غارة إسرائيلية على التلال المحيطة ببلدة عرسال في البقاع شرقي لبنان
أنهى مجلس الأمن بوقت متاخر من مساء الأحد، جلسة طارئة بشان تدارس الوضع في سوريا والتصعيد العسكري الأخير في حلب، دون الاتفاق على أي قرار.
وبعد جلسة فاشلة كان أبرز ما فيها تعميق هوة الخلاف بين الغرب وروسيا بشأن الملف السوري، ألقى مندوبو أمريكا وبريطانيا وفرنسا، اللوم على روسيا بما يتعلق بالحملة العسكرية الشرسة التي يشنها حليفها بشار الأسد في حلب.
ولم يعد مجال على الأرجح لحل دبلوماسي يوقف القتال بعد أن اختلف دبلوماسيو الولايات المتحدة وروسيا خلال اجتماع مجلس الأمن.
اشتباك مع روسيا
وقالت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة سامنثا باور لمجلس الأمن "إن ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية.. بدلا من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلا من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم."
كما وجه وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا هجوما على روسيا مؤكدين أنها ربما تدان بارتكاب جرائم حرب.
لكن روسيا دافعت عن موقفها.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "في سوريا يوجد المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها.. أراضي البلاد يجري قصفها بصورة عشوائية وإحلال السلام بات مهمة شبه مستحيلة الآن لهذا السبب."
مقاطعة كلمة الجعفري
غادر مندوبو أمريكا وبريطانيا وفرنسا جلسة مجلس الأمن لطارئة بشان قصف حلب، عندما جاء دور حديث مندوب النظام السوري بشار الجعفري.
وتعكس مغادرة الأمريكية سامنثا باور والبريطاني ماثيو رايكروفت و الفرنسي فرانسوا ديلاتري، غضب دول الغرب من التصعيد الأخير الذي بدأه النظام السوري بدعم روسي على مناطق المعارضة في حلب.
وقبل مغادرتهم للجلسة، وجه المندوبون الثلاثة كلمات اتفقت على اتهام روسيا بدعم عمليات النظام العسكرية رغم حديثها عن جهود وقف الأعمال القتالية.
الأرض المحروقة
ذكر بيان وقع عليه الأحد 30 فصيلا معارضا أن نظام الأسد كثف بمشاركة مباشرة لروسيا وجماعات إيرانية هجماته على حلب منفذا ما سمي سياسة الأرض المحروقة بهدف التدمير الشامل للمدينة والقضاء على سكانها.
وفي أول تقدم بري رئيسي يتحقق في الهجوم الأخير استطاع الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات.
وقالت المعارضة الأحد إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف.
وقال قائد يدعي أبو الحسنين في غرفة عمليات المعارضة التي تضم الكتائب الرئيسية التي تقاتل لصد هجوم الجيش "استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية... تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا."
واعترف الجيش بأن المعارضة استعادت السيطرة على حندرات الذي كانت السيطرة عليه لفترة وجيزة يوم السبت أول تقدم بري كبير للجيش في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.
حملة شرسة
وربما يكون الهجوم على حلب أكبر معركة في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وشرد حوالي 11 مليون سوري.
ويقول سكان إن الضربات الجوية على شرق حلب منذ الإعلان عن الهجوم يوم الخميس الماضي كانت أشد ضراوة من أي ضربات سابقة واستخدمت فيها قنابل أشد تأثيرا. وسقط عشرات القتلى في الأيام القليلة الماضية.
وقال مسؤولون في صفوف المعارضة إن الضربات الجوية يوم السبت أصابت أربع مناطق على الأقل من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة وإنهم يعتقدون أن الضربات تشنها طائرات حربية روسية في الغالب. وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفرا ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار.