قالت صحيفة " الخليج " إن القيادات الإسرائيلية اشتاطت غضبا لدى سماعها حقيقة اضطر لقولها وزير الخارجية الأميركية جون كيري..فهو يرى أن الصراع العربي الإسرائيلي يؤجج غضب الشارع العربي والإسلامي .. كما يرى أن هناك رابطا بين مشاعر المهانة وفقدان الكرامة التي يشعر بها العرب وبين التطرف والعنف الذي يحدث.
وأضافت أن هذه الحقيقة لم تكن تحتاج لتصريحات من مسؤول أميركي حاولت بلاده على مدى عقود أن تنفي وجود علاقة بين السياسات الجائرة التي تتبعها وبين ردود الفعل التي تحدث..ذهب الكثير من هؤلاء المسؤولين إلى التصريح أو التلميح بأن ما يحصل من عنف أو تطرف لا علاقة له بالسياسات أو كأنه نبت شيطاني أو في بعض الأحيان هو سمة الثقافة العربية والإسلامية.
وبينت أن هذا كان تجاوزا جائرا على الحقيقة ومنافيا لها ففي كل مكان غير منطقتنا كانت تجري فيه أحداث العنف كانت ترد أسبابها إلى السياسات أو أسباب عملية أخرى حتى ولو ثانوية .. بينما انصب الحديث على ما يجري في منطقتنا على تشويه ثقافتنا .. هذه المرة وضع المسؤول الأميركي أصبعه على الجرح .. وما كان في استطاعته أن يناور فقد حركت مجازر غزة مشاعر الكثيرين في البلدان الغربية حتى أولئك المتعاطفين مع إسرائيل .. وقد كان ذلك واضحا في تصريحات البعض إثر التصويت الذي جرى في مجلس العموم البريطاني حول موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن المسؤولين في إسرائيل أصبحوا رهائن لسلاسل الكذب التي خلقوها .. فهم لا يمكن أن يروا أي رابط بين اعتداءاتهم على البلدان العربية و بين غضب شعوبها.. مضيفة أنهم لا يمكن أن يتصوروا أن اعتداءاتهم على أقدس المقدسات في القدس قد تشعل الغضب لدى العرب والمسلمين و لم يخطر ببالهم أبدا أن استباحة الدم الفلسطيني بمجازر متواصلة اعتبرها الكثير في الغرب جرائم حرب أن تثير شيئا في نفوس العرب .. هذه المجازر التي أثارت غضب المجتمع الدولي لا يريدون أن تشكل حافزا لغضب ونقمة الشارع العربي.
وأوضحت أن فقدان هذا التصور في جملته ليس مصطنعا وإنما تعود جذوره إلى شوفينية إسرائيل فهي بطبيعتها ترى غيره دون مستواها و يستحق أن يعاقب أو يهان أو حتى أن يتعرض للإبادة وذلك من منطلق التفوق والاستعلاء باعتبار أن اليهود هم " شعب الله المختار" و يحق لهم أن يفعلوا ما يشاؤون من دون مساءلة.
وقالت " الخليج " في ختام افتتاحيتها إن وجود العلاقة بين ما يرتكبه الإحتلال الإسرائيلي من جرائم وما يحصل من تطرف يستدعي تبديلا في السياسات ونكوصا عن الانتهاكات..ومما يزعج إسرائيل من هذه التصريحات ليس لأنها تأتي من راعيها فحسب وإنما أيضا لأنها تعبر عن مزاج عالمي متزايد.