واشنطن - أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، اليوم الإثنين، أن طائرات أمريكية ألقت مساعدات شملت مستلزمات طبية وأسلحة وذخائر إلى القوات الكردية في مدينة كوباني السورية.
وقال بولات جان، وهو متحدث باسم القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية على حسابه على تويتر، إن كمية ضخمة من الذخيرة والسلاح وصلت للبلدة، فيما أكد المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية ريدور خليل، أن الـسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أمريكية قرب كوباني ستساعد المقاتلين الأكراد كثيرا في مواجهة تنظيم "داعش".
وأضاف خليل: "المساعدات العسكرية كانت جيدة وأمريكا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر إيجابا على سير العمليات العسكرية ضد داعش، وما زلنا نأمل المزيد".
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان، إن طائرات شحن عسكرية من طراز "سي-130" نفذت عدة عمليات إلقاء مؤن من الجو، مشيرة إلى أن هذه المؤن قدمتها سلطات إقليم كردستان العراقي وهدفها "إتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على كوباني".
ويرجح أن تثير هذه الخطوة غضب تركيا، حليفة واشنطن، والتي جدد رئيسها رجب طيب أردوغان رفضه السماح بمرور أسلحة أو ذخائر من أراضيه إلى المقاتلين الأكراد المحاصرين في الجانب الآخر من الحدود والذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين"، بحسب رويترز.
وقال بيان صادر عن القيادة المركزية إن "قوات الجيش الأمريكي قامت، مساء الأحد، بإلقاء عدة حمولات جواً في محيط مدينة كوباني في سوريا لإعادة تجهيز القوات الكردية على الأرض والتي تدافع عن المدينة ضد داعش".
وأضاف البيان أن العملية المذكورة قد "نفّذت من قبل القوة الجوية الأمريكية باستخدام طائرات سي 130 الخاضعة لصلاحيات القيادة المركزية".
وأشار البيان إلى أن الحمولة شملت "أسلحة وذخيرة ومستلزمات طبية تم تجهيزها من قبل السلطات في إقليم كردستان العراق ومخصصة لمواصلة المقاومة ضد محاولات داعش للاستيلاء على كوباني".
وأوضح البيان أن "هناك مؤشرات تؤكد أن الضربات الجوية بالاشتراك مع المقاومة المستمرة لداعش على الأرض قد أبطأت تقدم داعش في المدينة وقتلت المئات من مقاتليهم ودمرت وأضرت بتجهيزاتهم ومواقعهم القتالية".
ولفت البيان إلى أن "حصيلة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على داعش في محيط كوباني 135 عملية حتى اليوم الإثنين".
وأكد في الوقت نفسه أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بالعملية في مكالمة هاتفية، أجراها معه يوم أمس، قائلاً: "نحن نتفهم قلق تركيا ولكن الولايات المتحدة وتركيا تجدان في داعش عدواً كبيراً مشتركاً".
وتستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم "داعش" ومجموعات كردية في مدينة كوباني، التي تقول تقارير إعلامية إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، وتسكنها في الأساس غالبية كردية؛ ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا، خلال الأيام الأخيرة.
وبحسب بيان سنتكوم، فقد نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حتى اليوم "أكثر من 135 غارة جوية" على المسلحين في كوباني، بينها 11 غارة شنت يومي السبت والأحد وساعدت المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم المتطرف لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا.
واستهدفت غارات التحالف قرب كوباني 20 من مواقع "الدولة الإسلامية"، وخمس عربات، ومبنيين تابعين للتنظيم، بحسب القيادة الوسطى، بينما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذه الغارات قتلت 15 جهاديا.
ويشن التحالف الدولي غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.
ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.