مسجد الصادق حاضر في ذاكرة الكويتيين بعد عام على تفجيره
مسجد الصادق حاضر في ذاكرة الكويتيين بعد عام على تفجيرهمسجد الصادق حاضر في ذاكرة الكويتيين بعد عام على تفجيره

مسجد الصادق حاضر في ذاكرة الكويتيين بعد عام على تفجيره

تمتلئ وسائل الإعلام الكويتية هذه الأيام بأخبار وتقارير ومقالات رأي عن الذكرى السنوية الأولى لتفجير مسجد الصادق في العاصمة الكويت، لكن ذلك لا يعني أن الحادث الرهيب غاب عن اهتمام الكويتيين طوال العام الماضي.

فبعد مرور عام كامل على الحادث النادر في بلد مستقر كالكويت، ما تزال تداعيات التفجير الذي خلف 26 قتيلاً ونحو 250 جريحاً حاضرةً في ذاكرة الكويتيين الذين  يبذلون جهوداً كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي لتجاوزها.

وتعتبر كثير من التقارير التحليلية المتخصصة بالشأن الكويتي وبعضها صادر عن مراكز دراسات غربية متخصصة أن تفجير مسجد الصادق يعد من أقوى الصدمات للعيش المشترك بين السنة والشيعة في بلد قابع وسط منطقة إقليمية تشهد حروبا مذهبية رهيبة.

وشكل التفجير الذي نفذه شاب سعودي بمساعدة شركاء كويتيين خلال أداء صلاة الجمعة اختباراً حقيقياً للوحدة الوطنية في البلاد، إذ يعد أول هجوم يتورط فيه كويتيون ويستهدف أبناء جلدتهم من طائفة أخرى داخل الكويت.

فقد اقتصرت تداعيات الحروب المذهبية في العراق وسوريا قبل تفجير مسجد الصادق على مشاركة مواطنين كويتيين من الطائفتين في القتال بصفوف القوى المتحاربة هناك، فيما تكفلت وزارة الداخلية الكويتية باعتقال كل من يعود من تلك الدولتين.

وبعد تفجير مسجد الصادق بأشهر، ألقت السلطات الأمنية القبض على أفراد مجموعة من الكويتيين وبحوزتهم كميات كبيرة من السلاح فيما يعرف بخلية العبدلي، وهم يحاكمون الآن بتهم بينها الارتباط بحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

وخلال عام كامل مر على البلد الخليجي وقد وصلت إليه الهجمات بالفعل، تهيمن جملة الوحدة الوطنية على كل أحاديث المسؤولين والإعلاميين ورجال الدين الكويتيين، حيث يدرك قادة البلد الخليجي أن المعركة انتقلت إلى الكويت فيما يبدو، وأن قادتها يمتلكون موالين لهم في الداخل، معتمدين على الفرقة الطائفية.

 وحضر أمير الكويت الشيخ صباح لأحمد الجابر الصباح إلى مسجد الصادق في منطقة الصوابر لأداء صلاة الظهر في المسجد الذي يرتاده الشيعة يوم الاثنين الماضي الذي صادف الذكرى السنوية الأولى لتفجير المسجد.

وكان الشيخ الصباح في العام الماضي وصل موقع التفجير بعد نحو نصف ساعة من وقوعه رغم النصائح التي وجهها له المسؤولون عن أمنه خوفاً من وقوع تفجير آخر، لكن أمير البلاد ظهر بين الجرحى وسيارات الإسعاف.

ويشير مراقبون إلى أن تفجير مسجد الصادق علامة فارقة في تاريخ الكويت، إذ يعد أول محاولة فعلية لاختراق الحدود وإشراك الكويت في الحروب الأهلية المشتعلة في دول الجوار، وهو ما يدركه قادة البلاد الذين أعلنوا النفير العام على كافة المستويات لمواجهة ذلك التحدي.

ومنذ تفجير مسجد الصادق، تغيرت إجراءات الأمن كثيراً في الكويت، لاسيما حول دور العبادة بما فيها الكنائس النادرة في دول الخليج، فيما تغيرت آراء الكويتيين بشكل كبير حول الصراعات في المنطقة كما يتضح من تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشكل العيش المشترك بين سنة وشيعة الكويت، نموذجاً هو الأفضل في المنطقة المضطربة التي تئن تحت صراعات مذهبية، لكن ذلك قد لا ينطبق على النخب السياسية التي بدأت خلافاتها تظهر بشكل واضح للعيان، لتزداد المخاوف من حدوث تصدع في الوحدة الوطنية التي يتمسك بها الكويتيون.

ويرى كثير من المدونين الكويتيين أن النخب السياسية والثقافية والدينية متورطة في تأجيج الخلافات وإظهار الكويتيين كطوائف مرتبطة بدول أخرى متجاهلين واقع الحال المغاير تماماً لتلك الصورة.

إلى ذلك، مازال النقاش حول الأمن في الكويت والوحدة الوطنية والانتماء للوطن أو لدول الجوار دائراً في الكويت بعد عام يعتبر ساخنا أمنياً بالنسبة لبلد مستقر منذ الغزو العراقي للبلاد في أوائل التسعينيات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com