اعتقال سيدة هولندية في قطر بعد مزاعم تعرضها للاغتصاب

لا تزال الشرطة القطرية تحتجز سيدة تحمل الجنسية الهولندية منذ الأول من آذار/مارس الماضي دون توجيه تهم واضحة لها بعد توجهها لتقديم بلاغ حول تعرّضها للاغتصاب.

واستمرت الشرطة القطرية باعتقال السيدة لأكثر من 3 شهور بعد أن قامت بالتبليغ عن حادثة اعتداء عليها، بعد أن تم تخديرها حسب ما أفاد به أحد المحامين السبت الفائت.

وأكدت السفارة الهولندية أن السيدة لا تزال رهن الاعتقال وذلك قبل جلسة الاستماع المقررة يوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة.

وتظهر القضية صداماً واضحاً بين القانون القطري وغيره من قوانين دول الخليج العربي المستمدة من الشريعة الإسلامية وبين ما تسعى إليه تلك الدول من جذب للسياح الأجانب الذين يتوقعون أنهم محميون بقوانين ذات معايير دولية.

و في التفاصيل التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، خرجت السيدة الهولندية ذات الـ22 عاماً وهي في زيارة لأحد الأصدقاء في قطر، إلى أحد الفنادق القطرية لإمضاء أمسية تتناول فيها بعض المشروبات الكحولية، وحين تواجدها في الفندق، تؤكد السيدة "أن شخصاً ما وضع مخدراً لها في الكأس وأصبح تركيزها ضعيفاً"، وبعد ذلك وجدت نفسها وحيدة بثياب ممزقة وأدركت أنها تعرضت للاغتصاب، كما ذكر محامي المشتكية.

و تابع المحامي  في عرض التفاصيل، أنه تم إلقاء القبض عليها مباشرة فور تبليغها عن الحادث،         ومثلت السيدة 3 مرات أمام المحكمة، ويعتقد المحامي أنها ستواجه تهماً بممارسة الزنا، بالإضافة إلى احتجاز الرجل الذي اتهمته السيدة بالاعتداء عليها.

وفي بداية الأمر، أرادت عائلة السيدة ومحاميها أن يحاولوا حل القضية عبر المؤسسات الرسمية المحلية لكنهم، هذا الأسبوع، قرروا إخبار وسائل الإعلام الهولندية بشأن القضية، ولم يلبث الأمر طويلاً ليتم بعدها إطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لإطلاق سراحها.

وقالت السفارة الهولندية في بيان أصدرته أنها "على تواصل حثيث مع المشتكى عليها وعائلتها" وقد قامت بتقديم خدمات استشارية لهم. مؤكدة "وفرنا استشارة قانونية للمتهمة منذ اليوم الأول للاعتقال".

و قال محامي المشتكية أن قضية موكلته ستطرح مخاوف إضافية الآن بحيث "ستقنع الجميع أن السفر إلى قطر لن يكون خاليًا من الخطر".

ولم يصدر عن المسؤولين القطريين أي رد حول استفسارات الصحيفة حتى اللحظة، في حين لم تنشر وكالة الأنباء الرسمية في قطر أي تغطية عن القضية.

وتتوافر الكحول في الفنادق ذات الخمسة نجوم في قطر وفي محال السوق الحرة داخل مطار الدوحة الدولي، لكن في المقابل، يجب على المقيمين أن يحصلوا على تصريح من مشغليهم ليتمكنوا من شراء الكحول من محل بيع المشروبات الروحية الوحيد الذي تديره الحكومة بالإضافة إلى أن ممارسة الجنس خارج فراش الزوجية يعد أمراً غير قانوني.

ويأتي سجن السيدة الهولندية في الوقت الذي تستعد فيه الدوحة لاستضافة بطولة كأس العالم عام 2022 حيث تواجه الدولة الخليجية الغنية بالنفط انتقادات من ناشطي حقوق الإنسان حول الظروف الصعبة التي يعاني منها العاملون في بناء المنشآت الرياضية في دولة قطر.