سيناريوهات إسرائيلية لـ"حرب لبنان الثالثة"
سيناريوهات إسرائيلية لـ"حرب لبنان الثالثة"سيناريوهات إسرائيلية لـ"حرب لبنان الثالثة"

سيناريوهات إسرائيلية لـ"حرب لبنان الثالثة"

وضعت مجلة "الدفاع الإسرائيلية" المتخصصة في الشؤون العسكرية، تصورا لسيناريوهات ما وصفته بـ "حرب لبنان الثالثة"، التي ربما تندلع في أية لحظة، على خلفية التوقعات بتوجيه تنظيم "حزب الله" اللبناني، ردا انتقاميا على الغارة التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي، عند منطقة القنطيرة السورية، مستهدفة موكبا يضم ضباطا ومقاتلين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وأشارت المجلة إلى أن "حزب الله نجح منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 في امتلاك ترسانة أسلحة ضخمة، تشمل نظما صاروخية قادرة على ضرب كل نقطة في إسرائيل، بيد أنه لن يستطيع بناء تلك الترسانة مجددا حال تعرضت لضربات إسرائيلية، بسبب التقارب الإيراني مع الغرب، والحرب في سوريا، التي اعتبرت المعبر الرئيسي لمعظم الأسلحة القادمة من إيران إلى المنظمة اللبنانية".

ويعتقد المحلل العسكري، عامير رابابورت، أن "الشرارة الأولى لتلك الحرب -بغض النظر عن عملية القنيطرة– ربما تندلع حال قيام منظمة حزب الله اللبنانية، التي يعمل عناصرها في سوريا، بمهاجمة إسرائيل من منطقة الجولان، أو على العكس، قيام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم على مخازن السلاح الاستراتيجية لحزب الله، في لبنان أو سوريا".

وافترض رابابروت أن "المفاجآت التي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في حوارات إعلامية مختلفة، حين قال أن المنظمة تعد مفاجآت كبرى لإسرائيل، هي الوحدات الخاصة التي أسسها حزب الله، والتي ربما تسعى لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الداخل أو الخارج، اعتماد على البنية (الإرهابية) الدولية التي أسسها حزب الله".

ويزعم المحلل العسكري أن "حزب الله وإيران حاولا تنفيذ قرابة 20 اعتداء ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، منذ اغتيال عماد مغنية، قائد عمليات حزب الله، عام 2008 في دمشق، لم تفلح منها سوى عملية واحدة، طالت خمسة سائحين إسرائيليين في بلغاريا".

وهناك سيناريو محتمل لاندلاع الحرب، وهو تنفيذ حزب الله لعمل عسكري عند الحدود اللبنانية، دون أن يعلن عن مسؤوليته المباشرة، أو حتى تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ صوب إسرائيل، على أن تُلصق بمنظمات أخرى.

وتعتقد مصادر إسرائيلية عسكرية أنه "ينبغي على حزب الله أن يضع في اعتباره، قبل أن ينجرف وراء حرب مع إسرائيل، أنه يقاتل ضد داعش في سوريا دعما لنظام بشار الأسد، وأن إسرائيل في هذا الوضع ربما تقوم بالرد على أي هجوم محتمل ضدها من ناحية الجولان، بتوجيه ضربات لنظام الأسد في دمشق".

حرب في ظل الانتخابات وتغيير المناصب العسكرية

من جهة أخرى، بات خروج رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، بني جانتس، من منصبه، وشيكا، وبعدها ستجرى انتخابات الكنيست، في الوقت الذي تولى فيه قائد المنطقة الشمالية الجديد، افيف كوخابي، منصبه منذ فترة قصيرة، وهو ما ساهم في عدم الاستقرار في المنطقة الشمالية أخيرا.

وتقول مجلة "الدفاع الإسرائيلة" إنه "في حال اندلاع الحرب سيعمل حزب الله على توجيه ضربات قوية في مُستهل المعركة، مصحوبة بمحاولات تسلل برية محدودة إلى داخل إسرائيل، ووقتها ستتعرض المطارات والموانئ البحرية الإسرائيلية للشلل التام لبضعة أيام، لذا فإن إسرائيل تسعى جاهدة لتكون تلك الحرب قصيرة قدر الإمكان، حال اندلعت".

وتعتقد المصادر الإسرائيلية أن "حزب الله سيركز محاولاته للسيطرة على مناطق داخل إسرائيل في أية حرب مقبلة، بعد أن توصل عام 2006 إلى نتيجة مفادها، أن إطلاق الصواريخ من داخل الحدود اللبنانية غير كاف، وهو الأمر ذاته الذي طبقته حركة حماس الفلسطينية أخيرا، حين حفرت شبكات أنفاق تقود إلى عدد من مستوطنات محيط غزة. وفي المقابل، في حال اندلعت حرب لبنان ثالثة ستعمل إسرائيل على توجيه ضربات مُركزة وقوية ضد أهداف كثيرة داخل لبنان".

ويعتقد اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، يتسحاق بن يسرائيل، أن "حزب الله لا يمتلك القدرة على احتلال منطقة الجليل شمال إسرائيل"، مضيفا "لدى حزب الله في أفضل الظروف قرابة 20 ألف مقاتل، وربما 30 ألفا، أما الجيش الإسرائيلي فيستطيع أن يحشد قرابة نصف مليون مجند، بما في ذلك قوات الاحتياط، ومثلا في حرب لبنان الثانية، كانت الجبهة الشمالية وحدها تضم 100 ألف جندي".

ويشير بن يسرائيل إلى أن "حزب الله ربما يطلق في حرب لبنان الثالثة يوميا، عددا من الصواريخ يبلغ مثلين إلى ثلاثة أمثال عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس خلال عملية الجرف الصامد أخيرا، وستحمل بعض الصواريخ رؤوسا حربية تزن مئات الكيلو جرامات، مستهدفة مواقع استراتيجية حيوية داخل إسرائيل".

ويضيف "مع ذلك، اعتراض هذه الصواريخ ليس بمشكلة، لكن المشكلة الأساسية تتعلق بالصواريخ قصيرة المدى، فخلال عملية الجرف الصامد، نجحت منظومة القبة الحديدية في اعتراض جميع الصواريخ التي أطلقت صوب مدينة تل أبيب، على خلاف فشلها في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، التي أطلقت صوب مدن قريبة من قطاع غزة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com