واشنطن تتبنى سياسة الاحتواء مع القاهرة
أكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن تنظر في أفضل الخيارات التي يمكن أن تقدمها لدعم القاهرة اقتصاديا، بالتنسيق مع الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، التي أعلنت عن عقد مؤتمر مانحين لدعم الاقتصاد المصري.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، جنيفر ساكي: "إن بعض كبار موظفي وزارة الخزانة الأمريكية التقوا نظراءهم المصريين للتباحث حول هذا الأمر، على هامش الاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا لمصر".
وأوضحت ساكي أن عددا من كبار مسؤوليها يجرون حاليا، لقاءات مع نظرائهم المصريين حول الإجراءات الواجب اتخاذها بهدف نقل العلاقات السياسية من خانة الفتور، إلى الشراكة الإستراتيجية الفاعلة.
وحسب مصادر مطلعة ، فإن هذا الموقف من جانب واشنطن يأتي ضمن حزمة من الإجراءات غير المسبوقة، التي وصفتها المصادر بأنها تدشن لـ " سياسة الاحتواء " التي سيتعامل بها البيت الأبيض مع القيادة المصرية الجديدة.
وتشير المصادر، إلى أن البيت الأبيض ذهب إلى مدى أبعد في تلك السياسة حيث بعث الرئيس باراك أوباما بخطاب توصيات سيادية عاجلة إلى مجلس الشيوخ، يتضمن إلغاء قرار سابق صدر عن الكونجرس بوقف المساعدات الأمريكية بشكل جزئي إلى مصر استنادا إلى إصرار القيادة المصرية الجديدة على تلقي المساعدات كاملة غير منقوصة باعتبارها حقا أصيلا للقاهرة، ترتب بناء على اتفاقية السلام مع تل أبيب.
و يتضمن خطاب التوصيات كذلك، حث الكونجرس على الموافقة على دعوة الرئيس المصري المنتخب لزيارة الولايات المتحدة في موعد مبكر لا يتجاوز
سبتمبر/أيلول المقبل، حيث ستقام له مراسم استقبال لم تخصص لرئيس عربي من قبل، سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فضلا عن الموافقة على عودة مصر إلى مناورات النجم الساطع العسكرية التي تجري بين البلدين كل عامين في فصل الخريف.
وفي سياق متصل، يحث البيت الأبيض إدارة البنك الدولي على الدخول في مباحثات وصفت بالجادة مع الحكومة المصرية، التي سينتهي تشكيلها قريبا بهدف إخراج الاقتصاد المصري من الأزمة عبر قنوات عديدة منها مؤتمر المانحين .
و تأتي سياسة الاحتواء الجديدة –حسب مراقبين- بهدف تشجيع السيسي على انتهاج سياسة معتدلة تضمن الحفاظ على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومكافأة له على إعلان التزامه باتفاقية السلام مع إسرائيل.
