يبدأ شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الأسبوع المقبل، مشاروات مُكثَّفة مع 34 دولة إسلامية، لإنشاء تحالف ديني لدعم دور التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلنته المملكة العربية السعودية الشهر الجاري.
وكشف مصدر أزهري لشبكة إرم الإخبارية، أن شيخ الأزهر، أجرى اتصالات بعدة دوائر إسلامية بدول التحالف العسكري الإسلامي على مدار اليومين الماضيين، اتفق خلالها على بدء مناقشة آليات تشكيل التحالف الديني بشكل عملي الأسبوع المقبل.
وأشار المصدر، إلى أن مقترح إنشاء تحالف ديني لمواجهة التطرف والإرهاب فكريًا، لاقى ترحيبًا من دول التحالف الإسلامي، خاصة في ظل استخدام التنظيمات الإرهابية للمناقشات الفكرية والتطرف في تأويل النصوص الدينية منطلقًا لإقناع الشباب.
وأضاف، أن التحالف الديني سيضم كافة المؤسسات الرسمية بدول التحالف العسكري الإسلامي الـ34، من خلال إقامة مؤتمرات وندوات بالدول الغربية وإصدارات دوريات وكتب تتضمن شرحًا لصحيح الدوين، والرد على شبهات الجماعات المتطرفة وادعاءاتهم بشأن تأويل النصوص واستباحة الدماء.
وأوضح المصدر، أن التحالف الديني سيضم بعض المؤسسات الدينية المعتدلة حول العالم، سواء بدول الشرق الأسط أو الدول الغربية بالإضافة إلى المراكز الإسلامية في الغرب، والجمعيات الدينية المعتدلة التي تمتلك رصيدًا في العمل الدعوي.
وذكر المصدر، أن المخطط الأزهري سيقترح أن تكون القاهرة مقرًا للتحالف الديني، نظرًا لاحتضانها المؤسسة الأزهرية (أكبر مؤسسة دينية إسلامية في العالم)، بالإضافة إلى قيادتها مقترح إنشاء التحالف.
أكاديمية لمكافحة الإرهاب
وفي السياق نفسه، أجرت وزارة الأوقاف المصريَّة مؤخرًا، تنسيقًا مع جمعيات الشبان المسلمين العالمية، لإنشاء أول أكاديمية عالمية لمكافحة الإرهاب، في إطار جهود مواجهة التطرف الفكري والديني.
وعقد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لقاءً بالمستشار أحمد الفضالي الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية؛ وذلك لبحث الاستعدادات لإنشاء أول أكاديمية عالمية لمكافحة الإرهاب داخل مصر.
وتُقام الأكاديمية على عدة محاور استراتيجية أهمها :«المحور الحضاري، والمحور التثقيفي والتوعوي، محور الحوار المجتمعي، محور دمج الشباب فى العمل الوطني، محور المعسكرات الشبابية فى الداخل والخارج، المحور البحثي، محور الاستشارات، محور إعداد خبراء مكافحة الإرهاب».
ومن المنتظر أن تفتح الأكاديمية أبوابها للشباب في الدول العربية، وفي مقدمتها دول الخليج واليمن وتونس، كما سيتم إنشاء إدارة مختصة بدول سوريا والعراق وليبيا، لما تعانيه هذه الدول من توغل وتوحش للإرهاب حاليًا.
وكانت السعودية، قد أعلنت عن تشكيل تحالف عسكري مكوَّن من 34 دولة إسلامية، بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب، يكون مقره في العاصمة الرياض لقيادة العمليات والتنسيق.
وقالت المملكة السعودية، إن التحالف جاء «انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلًا وفسادًا وتهدف إلى ترويع الآمنين».
وأشار البيان، إلى وجود عشر دول إسلامية أخرى بينها جمهورية إندونيسيا، أبدت تأييدها لهذا التحالف، وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.