"الشخصنة والدكتاتورية" تهددان شعبية إخوان الأردن
"الشخصنة والدكتاتورية" تهددان شعبية إخوان الأردن"الشخصنة والدكتاتورية" تهددان شعبية إخوان الأردن

"الشخصنة والدكتاتورية" تهددان شعبية إخوان الأردن

يتخوف مراقبون من "تعرض عمود جديد من أعمدة البيت الإخواني الأردني للقصف من الداخل"، بعد أن ضُربت ثلاثة أعمدة من القيادات المؤسسة للمبادرة الأردنية للبناء "زمزم".

القصف الداخلي المتوقع سيكون موجها ضد المراقب العام السابق للجماعة عبد المجيد الذنيبات شخصيا، وثلّة من القياديين الذين شاركوا في مؤتمر اربد الأسبوع الماضي تحت عنوان: "إصلاح جماعة الإخوان المسلمين من الداخل"، إذ يؤكد المراقبون لـ"إرم" أن ما يخيفهم هو شدة التعنت والشخصنة داخل أوساط الجماعة في الآونة الأخيرة.

المراقبون يتحدثون عن شخصنة المسألة من قبل المكتب التنظيمي للجماعة، والذي استهدفه مؤتمر الإصلاح بصورة واضحة في توصياته التي طالبت بتغيير أعضاء المكتب خلال شهر معتبرة إياهم عناصر تأزيم، ليس ذلك وحسب فالمراقب السابق الذنيبات بعد أن رعى المؤتمر، خرج مباشرة لوسائل الإعلام مؤكدا أن همه الإصلاح وأن ما اسماه "روحا تشهيرية وانتقامية" باتت تعيشها الجماعة هي ما دعت لعقد المؤتمر الإصلاحي بشكل ملح وعاجل، كنوع من أنواع الحراك الداخلي الضروري للجماعة.

التصريحات المذكورة إلى جانب ما خرج به المؤتمر من ضرورة "حل أي تنظيم داخل التنظيم الإخواني"، و"تغيير القيادة الحالية واختيار قيادة توافقية"، أدت بالجماعة الأم لإصدار بيان، وصلت نسخته لـ"إرم"، ترفض فيه المؤتمر، كما رفضت قبله المبادرة الأردنية للبناء "زمزم".

واعتبرت الجماعة في بيانها المؤتمرين في اربد، "مجموعة اختارت أن تعبر عن رأيها من خلال اجتماع خارج الإطار التنظيمي المعتمد خلال تاريخ الجماعة الطويل"، وهي الكلمات ذاتها التي كانت الجماعة تستخدمها في بدايات "زمزم".

استخدام ذات العبارات والاستخفاف الذي استخدمه قياديون في الجماعة تجاه المؤتمر، كما كانوا يفعلون مع "الزمزميين"، كله حسب المراقبين يقول إن الذنيبات وعدد ممن كانوا معه سيكونون أكباش فداء المرحلة القادمة.

ويتناقل المراقبون في السياق أسماء مثل: الدكتور أحمد الكوفحي، والدكتور شرف القضاة، اللذان قدما ورقتين بحثيتين في المؤتمر المذكور، جاءتا لتأصيل المؤتمر شرعيا، وإبراز أهميته، كمرشحين للإقصاء عن الجماعة إلى جانب الذنيبات.

التخوف يأتي في جله بما وصفه المراقبون "عبارات قاسية" استخدمها الطرفان، "المؤتمر والجماعة"، مؤكدين أن بيان الجماعة يدلل بشكل قاطع على أن المكتب التنفيذي لن يغير قياداته، الأمر الذي يتناقض مع ما طلبه المؤتمرون وسيعيد الجميع ليتساءل "من سيتنازل لمن؟"، فنائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد، من جهته، اتهم الذنيبات، بـ"الانقلاب على الأدبيات والأطر التنظيمية" للجماعة إثر رعايته للمؤتمر.

الذنيبات ذهب والمؤتمرون معه لطريق لا رجعة عنه بعد كل الأحاديث عن "ضرورة الإصلاح وتأصيل المسألة شرعيا"، كما أن من نعتوا بـ"عناصر التأزيم"، واللذين أكد قياديون في الجماعة أنهما نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد، والمراقب القيادي همام سعيد بشكل أساسي، يبدو أنهما غير قابلين للتغيير في الوقت الحالي، الأمر الذي يمكن استشفافه مما أكده، بطريقة غير مباشرة، القيادي الكبير في الجماعة علي أبو السكر، إذ قال لـ"إرم" في السياق إن "إجماع عدد من المواطنين على حل مجلس النواب لا يحله".

أبو السكر، المعروف بعقلانيته ووسطيته، في الجملة التي لم يفسرها ذهب بصورة واضحة للقول إن تغيير أعضاء المكتب التنفيذي لن يتم لـ"وجود مذكرة فقط" لدى مجلس الشورى، مستدركا بعلمه بوجود "إشكالات في الجماعة وستحلّ بالطريقة المناسبة".

اليوم، يرى المراقبون أن الجماعة "رغم وجود عقلانيين في صفوفها" تذهب لمنعطف جديد حاد سيترك مجالا عريضا "للشخصنة والتعصب" في الرأي، ما قد يدع الباب مفتوحا لخسارة جديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، إذ يؤكدون على كون الخسارة "الزمزمية"، لم ولن تُرتق رغم ما قام به شورى الجماعة من "تراجع تكتيكي عن فصل قيادات زمزم"، والذي تمثل في تعديلها لنظامها الداخلي.

التراجع الجزئي، عبر تماما عن رغبة مجلس الشورى في احتواء الأزمة التي اختلقها المكتب التنفيذي، لكن "دون خسائر"، الأمر الذي يراه المراقبون غير ناجح مع بقاء احتمالات نفاذ قرارات الفصل بحق منسق "زمزم" ارحيل الغرايبة وجميل الدهيسات في أي وقت، باعتبارهما لم يتقدما للاستئناف أمام المحكمة العليا المركزية للجماعة.

بيت جديد من الشعر يزيده أبو السكر، يثبت فيه أن الاصطدام "الإخواني- الزمزمي" لا بد وأن يكسر أجزاءً من البيت الإخواني، إذ قال إن من استأنف ،أي الدكتور نبيل الكوفحي، سيعود حكما لصفوف الجماعة، "ولكن الجميع يعلم أن شيئا لن يعود كما كان".

مرحلة جديدة يخشاها المراقبون الذين تحدثوا لـ"إرم"، المرحلة اسماها احدهم "ديكتاتورية الجماعة"، وشخصنة قياداتها لكل الدعوات الساعية للإصلاح من الداخل، وهو ما قد يؤثر على شعبية أكثر التنظيمات تأثيرا ومؤسساتية في الأردن، كما تؤكد شخصيات من كل المستويات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com