رويترز: قصف إسرائيلي قرب مستشفى مرجعيون جنوب لبنان يخرجه من الخدمة مؤقتا
وجهت الحكومة التركية صفعة غير متوقعة لأبناء الطائفة العلوية من مواطنيها الأتراك، في خطوة قد تسهم بخلق توتر تجنبه حزب العدالة والتنمية خلال أعوام تفرده في حكم البلاد، وقد تجهض محاولات رسمية لاحتوائهم والتقرب منهم.
ونقلت وسائل إعلام محلية، اليوم الاثنين، مراسيم جديدة، مرتبطة بقانون الطوارئ المفروض عقب انقلاب تركيا الفاشل، منذ منتصف تموز/يوليو الماضي؛ تضمنت قرارًا بإغلاق قناة "On4" الفضائية المعروفة بقربها من الجعفريين والعلويين.
كما تضمن القرار إغلاق قناة "Kanal 12" التركية؛ بحجة تقديمهما الدعم لتنظيمات تصنفها أنقرة على أنها "منظمات إرهابية" ومشاركتهما في تغطية فعاليات؛ تتهمها الحكومة بـ"تهديد الأمن القومي".
وعود بتطبيق إصلاحات
ويأتي قرار إغلاق القناة عقب محاولات من قبل حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، لبث تطمينات لأبناء الطائفة العلوية بتحقيق مطالبهم، تفاديًا لانخراطهم في احتجاجات ضد الحكومة، في وقت تزداد فيه حدة الاضطرابات الأمنية والهجمات الانتحارية، واشتداد حدة المعارك ضد المقاتلين الأكراد شرق البلاد.
وسبق أن أكدت الحكومة السابقة، منذ حوالي عام، على عزمها القيام بخطوات جادة حيال تحسين أوضاع المواطنين العلويين، وقدمت وعودًا بمنح الصفة الرسمية لدور عبادة العلويين (بيوت الجمع)، والتكفل بتسديد جميع نفقاتها، وتخصيص رواتب شهرية للعاملين فيها.
ولا تعترف تركيا ببيوت الجمع، كأماكن عبادة، وتطلق عليها اسم "مؤسسات" وتمتنع عن دعمها وتزويدها بالمخصصات الحكومية المقررة لدور العبادة، على غرار المساجد، والكنائس، والكُنس اليهودية.
وأقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على القيام بمبادرات معنوية للتقارب مع العلويين؛ إذ تبنى العام 2015، تقليدًا جديدًا عبر تقديم وجبة محرم وحلوى عاشوراء في القصر الرئاسي، واستقبال وجهاء الطائفة العلوية، لتناول طعام الإفطار في القصر الرئاسي.
وسعت أنقرة خلال الشهور الماضية لتجنب أي تنسيق للفعاليات الاحتجاجية بين الأكراد والعلويين، إذ سبق أن نظم الطرفان وقفات احتجاجية، حملت مطالب مشتركة؛ منها حرية التعليم باللغة الأم، وإلغاء المناهج الدينية الإجبارية في المدارس.
كما نظمت جمعيات علوية، يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 2014، في العاصمة أنقرة، احتجاجًا على نظام تعليم مادة الدين في المدارس التركية، بذريعة أنها تخص الطائفة السنية فقط، ما وصفه ناشطون بأنه "دمج إجباري لا يحترم خصوصياتهم الدينية والحضارية"، وفي محاولة من منظمي الفعالية لاستقطاب زخم شعبي؛ ناشدوا الأكراد وغيرهم من الأقليات للمشاركة في المظاهرة.
أعداد متضاربة
ولا توجد إحصاءات رسمية حول أعداد العلويين أو نسبتهم إلى مجموع سكان البلاد، إلا أن مصادر شبه رسمية تقدر أعدادهم بين 5-7 ملايين نسمة، في حين يقول ناشطون علويون إن أعدادهم تتجاوز 20 مليون نسمة.
وألغت تركيا الطرق الصوفية والمجموعات الدينية، ما أثر سلبًا على العلويين، إذ أصبحوا غير معترف بهم رسميًا، إلا أنهم يرفعون -حتى الآن- صور مصطفى كمل أتاتورك في مناسباتهم، إلى جانب صورة ترمز للإمام علي، وصورة للزعيم الروحي بكتاش.