الأردن.. انتخابات بلا مقاطعة تعيد اللعبة إلى المربع الأول
الأردن.. انتخابات بلا مقاطعة تعيد اللعبة إلى المربع الأولالأردن.. انتخابات بلا مقاطعة تعيد اللعبة إلى المربع الأول

الأردن.. انتخابات بلا مقاطعة تعيد اللعبة إلى المربع الأول

مرت الانتخابات الأردنية بسلام كما أراد لها مطبخ صنع القرار الذي بارك قانون الانتخاب الذي جرت وفقه الانتخابات النيابية قبل يومين وكان عنوانها الأبرز أنها انتخابات بلا مقاطعة أعادت اللعبة بين النظام السياسي والمعارضة إلى المربع الأول التقليدي.

الدولة حين تحشر الإخوان بالزاوية الضيقة

نجحت الدولة بكافة مؤسساتها خاصة الأمنية بحشر جماعة الإخوان المسلمين بالزاوية الضيقة عقب انحسار الحراك في الشارع تأثرًا بما جرى في الإقليم من تغيرات سياسية، فكان أن تحول ملف الجماعة إلى ملف أمني بامتياز في ظل انقطاع التواصل بين أجنحة الدولة الأخرى والجماعة فسحب البساط من تحت أرجلها لتجد نفسها على حين غرة أمام سؤال الشرعية والترخيص ولاحقًا إغلاق مقراتها وتعزيز الانقسامات الداخلية ما دفعها للبحث عن خيار المشاركة في الانتخابات كمنفذ وحيد لضمان عودة المياه لمجاريها عبر بوابة البرلمان لكن ضمن المعادلة التقليدية القديمة التي حاولت الجماعة تغييرها قبل 3 أعوام.

في المقابل نجحت الجماعة - التي لا تزال مقراتها مغلقة وتعمل تحت مظلة حزب جبهة العمل الإسلامي- بإبداء مرونة عبر إنشاء التحالف الوطني للإصلاح بالحصول على 15 مقعدًا في البرلمان المقبل.

هذا الفوز، الذي لن يسهم بتغيير فعلي للمعادلة السياسية في البلاد، لكنه يعني أن الدولة والجماعة اكتفيا في هذه المرحلة بالوصول لمعادلة "رابح – رابح"، وإن كان على المستوى التكتيكي، بحسب مراقبين للمشهد السياسي الأردني.

الأحزاب .. متلازمة الضعف في مواجهة العشيرة

كشفت الانتخابات عورة الأحزاب السياسية الكثيرة في الأردن والتي لم ينجح كثير منها بتشكيل قائمة تنافس في الانتخابات، وفقًا للقانون الجديد، بينما لم تفلح الأحزاب الأخرى التي شكلت قوائم بالفوز بمقعد بالبرلمان.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي أن" قانون القوائم النسبية المفتوحة على مستوى المحافظة/ الدائرة، كشف خواء الحياة السياسية المحلية والطبقة السياسية المعروفة باسم “رجالات الدولة” الذين عجز معظمهم على التعامل مع مقتضيات القانون الجديد، فآثر الانسحاب من العملية ابتداءً، أو فشل في أول اختباراتها، كما تشير النتائج الأولية".

ونجح كثير من النواب الفائزين بالاستناد على العشيرة التي تحظى بمكانة قوية في المجتمع الأردني، حيث تم استدعاء العامل القبلي خاصة في المحافظات التي يغلب عليها الطابع العشائري، والتي شهدت اقبالًا كثيفًا مقارنة بالعاصمة عمان التي سجلت أقل نسبة مشاركة في الانتخابات.

الانتخابات نجحت والرهان على البرلمان المقبل

نجحت الدولة، إذن، بالخروج من حالة الضبابية السياسية والخوف من المجهول في ظل الاضطرابات والمعارك السياسية الطاحنة في دول الجوار بالخروج بنموذج الدولة الآمنة التي تجري انتخابات نزيهة رغم بعض الملاحظات التي سجلت عليها، إلا أن أغلب المراقبين يجمعون على أن الانتخابات عملت على تنفيس المشهد في ظل أزمة اقتصادية خانقة تحتاج تكاتفًا من الجميع للعبور بالمملكة منها، فأزمة الأردن اليوم اقتصادية أكثر منها سياسية، بحسب المحللين.

ويشدد الكاتب فهد الخيطان على أن العملية الانتخابية نجحت بشهادة آلاف المراقبين وبوجود ضمانات للهيئة المستقلة المشرفة على العملية الانتخابية بعدم وجود نوايا حكومية للتدخل بسير الانتخابات، ويتساءل الخيطان بقوله" العملية نجحت، فماذا عن المولود؟".

ماذا عن الحكومات البرلمانية؟

يراهن المراقبون على نجاح القوائم الفائزة في البرلمان المقبل على صنع تحالفات سياسية قوية تخرج كتلًا حقيقة ذات برامج قد تقنع صاحب القرار بأن الوقت قد حان للتفكير بتجربة الحكومات البرلمانية التي طالما شدد العاهل الأردني على أن البلاد تسير باتجاهها لكن بشكل تدريجي، لكن يبقى سؤال ضعف الأحزاب هل هو العائق الرئيس في ذلك؟.

أرقام ومفارقات نيابية

1- عودة 56 نائبًا و74 يدخلون البرلمان لأول مرة.

2- بلغ عدد النواب السابقين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز 38 نائبًا .

3- فاز في البرلمان عن طريق التنافس والكوتا 20 امرأة.

4-لم يغب النائب عبد الكريم الدغمي عن البرلمان الأردني منذ العام 1989.

5- أصغر نائب في البرلمان هي زينب حمود الزبيد( 30 عامًا) وأكبرهم عبدالله العكايلة وفوزي طعيمة (71 عامًا).

6-فاز في الانتخابات الحالية 4 وزراء سابقين عبد الكريم الدغمي وعبدالله العكايلة ومازن القاضي محمد نوح القضاة.

7-حصل الداعية والوزير السابق محمد نوح القضاة على أعلى الأصوات في المملكة عبر حصوله على 14562 صوتًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com