كيف تستغل جماعة الحوثي أطفال صنعاء؟
كيف تستغل جماعة الحوثي أطفال صنعاء؟كيف تستغل جماعة الحوثي أطفال صنعاء؟

كيف تستغل جماعة الحوثي أطفال صنعاء؟

يقف علي ذو العشرة أعوام كل صباح في طابور طويل تحت أشعة الشمس الحارقة وبيده "دبات" المياه الفارغة التي ينتظر طويلا حتى يملأها بالماء.

يتحدث علي بحزن عن معاناته اليومية وتركه لمقاعد الدراسة في منطقته بمديرية معين ثاني أكبر مديريات صنعاء: "تركت مدرستي قبل سنة وكل يوم أقف في هذا الطابور عشان أعبي ماء، وأبي يطوبر عند البترول وأمي عند الغاز".

يشعر علي بحزن شديد لتوقفه عن الدراسة، لكنه يقول في حديث لـ "إرم نيوز" إنه ليس بيده شيء، وإنه يجب أن يتعاون مع عائلته لكي يستطيع العيش.

وفي ظل تزايد معدلات الفقر والبطالة لدى الأسر اليمنية وانعدام ونقص الأدوية والمواد الغذائية والوقود رضخت عدد من الأسر ذوي الدخل المنعدم لتهديدات الحوثي بإرسال أطفالها الذين لم يتعدوا سن 18عاما إلى جبهات القتال مقابل الحصول على وجبات الغذاء الأساسية ومبلغ من المال، فيما تفقد أسر أخرى أطفالها رغما عنها ومن دون مقابل.

فوالدة محمد: "تقول بأن ولدها ذا الثلاثة عشر ربيعًا، قد اختطف من قبل مليشيا الحوثي في شهر( 8 /2016) من وسط حي هائل بصنعاء ومن أمام المنزل ومن دون علم أحد، وهي لا تعلم إلى أي جبهة قتال تم اقتياده.

وتضيف في حديث لـ "إرم نيوز": "فور اختفاء ولدي بحثت عنه كثيرا وبذلت شتى الوسائل والطرق عندما اكتشفت أنه لديهم، وحاولت إعادته لكن جهودي باءت بالفشل".

وتتحدث والدة محمد بحرقة "مجرد تخيلي أن ولدي قد يعود إلي جثة هامدة يعذبني ويطير النوم من عيني كل يوم".

ويقول واقع الحال في اليمن إن آلاف الأطفال مخيرون بين العذاب في طوابير احتياجات أسرهم، أو الموت بفعل الاختطاف واقتيادهم إلى جبهات القتال.

نحو ثلاثة أطفال يلقون مصرعهم يوميا في اليمن نتيجة استخدامهم في الحرب بشكل مباشر من قبل جماعة الحوثي.

كما تقول منظمة رعاية الأطفال، مؤكدة أن تجنيد الأطفال ظاهرة انتهجتها جماعة الحوثي تبعا لداعمتها إيران والتي صنفت بحسب تقرير اليونيسيف في المرتبة الأولى من حيث تجنيد الأطفال واستخدامهم في الحروب كبديل أكثر كفاءة اقتصادية من البالغين تلتها إسرائيل في المرتبة الثانية.

ويشكل الأطفال حسب المصدر ذاته، ثلث المقاتلين في صفوف الحوثيين كما أنهم يمثلون غالبية الضحايا في المواجهات المسلحة دونما مراعاة لأية جوانب إنسانية.

وتشهد صنعاء ازديادا في عدد الأطفال الذين ارتدوا سلاح الميليشيات الحوثية، وتم استخدامهم في الخدمات العسكرية والأمنية وتوصيل الرسائل والحراسة، فلا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة صنعاء من أطفال تتراوح أعمارهم بين 14-و18 عاما يحملون السلاح عند نقاط التفتيش، أو يعملون حراسا لمؤسسات حكومية أوشركات أو جامعات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com