بلومبيرغ: إيران الرابح الأكبر من اجتماع أوبك الأخير
بلومبيرغ: إيران الرابح الأكبر من اجتماع أوبك الأخيربلومبيرغ: إيران الرابح الأكبر من اجتماع أوبك الأخير

بلومبيرغ: إيران الرابح الأكبر من اجتماع أوبك الأخير

استفادت إيران من ليونة موقف المملكة العربية السعودية تجاهها خلال اجتماعات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بتوقيع شركة النفط الحكومية الثلاثاء نموذجاً جديداً من عقود استثمار النفط بحسب ما ذكرت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية.

ووفقاً لمسؤول في وزارة النفط فإن الشركة الوطنية للنفط ستدخل في صفقة تقدر قيمتها بـ 2.5 مليار دولار مع الشركات المحلية، في حين يهدف نموذج العقد الجديد من نوعه لمكافأة افضل استثمار في مجال إنتاج النفط والغاز الطبيعي، الذي يعتبر حاسماً في زيادة إمكانيات التصدير على المدى الطويل، حسبما أفاد وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنغنه.

وعلى الرغم من أن الصفقة تحتاج لسنوات حتى تؤتي ثمارها، لكن توقيع العقد سيكون واحداً من أفضل أعمال وزير النفط زنغنه الذي عاد أخيرًا من اجتماعات منظمة أوبك التي عقدت في الجزائر، بعد أن قام بتأمين حق إيران في إنتاج المزيد من النفط.

من جانبها احتجت الحكومة الإيرانية بأنه ينبغي السماح لها بالعودة لإنتاج النفط بالمستوى الذي كانت عليه قبل فرض العقوبات الدولية التي سببت انحدار الإنتاج.

معركة إعادة الانتخابات

إلى ذلك، قال رئيس قسم أبحاث السلع الأساسية في بنك ميريل لينش الأمريكي فرانسيسكو بلانش "إن الإيرانيين يشعرون بأنهم قد فقدوا الكثير بسبب العقوبات الدولية، لقد كان تأثير العقوبات كبيراً على مستوى الإنتاج في الوقت الذي كانت فيه أسعار النفط في أعلى مستوياتها. فعلياً ليس على إيران أن تخفض من إنتاجها وستحقق أعلى الأسعار".

ومن شأن ارتفاع مؤشر أسعار النفط المتداولة أمس الاثنين في لندن خلال ثلاثة أشهر فوق 50 دولارا للبرميل الواحد، مقترناً مع زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة، أن يحقق دفعة قوية للرئيس حسن روحاني، الذي يواجه معركة الانتخابات العام المقبل لإقناع الناخبين بأن التقارب مع الغرب هو في مصلحة اقتصاد البلاد.

وإلى جانب ارتفاع الصادرات النفطية، من المنتظر توقيع عقد اليوم الثلاثاء لتطوير حقول النفط، فيما يعد دليلاً على إحراز تقدم الحكومة وفوزها بالعقد االاستثماري الجديد، بينما ستعمل الشركات المحلية التي لم يتم التعريف عليها علانية، على تطوير حقل ياران الجنوبي الواقع في جنوب غرب إيران بالقرب من الحدود العراقية.

وصرح صندوق النقد الدولي يوم الاثنين أن الأوضاع الاقتصادية في إيران تتحسن إلى حد كبير وأظهرت التنبؤات نسبة نمو بحوالي 4.5% على الأقل بحلول عام 2017.

السعودية تخفف لهجتها

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية في تقرير لها يوم الأحد نقلاً عن محسن غامساري مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية، بأن إيران تهدف لزيادة تصديرها من النفط إلى حوالي 2.35 مليون برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة من 2.2 مليون برميل يوميا حالياً، وقال علي كاردور مدير الشركة الوطنية، إن البلاد سترفع طاقتها التصديرية إلى حوالي 4 ملايين برميل يومياً.

وقال زنغنه خلال اجتماع منظمة أوبك إن إيران ستقوم بإنتاج 4 ملايين برميل من النفط الخام يومياً لتعويض حصتها في السوق التي تضررت بسبب العقوبات الدولية، وأنتجت إيران ما يقارب 3.62 مليون برميل يومياً خلال شهر آب/ أغسطس حسب البيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الاقتصادية.

وكانت محاولة التوصل لاتفاق حول تجميد إنتاج النفط خلال شهر أبريل/ نيسان باءت بالفشل بعد أن أصرت المملكة العربية السعودية على أن تشارك فيها إيران حتى لو لم يتم تعويض مستويات إنتاجها من النفط بسبب العقوبات الدولية.

وخففت السعودية -التي تعتبر أكبر منتجي النفط في دول منظمة أوبك- من حدة لهجتها في اجتماعات الجزائر، بعد أن قال وزير الطاقة خالد الفالح إنه يجب السماح لإيران وليبيا ونيجيريا بإنتاج النفط بالحد الأقصى المعقول.   

حصص أوبك

وحتى الآن  فإن سقف الإنتاج لإيران غير واضح، ولكي تتفق أوبك على مجموعة شاملة جديدة لتعليمات الإنتاج، فإنه سيتم تشكيل لجنة لتحديد الحصص الإنتاجية لكل عضو في المنظمة قبل أن تجتمع مرة أخرى في الجزائر الشهر المقبل.

وقال جعفر الطايع المدير التنفيذي في مجموعة المنار الاستشارية للطاقة في مكالمة هاتفية مع وكالة بلومبيرغ، إن إيران قد تكون بالفعل وصلت الحد الأعلى من إنتاجها في غياب الاستثمارات الجديدة، فالبلاد بحاجة للعملات الأجنبية والتكنولوجيا لمواجهة الانخفاض الطبيعي في حقولها القديمة ولدفع الطاقة الإنتاجية لتتجاوز حاجز 3.8 برميل يومياً. مضيفاً: "أن الضغوطات على شركة النفط الوطنية الإيرانية تهدف إلى إظهار قدرتها على تزويد السوق بالمزيد من براميل النفط".

وذكر نائب رئيس موسسة روتشيلد والرئيس السابق لشركة إيني سبا الإيطالية باولو سكاروني في حديث له في مقابلة تلفزيونية مع بلومبيرغ في لندن يوم الأحد، أن إيران قادرة على ضخ ما يقارب 4.1 مليون برميل يومياًـ وأي زيادة عن هذا الحد ستتطلب المزيد من الوقت والاستثمارات الأجنبية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com