18 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
أعلن ناشر صحيفة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها طلال سلمان أن الجريدة وموقعها الإلكتروني سيتوقفان نهائيا عن الصدور اعتبارا من 31 مارس/ آذار الجاري.
وألقى سلمان باللائمة نتيجة الإغلاق، على تراجع عائدات الإعلانات والانقسامات الطائفية والمذهبية في لبنان والعالم العربي.
يذكر أن جريدة السفير المقربة من جماعة حزب الله الشيعية، قد انطلقت في 26 مارس/ آذار العام 1974 وحملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم".
في حين، يعكس إغلاق الصحيفة اللبنانية، أزمة أوسع نطاقا تعاني منها وسائل إعلام لبنانية، في مقدمتها صحيفتا النهار واللواء.
وحول أعداد الموظفين في صحيفة السفير، فإن هناك حوالي 150 شخصا يعملون بين محررين وكتاب ورؤساء أقسام ومخرجين وإدرايين.
بدورهم، قال بعض العاملين في الجريدة: "إن سلمان أرسل رسالة إدارية قبل أيام، يطلب فيها أن يكتب جميع الصحفيين عن تجربتهم الخاصة في المؤسسة وعن نشأة الجريدة، وأهم المحطات الزمنية والمهنية، وأهم التحقيقات الاجتماعية والبيئية والمقالات السياسية والأمنية، ليكون عدد 31 مارس/ آذار هو العدد الأخير الذي سيصدر للصحيفة".
من ناحيته، قال سلمان الخميس: "سنعقد الأربعاء المقبل مؤتمرا صحفيا نشرح فيه الأسباب والظروف والأحوال القاسية التي تمر بها الصحافة والإعلام عموما، المكتوبة منها أو المرئية والمسموعة"، لافتا إلى أننا "أصبحنا في زمن آخر .. أليس كذلك؟"
وأضاف رئيس تحرير الصحيفة، "أولا الصحافة مرتبطة بالحياة السياسية عموما، في لبنان لا يوجد سياسة، لا حياة سياسية نهائيا، اندثرت الحياة السياسية، يوجد بلد بلا دولة بلا مؤسسات بالمطلق لا رئيس جمهورية، مجلس نواب لا يجمع وحكومة كلما التأمت نشهد صراعا، لا يوجد أحزاب بالمعنى الكبير للكلمة بمعنى الحياة الديمقراطية يمين ويسار ووسط وفوق وتحت .. إلخ. لا يوجد نقابات عمالية .. نقابات مهنية."
وأردف سلمان بثوله "حاولنا وحاولنا وحاولنا وفي النهاية مع الانقسام الطائفي الفظيع، صار أول ضحية من ضحاياها الوسائل التي يفترض أنها تتوجه إلى رأي عام موحد وطني، رجع السم الطائفي دخل وقسم وفرز الناس، والدولة صارت رمزية ولكن عمليا غير موجودة."
وأشار سلمان إلى الصعوبات المالية التي تعاني منها وسائل الإعلام اللبنانية قائلا "كانت ميزانية الإعلانات في لبنان أكثر من 110 ملايين دولار في السنة، لكل أجهزة الإعلام بما في ذلك المرئي والمسموع والصحف، كانت هناك حصة مقبولة نسبيا للصحف على الأقل مرتبطة بنجاحات الصحف بالمعنى المهني، هذا تلاشى أو على الأقل تناقص إلى أكثر من النصف."
وواصل سلمان "كلما زاد التوزيع في غياب الإعلان كلما خسرنا أكثر، يوجد نقص فاضح في الإعلان، يوجد نقص نتيجة الانقسام الطائفي والمذهبي."
وتابع سلمان وفقا لما نشرت وكالة رويترز، "على الأقل هناك ثلاث صحف إذا لم تفعل مثلنا فهي مهددة أن تفعل كما فعلنا، ومن بينها النهار واللواء."
من ناحيتها، كتبت رئيسة تحرير جريدة "النهار"، نايلة التويني، التي تعاني هي أيضا من أزمة مالية افتتاحية تحت عنوان "أزمة الإعلام من أزمة لبنان".
قالت التويني في الافتتاحية: "ليس عيبا أن يقر الإعلام اللبناني بأزمته خاصة الصحافة المكتوبة التي بلغت أزمتها مرحلة غير مسبوقة. وإذا كنا نحن في الإعلام نتناول مشكلات الناس وقضاياهم ونسعى معهم إلى البحث عن حلول فإننا بتنا غارقين في مشكلاتنا التي لا نجد مسعى حقيقيا لإخراجنا منها."
وختمت التويني حديثها بالقول "في خضم الأزمة التي كشفتها الزميلتان "السفير" و"اللواء" الأسبوع الماضي ارتفعت أصوات كثيرة منها من يدافع عن الصحافة ومنها من يرى أنه لا ضرورة للصحافة وأن لبنان من دونها يمكن أن يكون "أحلى" لأنها تبرز الانقسامات والمشكلات وتدافع عن المحاور المتصارعة بل تسهم في إذكاء الخلافات والصراعات".