هل يمهد مؤتمر فيينا لحرب شاملة على داعش؟
هل يمهد مؤتمر فيينا لحرب شاملة على داعش؟هل يمهد مؤتمر فيينا لحرب شاملة على داعش؟

هل يمهد مؤتمر فيينا لحرب شاملة على داعش؟

قبل أقل من 24 ساعة على انطلاق محادثات فيينا بشأن سوريا، يتصاعد الحديث عن أنها ستمهد الطريق لـ"حرب شاملة" ضد تنظيم داعش، خصوصًا مع إعلان المعارضة عن توجه دولي لتزويد فصائلها بأسلحة نوعية.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، في تصريح صحافي أدلى به اليوم الاثنين، عن "توجه دولي لتزويد كتائب المعارضة بأسلحة ودعم نوعي، تحت إشراف دولي".

وجاء ذلك الإعلان، وسط حديث عن تحركات دولية لتقوية شوكة المعارضة في شمال سوريا كما في جنوبها، حيث عقد ممثلون عن 14 فصيلًا من المعارضة، مؤخرًا، اجتماعًا بحثوا خلاله تشكيل جبهة شمالية موحدة.

وكان المبعوث الأمريكي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، بريت ماكغورك، أسهب خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد، في عمّان، في الحديث عن الاستعدادات الجارية لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في سوريا والعراق، مؤكدًا أن "هناك 45 ألف مقاتل على استعداد للموت من أجل هدفهم، المتمثل في تطهير المدن التي يسيطر عليها داعش".

وأعلن ماكغورك عن "بدء العمل الجاد مع المعارضة المعتدلة لمقاتلة داعش"، مشيرًا إلى "ضغط من الجبهة الشمالية مع التحقق من أن داعش لا يحول قواته إلى جنوب سوريا وتحديدًا إلى الأردن".

وأكد أن "الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع المعارضة المعتدلة للتحقق من ذلك"، واصفًا ما يجري الآن من تنسيق ودعم بأنه "غير مسبوق".

وبينما استمرت اليوم الاثنين، الغارات الجوية لقوات التحالف في شمال سوريا، كشف ماكغورك عن "غارات جوية مكثفة" يعتزم التحالف تنفيذها في مدينة الرقة التي يعتبرها داعش مقر "الخلافة المزعومة"، خلال الأسابيع المقبلة.

وعرض -مستعينًا بخارطة- أبرز محطات التقدم التي حققها التحالف الدولي في عشرة مواقع رئيسة، هي "المنبج، والرقة، وتكريت، والشدادة، وسنجار، والموصل، والرمادي، والرطبة، والتنف، ودرعا".

كما أشار المبعوث الأمريكي إلى "معلومات جديدة عن التنسيق الأردني الأمريكي بشأن الضربات المشتركة داخل الأراضي العراقية في الرمادي بشكل خاص، وقرب الحدود السورية أيضًا".

وأوضح أن "الطيران الأردني ينفذ بالتعاون مع التحالف، ضربات جوية كل أسبوع ضد داعش لدحره عن الحدود العراقية الأردنية".

وفيما يتعلق بجنوب سوريا، أكد أنه "يجري العمل على عرقلة وصول داعش إلى الحدود الأردنية"، مرجحًا أن "يتقلص وجود داعش هناك خلال الفترة المقبلة، وأن يصبح جنوب غرب وجنوب سوريا، خاليًا من تواجد داعش، بالتنسيق بين الأردن والمعارضة السورية المعتدلة".

تعايش النظام والمعارضة

ويرى مراقبون أن "الإشارة الأهم في حديث المبعوث الأمريكي الذي سبق مؤتمر فيينا بيومين، جاءت حول الهدف الرئيس الذي تريده الولايات المتحدة في هذه المرحلة من التفاوض بين النظام السوري والمعارضة المعتدلة".

وتحدث ماكغورك عن "هدوء ملموس في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة مع قوات النظام"، لافتًا إلى أن "الهجمات  ضد داعش، تنشط وتزيد فاعليتها في المناطق التي تنخفض فيها وتيرة النزاع بين النظام والمعارضة، حيث تتمكن المجموعات المعارضة الآن من قتال داعش بصورة أكبر".

واعتبر المراقبون أن "ما قاله المبعوث الأمريكي يعني أن الأولوية الدولية في سوريا الآن ليست للانتقال السياسي الفوري، بل للتعايش الميداني بين الظام والمعارضة، وإعطاء الأولوية للقتال ضد داعش، وتسليم المواقع التي يهزم بها للمعارضة المعتدلة وليس للنظام، ضمن توافق أمريكي روسي ضمني على الأرجح".

كما يعتقد المراقبون أن "الاختراق السياسي في ضوء مثل هذه الأولوية لمحاربة داعش، لن يتحقق غدًا على الأرجح في فيينا".

وأشاروا في هذا السياق، إلى ما تردد كثيرًا في أروقة البيت الأبيض من أن هذا العام ربما يشهد نهاية تنظيم داعش كقوة مهيمنة على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.

وتحدث مسؤولون عسكريون أمريكيون، مؤخرًا، عن حصار قريب لمدينة الرقة، معقل داعش في سوريا، وعن "معارك حاسمة" ضد التنظيم في مدينة الموصل العراقية، قبل حلول رمضان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com