الصحة اللبنانية: 9 قتلى في حصيلة أولية للغارة الإسرائيلية على بلدة أيطو في زغرتا شمالي لبنان
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على دخول بغداد تصعيدًا سياسيًا ووضعًا مأزومًا، حتى أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن عدة تفجيرات في بغداد وجنوب البلاد، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط تحذير خبراء من استغلال التنظيم للأزمة، في سبيل "التقاط الأنفاس" وتحقيق مكاسب على الأرض.
وتبنى تنظيم داعش، اليوم الأحد، تفجير سيارتين مفخختين، وسط مدينة "السماوة" جنوب العراق، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 75 آخرين. وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته أيضًا عن تفجير استهدف زوارًا شيعة كانوا في طريقهم إلى "مرقد الإمام الكاظم" في بغداد، أمس السبت، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا على الأقل وإصابة 40 آخرين.
وخلال الفترة الأخيرة، انخفض عدد التفجيرات التي ينفذها تنظيم داعش في العراق، إلى حد ما، في ظل تقهقر عناصره في عدد من المناطق، أمام ضربات القوات العراقية المدعومة من طيران التحالف الدولي وميليشيات الحشد الشعبي، لكن هذه المشاهد الدموية سرعان ما عادت بقوة إلى الواجهة في البلاد مع تأزم الوضع السياسي.
وتزامنت الهجمات الأخيرة، مع تحذيرات مسؤولين عراقيين ومحللين سياسيين، من أن "التصعيد السياسي في البلاد، قد يطيح بالإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة المتمثلة بانتزاع بعض المناطق من تنظيم داعش"، مشددين على "ضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسي".
من جانبه، شدد النائب الإيراني نوذر شفيعي، في تصريح لـ إرم نيوز، اليوم الأحد، على أن "الأوضاع الحالية في العراق، تتطلب استقرارًا سياسيًا، بسبب استمرار المعركة ضد تنظيم داعش".
وحذر شفيعي، من أنه "يمكن للخلايا النائمة وبعض الجماعات المعادية للعراق، أن تسيء استخدام ما حدث ويحدث في البرلمان، ما يمهد الطريق لنشاط الجماعات الإرهابية التي تستغل الفرص".
وكان الآلاف من مؤيدي التيار الصدري توجهوا إلى المنطقة الخضراء الواقعة تحت حراسة مشددة، في بغداد، واقتحموا مقر البرلمان للاعتصام داخله، وذلك بعد دقائق من انتهاء مؤتمر صحافي في مدينة النجف، ألقى خلاله زعيم التيار مقتدى الصدر، باللوم في تأزم الأوضاع، على السياسيين، "لعدم تمكنهم من إيجاد حل للمأزق السياسي العراقي"، على حد تعبيره.
تكتيكات سابقة
وفي خضم التطورات الجارية في العراق، قال محلل عسكري، اليوم الأحد، إن "تنظيم داعش يلجأ حاليًا لتكتيكات سابقة".
وأوضح ريك فرانكونا -وهو محلل الشؤون العسكرية في شبكة "سي.أن.أن" الأمريكية- أن "تنظيم داعش ينتهج حاليًا مسلك التمرد، ويقصد أهدافًا سهلة ذات تأثير سيكولوجي كبير، مثل المساجد والأسواق والمحافل الرياضية، وهذا ما رأيناه في آخر هجوم للتنظيم في أحد الأسواق العراقية".
وأضاف "سنرى المزيد من ذلك وخصوصًا في الوقت الذي يتم الدفع بعناصر التنظيم إلى خارج المدن، وسيستمر هذا الوضع على مدى أشهر إلى حين تحرير مدينة الموصل".
وكان سبعة أشخاص قتلوا في تفجير انتحاري ضرب سوقًا في حي بغداد الجديدة، الواقع شرق العاصمة، الإثنين الماضي.
شكوك حول الخطة الأمريكية
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، إن "الفوضى التي يشهدها العراق حاليًا، "تلقي بخطط الولايات المتحدة حيال داعش، في دائرة الشك".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "وفي الأيام الأخيرة، كانت الإدارة الأمريكية متفائلة بشأن وجود شريك عراقي موثوق به وفعال، وهو رئيس الوزراء حيدر العبادي، وذلك على الرغم من الاضطرابات السياسية المتزايدة في بغداد".
وأضافت "إلا أن هذا التفاؤل، إلى جانب استراتيجية الإدارة الأمريكية لمحاربة داعش في العراق، أصبح محل شك شديد بعد اقتحام متظاهرين لمقر البرلمان العراقى أمس السبت، وإعلان حالة الطوارئ في بغداد".
وتابعت "السؤال العام لمسؤولي البيت الأبيض الآن، هو ما الذي سيحدث لو أن العبادي الذي وصفته الصحيفة بأنه جزء حيوي في الحرب على داعش، لم ينج من الاضطراب الذي اكتسح بغداد".
وبشأن آخر التطورات على الساحة السياسية أعلنت اللجنة المنظمة للتظاهرات العراقية، انسحاب المحتجين من المنطقة الخضراء، ودعت المعتصمين لمغادرتها.
لكن اللجنة طالبت بالتصويت على حكومة التكنوقراط في جلسة واحدة، وإقالة الرئاسات الثلاث في حال تعثر ذلك".
وهددت اللجنة بأنها "في حال عدم نجاح البرلمان في التصويت على الحكومة فإنها ستلجأ للدخول إلى الرئاسات الثلاث أو العصيان المدني أو الإضراب العام".