المعارضة السورية تعلن فك الحصار عن مناطقها في حلب
المعارضة السورية تعلن فك الحصار عن مناطقها في حلبالمعارضة السورية تعلن فك الحصار عن مناطقها في حلب

المعارضة السورية تعلن فك الحصار عن مناطقها في حلب

أعلنت قوات المعارضة السورية اليوم السبت، تمكنها من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب شمالي سوريا.

ويأتي إعلان المعارضة، بعد سبعة أيام من انطلاق عمليتها العسكرية الواسعة، التي بدأتها انطلاقاً من ريف المدينة الجنوبي الغربي، لفك الحصار المفروض على مناطق سيطرتها منذ أكثر من شهر.

وأفادت مصادر في المعارضة، أن جيش الفتح سيطر اليوم على مواقع قوات النظام في دوار حي  "الراموسة"، جنوبي مدينة حلب، لتصل بذلك إلى مشارف الأحياء الخاضعة لسيطرتها في المدينة.

كما أكدت المصادر ذاتها، تمكن فصائل المعارضة بوقت متأخر من مساء السبت، السيطرة على الكلية الفنية، وهي آخر المواقع الحكومية في المدخل الجنوبي للمدينة، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 50 عنصرا من قوات النظام، على حد تعبير تلك المصادر.

وأكدت المصادر، وصول دفعات من مقاتلي المعارضة إلى داخل الأحياء المحاصرة، موضحة أن الاشتباكات ما تزال مستمرة على أطرف حي "الراموسة" بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي تعمل على توسيع نطاق سيطرتها.

تضارب حول كسر الحصار

من جانبه، قال المرصد السوري الذي مقره بريطانيا، إن الحصار لم يكسر لكن القتال شرس للغاية في منطقة الراموسة جنوب غرب حلب حيث يخوض مقاتلو المعارضة قتالا للسيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية.

ونفت وسائل إعلام موالية للنظام كسر الحصار، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوضع غامض بصورة تحول دون التعليق عليه، ويبدو من التقارير بشأن القتال العنيف والضربات الجوية في هذه المنطقة أن أي ممر ربما يتم فتحه الآن للمدنيين لن يكون آمنا بالدرجة الكافية.

ويسعى مسلحو المعارضة لاختراق شريط ضيق من الأرض يخضع لسيطرة الحكومة من أجل إعادة الربط بين المناطق التي تسيطر على المعارضة في غرب سوريا من ناحية وقطاعهم المحاصر في شرق حلب من جهة أخرى وهو ما يعني عمليا كسر الحصار.

وبدأ الهجوم على مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية أمس الجمعة، وستؤدي السيطرة على مجمع الراموسة والاتصال مع شرق حلب إلى عزل غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة من خلال قطع الطريق الجنوبي المؤدي للعاصمة دمشق.

كما ستتيح تلك الخطوة للمقاتلين الحصول على الأسلحة المخزنة في المجمع والتي يستخدمها الجيش السوري في الصراع المستمر منذ 5 أعوام كمركز لقصف أهداف للمعارضة.

وقالت جبهة فتح الشام التي كانت في السابق تسمى جبهة النصرة وتتبع تنظيم القاعدة في بيان عبر الانترنت "التقاء المجاهدين من خارج المدينة بإخوانهم المجاهدين داخل المدينة والعمل جار للسيطرة على ما تبقى من النقاط لكسر الحصار عن حلب."

الشهر الأسوأ

وفي تقرير آخر قال المرصد السوري إن هجوما على مستشفى في شمال غرب سوريا أسفر عن مقتل عشرة أشخاص من بينهم أطفال اليوم السبت، وقالت جمعية خيرية طبية إن شهر يوليو/ تموز الماضي هو الأسوأ في الهجمات على المنشآت الطبية في البلد الذي مزقته الحرب مشيرة إلى أنه تم تنفيذ 43 هجوما على منشآت للرعاية الصحية في سوريا.

ويقع المستشفى في بلدة ملس الواقعة على بعد 15 كيلومترا من مدينة إدلب في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، وتنفذ طائرات عسكرية تابعة للقوات الحكومية وأخرى روسية متحالفة معها عمليات في سوريا لكن من غير المعروف أي طائرة نفذت الضربة.

وقال المرصد في تقريره بشأن القتال في حلب إن المقاتلين سيطروا على كلية التسليح وجزء من كلية المدفعية يوم الجمعة. لكن الجيش السوري قال إنه صد الهجوم.

ويحارب مسلحو المعارضة الآن للسيطرة الكاملة على كلية المدفعية والكلية الفنية الجوية ولإنشاء منطقة تربط شرق حلب مع مناطق سيطرتهم في غرب البلاد.

وقالت وكالة أنباء الجيش السوري في وقت لاحق يوم السبت إن الجيش السوري استعاد السيطرة على كلية المدفعية وأجبر المعارضة على الانسحاب من كلية التسليح.

وقال شاهد إن الناس في أحد شوارع شرق حلب احتفلوا لوقت قصير بتقارير كسر الحصار لكنهم تفرقوا بعد مشاهدتهم للطائرات الحربية في السماء.

وبث التلفزيون السوري الرسمي تقريرا على الهواء مباشرة من مشارف قاعدة المدفعية في الراموسة جنوب غربي حلب حيث سمع دوي أعيرة نارية وتفجيرات وشوهدت طائرات حربية تحلق في أجواء المنطقة.

ونشرت جماعات معارضة مقاطع فيديو تقول إنها تظهر معارك مسلحة مع اقتحام المقاتلين لمباني المجمع.

ويريد الرئيس السوري بشار الأسد استعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت كبرى مدن سوريا قبل الحرب، والتي انقسمت إلى مناطق تخضع لسيطرة المعارضة ومناطق تحت سيطرة الحكومة. وإذا حقق الأسد هذا الانتصار فسيوجه ضربة ساحقة للمعارضة.

معاناة المدنيين

ويعتقد بأن نحو ربع مليون مدني مازالوا حتى الآن في أحياء شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة أي أنهم عمليا تحت الحصار منذ أن قطع الجيش والقوات الموالية له آخر طريق موصل إلى أحياء المعارضة في أوائل شهر يوليو/ تموز.

ويعاني السكان بشدة سواء في شرق أو غرب حلب. وتتعرض المناطق الحكومية بانتظام لقصف من المعارضة في حين تتعرض مناطق المعارضة أيضا لقصف وضربات جوية من قوات سورية وروسية متحالفة معها.

وتقول جماعات المساعدات الإنسانية إن الموقف في شرق حلب مقلق للغاية. وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن منشآت طبية لم تعد قادرة على توفير الخدمة تعرضت لضربات 15 مرة في يوليو/ تموز.

وأضاف الطبيب أبو العز منسق الجمعية في حلب في بيان إنه لم يبق في المدينة سوى 35 طبيبا وإن 100  شخص في حاجة للإجلاء منها لتلقي العلاج.

وجذبت الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011 في سوريا قوى إقليمية وعالمية وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. كما جذبت الحرب مجندين من المتشددين في أنحاء العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com