علاقة مصر والسعودية تمر بـ"سحابة صيف" جار العمل لاحتوائها
علاقة مصر والسعودية تمر بـ"سحابة صيف" جار العمل لاحتوائهاعلاقة مصر والسعودية تمر بـ"سحابة صيف" جار العمل لاحتوائها

علاقة مصر والسعودية تمر بـ"سحابة صيف" جار العمل لاحتوائها

أكد دبلوماسيون وسياسيون مصريون، أن العلاقات المصرية - السعودية تحكمها مصالح أكبر من الأزمة الحالية حول التباين في التصويت بمجلس الأمن حول سوريا، وأن ما حدث بالكاد يوصف بأنه "سحابة صيف"، إذا وصلت إلى هذا الحد، وأن من يطلق عليه "الجانحون" في البلدين، هم من ينفخون لتكوين وتعظيم هذه الأزمة، مؤكدين أن القيادتين المصرية والسعودية تتواصلان حتى بعد حدوث التصويت، لإعادة ترتيب الأوراق والوقوف على ثوابت كل منهما.

وفي السياق هذا، حدد دبلوماسي مصري رفيع المستوى في وزارة الخارجية، ثوابت تحكم العلاقات المصرية - السعودية، موضحا في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" ، أن الموقف المصري معروف بالنسبة للقضية السورية، بأن الأمن القومي يبدأ من هناك، وأنها ستظل على موقفها من ناحية المملكة العربية السعودية، كحليف يمثل إحدى كفتي الميزان في المنطقة العربية، فموقف مصر ثابت من الأمن القومي الخليجي أمام إيران.

بينما قالت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، د. نهى بكر، إن البلدين في مرحلة اختلاف رؤى في الملف السوري وليس معناه وجود خلاف بين مصر والسعودية والمصالح المشتركة أقوى وأكبر من ذلك، موضحة أن الأزمة الحالية إذا سميت بذلك، لن يكون لها تأثير، ولكنّ "الجانحين" ووسائل الإعلام، هم من يتحدثون ويخلقون خلافا ينفخون به، لإظهار الأمر أكبر من حجمه.

وأكدت "بكر" لـ"إرم نيوز"، أن العلاقات بين البلدين ممتدة، السعودية وقفت مع مصر في حرب 1973، ومصر هبت للحفاظ على أمن الخليج في عام 1990، ولا يؤثر فيها اختلاف في الرؤى، على الرغم من أن الرؤية مختلفة بين البلدين حول الملف السوري، وذلك ليس بالجديد، فمصر منذ الـ 30 من يونيو، أعلنت الحفاظ على وحدة سوريا حتى ولو باحتمالية وجود "بشار الأسد" لفترة انتقالية، عكس ما ترغب فيه المملكة العربية السعودية، التي لها رؤية مختلفة ليس حول التقسيم، ولكن حول وجود "الأسد" لفترة انتقالية.

بينما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد الشاذلي، إن هناك تواصلا بين القيادتين السياسيتين في القاهرة والرياض، لمنع تزايد بوادر الخلاف، في ظل الاحتياج المتبادل، فالسعودية مهددة من قانون "جاستا"، وإيران وتحتاج لجبهة قوية تحتمي بها وتصد بها الضرر، والأمر نفسه فإن مصر مهددة من أكثر من ملف ما بين الإرهاب والأزمات الاقتصادية.

وأردف لـ"إرم نيوز"، "دائما كعرب نخشى من الاختلاف، ونرغب في أن تكون الرؤية متطابقة مع الحليف"، مشيرا إلى أن الخلاف أمر طبيعي في ظل وجود ملفات تمس البلدين، فاليمن يمس السعودية أكثر، وليبيا تمس مصر أكثر، وهناك تحفظات من الجانبين ولكن لا يتوقفان أمام هذه التحفظات.

وأوضح "الشاذلي" أن أمامنا طريقين، إما نعي المخاطر التي تواجهنا جميعا ونحتوي أي خلاف بيننا ونقوم بتحجيمه، ونحافظ على وحدة الصف وتماسك الوحدة العربية في ظروف لم يتعرض لها العرب من قبل، أو الطريق الثاني وهو التصعيد والتلاسن والحملات الإعلامية ونشر العداوة بين الشعوب.

وأكد المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن الحالة بين مصر والسعودية حاليا بالكاد يمكن وصفها بأنها "سحابة صيف"، موضحا أن البلدين ليسا بموقع يسمح بخسارة أي منهما، مشيرا إلى أن العلاقات أقوى من أي سقف خلافات.

وقال "عاكوم" إن الإصرار المصري على التصويت الروسي له علاقة كبيرة بـ"أحرار الشام" و"جبهة النصرة"، وهذا ما لا توافق عليه السعودية وتعلمه جيدا، ومن الطبيعي أن يتحدث المندوب السعودي بهذا الشكل، الذي لا يعتبر صداما بالشكل الذي قام البعض بتصويره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com