نتنياهو يؤكد أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني
تعود عمليات الاغتيال التي تستهدف قيادات عسكرية وأمنية مرة أخرى إلى عاصمة اليمن المؤقتة عدن، على الرغم من إعلان سيطرة القوات الحكومية على مناطق كان يسيطر عليها تنظيم القاعدة داخل المدينة.
ومع تصاعد العمليات العسكرية بمشاركة من قوات التحالف العربي ضد تنظيم القاعدة في عدن وحضرموت ولحج وأبين، شهدت عدن عدة عمليات كان آخرها محاولة استهداف مدير شرطة عدن، اللواء شلال علي شائع بسيارتين مفخختين في غضون 48 ساعة، إحداهما انفجرت أمام منزله والأخرى استهدفت موكبه وموكب محافظ عدن صباح الأحد.
وقال المحلل السياسي والعسكري، الدكتور علي الخلاقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الأعمال الإرهابية التي شهدتها وتشهدها عدن هي امتداد للمواجهات مع قوات المخلوع وميليشيات الحوثيين، وقد انزعجوا من النجاحات التي حققتها الحملة الأمنية في عدن ولحج وكذلك الانتصارات الأخيرة في تحرير المكلا وساحل حضرموت من خلايا القاعدة، التي لا شك أن لها ارتباطاتها المكشوفة بالمخلوع".
وأضاف أن "استمرار هذه العمليات أمر لا بد منه لضرب خلايا القاعدة أينما وجدت وملاحقة العناصر الهاربة، بالتنسيق مع قوات التحالف ولاستمرار النجاح لا بد أن تتوفر الإمكانيات اللازمة للأجهزة الأمنية وإعداد العناصر المدربة في عدن وفي كل المناطق المحررة، وقد يتطلب الأمر تنظيم حملة تفتيش للأماكن المشبوهة".
وأشار الخلاقي إلى أن خطر القاعدة سيبقى قائمًا ما بقي خطر المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح العسكرية، مبينًا "أن المعركة واحدة مع هذه الجماعات، وإن تعددت المسميات، فهم جميعاً يلجؤون إلى القوة لفرض أجندتهم، وقد رأينا كيف رفض وفد الحوثيين والمخلوع التوقيع على بيان يؤيد الضربات التي تعرضت لها القاعدة في المكلا، مما يدل على أن هناك خيوط ارتباط بينهم، وأن جماعات القاعدة قد نشأت في أروقة القصر الجمهوري في عهد المخلوع".
وأكد أن "العمليات الناجحة في المكلا وساحل حضرموت قد استفادت من تجربة عدن، إذ جرى إعداد قوات وطنية مدربة تنهض بعبء حماية النصر المحقق إلى جانب الدعم الذي قدمته قوات التحالف العربي وخاصة السعودية والإمارات، ويتطلب الأمر استمرار إعداد وتدريب ودعم القوات الوطنية من أفراد المقاومة الجنوبية لتأمين الانتصارات المحققة وحماية المناطق المحررة من الاختراقات، وملاحقة العناصر المشبوهة".
من جهته قال المحلل السياسي، عبدالرقيب الهدياني، لـ"إرم نيوز"، إن "الحرب التي خاضتها السلطات ضد القاعدة في عدن أو محيطها كلحج، إنما كان عبارة عن ترحيل هذه المجاميع إلى مكان آخر بمعنى أنها كخطر ما تزال موجودة ولم يتم القصاء عليها، وبالتالي استمرار عملياتها وقدرتها على التخفي وتنفيذ العمليات التي نسمعها بشكل شبه يومي في عدن، ومن المعروف أن أمن عدن من أمن محيطها لحج وأبين، لكن أبين ما تزال بيد القاعدة حتى اللحظة."
ويرى الهدياني أن هناك مشكلة أخرى في عدن تمثل رافدًا للعنف، وهي تعدد المكونات والكتائب المسلحة بمسمى المقاومة وكذلك انتشار السلاح بشكل لم تشهده المدينة في كل تاريخها، وكلها عوامل ستظل تنتج العنف والقتل والفوضى الى أن تحضر الدولة بأجهزتها الرسمية وتملأ الفراغ الموجود والمخيف".
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، نبيل البكيري، قال إن الخطأ الكبير الذي حصل في عدن هو عدم الإسراع في ملىء الفراغ الأمني من خلال استيعاب أفراد المقاومة في إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية، وهو ما أحدث ثغرات كبيرة في عدن اتاحت لعناصر القاعدة التحرك بكل سهولة.
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الإشكالية بعدن لن تُحل إلا من خلال تشكيل وحدات عسكرية وأمنية تابعة للشرعية وتضم كل أفراد المقاومة كما حصل بالمكلا، وإلا سيبقى المشهد الأمني بعدن مخترقًا مما سيسهل المزيد من عمليات العناصر الإرهابية.
ويرى أن "عودة الشرعية إلى عدن وبكل مؤسساتها هو المفتاح الوحيد لإنهاء الفوضى الأمنية".