطير، والجيش الإسرائيلي يطلق النار قرب المستشفى".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الآليات والدبابات الإسرائيلية تتقدم تجاه المستشفى، وهي على بعد مفترق واحد من الوصول للمستشفى"، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على كل من يحاول الخروج من المستشفى.
