رحلة الفرار من السودان.. من نار الحرب إلى ابتزاز الناقلين

رحلة الفرار من السودان.. من نار الحرب إلى ابتزاز الناقلين

بين نيران الحرب المستعرة، وما يعتبرونه "ابتزازا" من أصحاب الحافلات التي تنقل إلى الحدود أو عبرها، يجد الفارون من معارك السودان أنفسهم في ظروف صعبة، وأمام خيارات ليست بالكثيرة.

ودفع الصراع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، عشرات آلاف السودانيين والمقيمين إلى الفرار من الخرطوم ومناطق أخرى، بحثا عن مكان آمن.

ويصف نازحون من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى كيف أنهم أصبحوا بين يوم وليلة مشردين، لا يتوفرون على المبالغ الكبيرة التي يطلبها أصحاب حافلات النقل، لإخراجهم من مناطق الخطر.

وبحسب بعض النازحين، ارتفعت أسعار النقل بشكل قياسي، حيث أصبحت تذكرة الشخص الواحد في الحافلة من الخرطوم إلى الحدود المصرية 400 دولار بدلا من 25 دولارا في السابق، أما استئجار حافلة لعبور الحدود فيكلف حوالي 40000، فيما كان في السابق 3000 دولار.

يوجد الآلاف من الناس هنا، دون مكان للإقامة.. الناس ينامون في المدارس أو على أفرشة في العراء
فادي العتبان

وفي مقابلات مع شبكة بي بي سي، عبَّر عدد من الفارين من جحيم المعارك عن تذمرهم من الظروف القاسية، حيث لا تتوفر لديهم الأموال المطلوبة للخروج من السودان، ولا توجد مصارف تعمل يمكنهم من خلالها تلقي حوالات أو سحب مدخرات.

وقال فادي العتباني، وهو أب لعائلة سودانية وتحمل الجنسية البريطانية، وفرت من العاصمة الخرطوم: "يوجد الآلاف من الناس هنا، دون مكان للإقامة.. الناس ينامون في المدارس أو على أفرشة في العراء".

وأضاف الرجل، البالغ من العمر 53 عاما: "في الأيام العادية تبلغ تكلفة استئجار حافلة 3000 دولار، واليوم يدفع الناس 40 ألف دولار لاستئجار حافلة إلى الحدود.. من لديه هذا المبلغ من المال؟ البنوك أغلقت، وأجهزة الصراف الآلي لا تعمل".

وتابع العتباني، الذي يحمل ومعظم أفراد عائلته الجنسية البريطانية: "لقد غادرت الخرطوم حاملا كل ما لدي من الأشياء الثمينة في منزلي. هل لا يزال لدي منزل هناك؟ الله أعلم في نهاية الأمر. لقد أحضرنا كل ما في وسعنا حمله".

بدورها، قالت حُسنى، وهي سودانية تقيم في مدينة أسوان المصرية، إن لديها ابنتين محاصرتين في الخرطوم السودانية، وإنهما وجدتا تكلفة النقل إلى الحدود تزيد على 400 دولار للفرد.

وأضافت السيدة التي تعمل في مقهى بمحطة حافلات أصبحت مركزا للاجئين بالقرب من أسوان: "بنتايا رأتا قذيفة مدفعية تسقط في منطقتنا.. لم أتمكن من إحضارهما إلى هنا. ليس لدي زوج أو ابن لمساعدتهما. أعمل كل يوم لتوفير المال".

ولا توفر السلطات السودانية إحصائيات بشأن النازحين جراء الصراع، لكن تقديرات غير رسمية تذهب إلى أنه تسبب حتى الآن في هروب عشرات الآلاف نحو دول الجوار، فضلا عن موجة نزوح داخلي واسعة النطاق.

وقدرت الأمم المتحدة أن ربع مليون سوداني قد يكونون في طريقهم للهرب براً إلى الدول المجاورة، في حين اختار آخرون البقاء، رغم استمرار الاشتباكات، دون حل سياسي أو حسم عسكري في الأفق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com