الأمم المتحدة: ندين إطلاق النار على مقر اليونيفيل والذي أصيب فيه جنديان
كتب مؤتمر الشيشان، فصلًا جديدًا من الصراع بين السلفيين والمؤسسة الأزهرية في مصر، في خضم محاولات سلفية لا تزال قائمة، للاستحواذ على المساجد وفتح معاهد شرعية تنافس المعاهد الأزهرية، بحسب اتهامات يوجهها البعض للسلفيين.
وبدأت عودة حلقات الصراع مرة أخرى، حينما استصدر شيخ الأزهر قرارًا بغلق معاهد إعداد الدعاة وتدريس العلوم الشرعية التي أنشأها السلفيون، وهو ما آثار حفيظتهم، وتوجه ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، لزيارة شيخ الأزهر، في محاولة لإقناعه بالتراجع عن القرار، إلا أنه رفض الأمر جملة وتفصيلاً.
وجاءت الحلقة الأقوى في تأصيل الصراع، حينما شارك شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعدد من علماء الأزهر، منهم الشيخ أحمد الشريف، في مؤتمر لأهل السنة والجماعة عقد في الشيشان، ولم يتلقَ أي تيار سلفي دعوة للحضور، بل جاءت كلمة شيخ الأزهر لتؤكد أن أفكار السلفيين "مغلوطة وتحتاج لمزيد من التدقيق، حتى لا يعم الفساد والفتنة في البلاد".
من جانبه، قال الدكتور أحمد الشريف، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر وأحد المشاركين في المؤتمر، إن "الصراع بين الأزهر والسلفيين لن ينتهي، وسيحسم لصالح مؤسسة الأزهر التي تقف كحائط صد أمام أفكارهم المتطرفة"، على حد وصفه.
وأضاف الشريف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "مشاركة شيخ الأزهر في المؤتمر، بمثابة لطمة على وجه السلفيين في مصر ليعلموا جيدًا أن مؤسسة الأزهر لن تعطيهم فرصة لبث سمومهم في المجتمع"، على حد تعبيره.
بدوره، رأى أستاذ الحديث في جامعة الأزهر، الدكتور محمد دويدار، أن "عقيدة السلفيين بها أخطاء فادحة تجعلهم خارج مفهوم أهل السنة والجماعة"، لافتًا إلى أن "الدين الإسلامي لم يؤصل لوجود دولة دينية وهم لا يعترفون بهذا الأمر، وكذلك ينكرون على المسيحيين حقهم في بناء الكنائس رغم أن الرسول لم يمنع أحدًا من المسيحيين أو اليهود من ممارسة شعائر دينه".
وأكد دويدار، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الأزهر لن يترك الساحة للسلفيين في مصر ليفسدوا الناس ويشيعون الفتنة بين عنصري الأمة، السنة والشيعة"، مشيرًا إلى أن حلقات الصراع بين الأزهر وبينهم لن تتوقف".
واستنكر سلفيو مصر، تنظيم المؤتمر دون دعوتهم، وكذلك مشاركة شيخ الأزهر، حيث قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر، إن "مؤتمر الشيشان محاولة لسرقة لقب أهل السنة والجماعة وهو إقصاء مقصود للسلفيين"، على حد تعبيره.
أما القيادي السلفي، يسري حماد، اعتبر أن مؤتمر الشيشان "استعان ببعض رموز المؤسسات السنية لتضليل البسطاء من المسلمين"، على حد زعمه.
وزعم حماد أن المؤتمر عُقد "برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي الشيشان، التي تعتبر مؤسستها الدينية الرسمية أن كل وهابي كافر، وكل سلفي خارج عن الإسلام، وذلك تأثرًا بالفكر الشيعي الذي تغلغل في صفوفهم من مئات السنين في ظل غياب تام للسنة وأهلها"، على حد قوله.
يُشار إلى أن مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة" الذي عقد مؤخرًا في العاصمة الشيشانية، أثار جدلًا كبيرًا وردود فعل واسعة في الكثير من دول العالم الإسلامي.