عسير (السعودية) - لم يكن فارق الـ 300 متر التي يرتفع بها مركز الواديين عن مدينة أبها، هو السبب الوحيد الذي جعل المرشحة خيرية منصور مرعي القحطاني، تهبط بمظلة براقة في سماء منطقة عسير، متوجة إياها بالمقعد النسائي الوحيد الفائز في الانتخابات البلدية على مستوى المنطقة.

لكن يبدو أن فارق الدعم كان أكثر علوا من معدل الارتفاع بين حاضرة منطقة عسير والمدينة السياحية الشهيرة في المنطقة، وبين المركز النائي الذي يبعد 45 كلم عن أبها.

وعلى الصعيد الجغرافي، ترتفع مدينة أبها عن سطح البحر بمعدل 2200 متر، لتجد نفسها منخفضة عن ارتفاع الواديين التابع لمحافظة أحد رفيدة، والذي يصل إلى 2500 متر.

للموضوعات المنوعة بإرم يمكن قراءة:

أما على صعيد الانتخابات البلدية، فلقد أفرزت واقعا جديدا في الارتفاع، إذ فرضت خيرية القحطاني، نفسها على قائمة من 6 شخصيات مهمتها رسم خارطة طريق لعمل المجلس البلدي لأربع سنوات مقبلة.

وفازت خيرية بـ31 صوتا، ولم تتذيل قائمة الفائزين في معدل الأصوات، التي لم يتعد إجماليها لكل الفائزين 288 صوتا، لكنها ترى أن فوزها يعكس ترحيب كل أهالي المركز، مستبعدة أن تكون فائزة بثقة من صوتوا لها فقط، بل «الآن أنا في مهمة أخرى، بعيدا عمن صوتوا لي ومن لم يصوتوا لي"، بحسب "عكاظ".

صحيح أن خيرية لم تتوقع عندما تقدمت باسمها للتسجيل كمرشحة، أن تجد نفسها المرأة الوحيدة، إلا أن عملها كمعلمة أعطاها قوة الصمود وحيدة أمام جمع كبير، وإن اختلف الحال بين فصول المدارس، وواقع احتياجات طالباتها، وبين ساحات المركز وشوارعه وأوديته وفضاءاته وتطلعات أهاليه، لكنها تعتقد أن هناك مقارنة يجب ألا تغيب عن الأذهان، «فدوري كمعلمة قادني إلى الظفر بثقة أسرتي ممثلة في والدي وأشقائي، ثم الوصول إلى ثقة الأهالي سواء من أسكن بينهم في قرية الصفراء أو من يزينون مركز الواديين، والحق يقال إنني لم أجد أي مضايقة أو عوائق تمنع الترشح، بل على العكس وجدت كل الدعم".

ولا تخفي خيرية أنها «فوجئت كوني المرشحة الوحيدة الفائزة على مستوى المنطقة بأسرها، لذا فالتحدي صعب، وأعد الجميع بأن أحاول جاهدة بتحقيق تطلعاتهم وطموحي في هذا المجلس، لأثبت أن المرأة قادرة على القيادة في مجتمعنا".

واستبعدت أن يكون لعملها أي تأثير سلبي على حياتها اليومية، ودورها المرتقب في المجلس، وقالت «متفائلة جدا بأن يكون له الأثر الإيجابي حيث سأستفيد من تواجدي لتطوير نفسي والمساهمة في بناء المجتمع»، معبرة عن شكرها لولي أمرنا الذي أتاح للمرأة السعودية المشاركة في هذه الانتخابات كناخبة وكمرشحة، حيث «ستكون خطوة رائعة جدا تزيدنا حماسا لبذل الجهد وتحقيق الأهداف المنشودة".

وتعد بتنفيذ برنامجها الانتخابي الذي وضعته «هناك خطط وآفاق مستقبلية موضوعة بالحسبان للعمل بها في المجلس البلدي، من ضمنها اعتماد الجودة الشاملة في سير الإجراءات الإدارية في البلدية، عدم إقرار أي مشروع إلا بعد دراسة وافية، الوقوف على الأعمال التي لم يتم إنجازها خلال العام حسب الخطة الإجرائية لها، التطلع دائما إلى ما يخدم الوطن والمواطن، العمل على أن تكون المدينة مميزة سياحيا، العمل على حل مشاكل النظافة في المدينة".

من جانبه، اعتبر محمد القحطاني شقيق خيرية، أن فوزها بمقعد بلدي فخر لهم، مؤكدا «سنكون الداعمين والمساندين لها خلال مشوارها في المجلس البلدي، وستعمل بإذن الله على تحقيق الأهداف المنشودة التي نتطلع لها جميعا».