مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية على مسجد شهداء الأقصى بدير البلح
دفعت الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة التي تعيشها ليبيا منذ عام 2011، الآلاف من مواطنيها للنزوح إلى الجزائر، فتحول الأمر لدى بعضهم من مجرد لجوء إلى الرغبة في البقاء إلى الأبد في هذا البلد، بسبب شعورهم باليأس من تحسن الأوضاع في وطنهم.
ويقول "نوح بن علالي"، وهو محام لدى المحكمة العليا في الجزائر، إن "غالبية الليبيين الذين قدموا طلبات الحصول على الجنسية الجزائرية، متزوجون من جزائريات، فيما توجد حالات قليلة من النساء المتزوجات من جزائريين قدمن طلبات للحصول على الجنسية"، مضيفًا "في جميع الحالات فإن طالبي الجنسية الجزائرية من الليبيين يقيمون في الجزائر منذ سنوات".
وأكدت إحصائيات نشرتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) في يونيو/ حزيران الماضي، أن عدد الليبيين الذين نزحوا نحو الجزائر منذ عام 2011 يقارب الـ 40 ألف شخص، في حين تؤكد مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن نحو 32 ألف لاجئ ليبي، يقيمون في عدة محافظات جزائرية خصوصًا الجنوبية والشرقية منها، لكن أغلبهم يقيمون كنازحين بدون وثائق رسمية، بحسب السلطات الجزائرية.
ووفق "حفصي أنور ليبي"، رئيس جمعية " أشقاء" وهي مؤسسة لتمثيل الليبيين اللاجئين في الجزائر وتونس، ويقيم في الجزائر حاليًا، "هرب آلاف الليبيين من ذوي الأسر المختلطة الجزائرية الليبية بسبب الأزمة في بلدهم".
وبحسب مواطن ليبي آخر،"لا يزيد عدد الليبيين الذين طلبوا الجنسية الجزائرية منذ اندلاع الأزمة في بلدهم إلى اليوم، عن 180 شخصًا، أغلبهم ولد لهم أبناء في الجزائر بعد لجوئهم إليها".
وفي محافظة "ايليزي" الحدودية بين الجزائر وليبيا، يوجد العدد الكبير من الجالية الليبية اللاجئة إلى الجزائر، أغلبهم من أسر مختلطة جزائرية ليبية، أي أن أحد الأبوين من جنسية جزائرية والثاني من الأخرى.
ويقول "علي صديق"، أحد الليبيين المقيمين في المحافظة الواقعة جنوب شرق الجزائر، إن "أغلب الأسر الموجودة هنا لجأت قبل 4 أو 5 سنوات تقريبًا إلى الجزائر، وقد طلب عدد من الليبيين المقيمين في ايليزي الجنسية الجزائرية لأنهم ينتمون لقبائل كانت موجودة في الماضي في الصحراء الجزائرية".
وأضاف، "في الصحراء لا توجد حدود، وأغلب الموجودين هنا كانوا حتى 40 أو 50 سنة يتنقلون بحرية بين صحراء الجزائر وليبيا وقد تجد أبناء عم، بعضهم ليبيون وبعضهم جزائريون، وقد طلب عدد من اللاجئين الليبيين عبر قنوات قانونية الحصول على الجنسية الجزائرية".
أما "محمد وزاع" فيقول، "أودعت ملفًا لطلب الجنسية الجزائرية منذ عام 2014، يوجد العشرات من الليبيين من الذين لديهم أقارب أو أصهار في الجزائر ممن قدموا مؤخرًا طلبات رسمية للحصول على الجنسية الجزائرية لدى وزارة العدل وهم ينتظرون الموافقة".
وتعقيبًا على هذا الموضوع، قال مصدر أمني جزائري إن، "عدد طالبي اللجوء من ليبيا إلى الجزائر تضاعف بين عامي 2014 و 2016 ، والسبب هو الأوضاع الصعبة في ليبيا خاصة في الجنوب".
ولفت إلى أن وزارة الداخلية الجزائرية "تلقت أكثر من 5900 طلب لجوء من مواطنين ليبيين لغاية الآن"، مشيرًا إلى أن "أغلب طالبي اللجوء سيحصلون على الموافقة حيث لم تتعود الجزائر على رفض طلبات لجوء ذات طابع إنساني".
ووفقًا للمصدر نفسه، "برر اللاجئون طلباتهم بأصولهم الجزائرية وبوجود أقارب لهم في محافظة ايليزي المحاذية للحدود الليبية".
وأكد المتحدث الأمني، "وضوح موقف السلطات الجزائرية بشأن ليبيا، ودعمها لسكان الجنوب الغربي لليبيا، ورفضها التدخل في الشؤون الداخلية"، مستطردًا "نحاول قدر المستطاع مساعدة سكان جنوب غرب ليبيا على تسيير أمورهم والتعامل مع الحكومة الشرعية في هذا البلد".