في ذكرى كربلاء.. حزب الله يحشد للقتال في سوريا
في ذكرى كربلاء.. حزب الله يحشد للقتال في سوريافي ذكرى كربلاء.. حزب الله يحشد للقتال في سوريا

في ذكرى كربلاء.. حزب الله يحشد للقتال في سوريا

بيروت ـ استغل حزب الله اللبناني ذكرى عاشوراء، التي تحيي استشهاد الحسين حفيد النبي محمد، بهدف حشد الدعم لتدخله في سوريا، حيث دفع حزب الله وإيران ثمن احتدام المعارك من دماء عناصرهما.

وفي قاعة كبيرة ببيروت الجنوبية، علقت لافتات عملاقة لقادة من حزب الله قتلوا على مر السنين، تطل فوق رؤوس جماهير محتشدة من المؤيدين، الذين اتشحوا بالسواد وهم ينصتون لشيوخ يحيون ذكرى عاشوراء.

وكان البعض يساعدون شباناً يجلسون على كراسي متحركة أو يستندون على عكازين للدخول إلى مقدمة القاعة. وقال حارس أمني أطلق لحية سوداء، قصت بدقة بصوت خافت "المصابون.. من سوريا."

وتحدث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، على الهواء من خلال شاشة كبيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، واصفاً هؤلاء المعارضين بأنهم "مشروع إرهابي" ووصف مقاتلي الحزب بأنهم "رجال المقاومة" الذين يجب أن يقاتلوا بقوة أكبر في مرحلة حاسمة من المعركة.

وفي خطب ألقيت قبل يوم الحداد، أكد شيوخ آخرون على الحاجة لمواصلة الهجوم في سوريا، دون انتظار أن يأتي القتال إلى لبنان.

وقال الشيخ نعيم قاسم الأسبوع الماضي، إن حزب الله دفع الثمن في صورة تضحيات أقل كثيرا مما كان يمكن أن يتكلفه لو دخلوا إلى شوارع لبنان وبيوته. وأضاف أن حزب الله يستخدم سلاحه لحماية لبنان في الخارج.

وفي وقت سابق هذا الشهر، فقد حزب الله قائداً بارزاً في سوريا، كان أبرز قتلاه هناك، منذ انخرط الحزب في القتال بسوريا المجاورة حليفا لرئيسها بشار الأسد.

ويلعب مقاتلو حزب الله، دورا محوريا في هجوم يشنه الجيش السوري ومؤيدوه من الفصائل المسلحة له، بغطاء جوي توفره روسيا، التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع شن غارات على معارضي الحكومة.

ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع، الذي حصد أرواح ربع مليون شخص، لكن للحفاظ على المعنويات عالية دورا بالغ الأهمية.

حرب وجود

يقول بعض، ممن يناوئون حزب الله إن لدوره في سوريا أثرا عكسيا، إذ يدفع السنة للتشدد في لبنان، الذي لا يزال يتعافى من آثار الحزب الأهلية بين عامي 1975 و1990. لكن الرسالة تصل بوضوح لمؤيديه.

وقال محمد طاهر، البالغ من العمر 43 عاما "هذه المعارك لا غنى عنها. حين يذهب حزب الله للقتال في سوريا.. فإنه يفعل هذا لكيلا تحضر داعش إلينا في لبنان. إنه نوع من الدفاع." وأضاف "هذا القتال يستحق الشهادة من أي شخص. أتمنى أن نكون نحن أيضا بين الشهداء."

ودفع حزب الله بالفعل ثمن تدخله المتزايد في سوريا، أبرزها بوفاة حسن الحاج، الذي قتل في محافظة حماة في وقت سابق هذا الشهر.

وكان الحاج قائدا مخضرما، ووصف بأنه أبرز شخصية عسكرية من حزب الله يقتل في الحرب السورية وامتدحه نصر الله بشدة.

إيران الداعم الأساسي لحزب الله، فقدت أيضا شخصيات عسكرية بارزة في الهجمات الأخيرة بينهم جنرال مخضرم، كان يعمل مستشارا للقوات السورية التي تقاتل داعش في محافظة حلب.

ويشدد حزب الله إجراءات الأمن لاحتفالات عاشوراء ويقيم الحواجز ونقاط التفتيش. ويراقب حراس أمن أي زوار عن قرب.

العداء الطائفي

وقويت رسالة التعبئة الطائفية، منذ ظهور تنظيم داعش، لتكون ضمن أبرز الجماعات السنية التي تقاتل الأسد. وتزعم الدولة الإسلامية أن الشيعة كفرة يجب استتابتهم وإلا واجهوا الموت.

وقالت سحر الأطرش، الخبيرة بمجموعة الأزمات الدولية، عن إحياء حزب الله لذكرى عاشوراء "تحولت كل عام مناسبة لإرسال الرسائل. الآن الرسالة هي إما الأسد أو داعش. بالنسبة لهم هذه حرب وجود."

وملأ القاعة حوالي ألفي شخص بينهم عائلات بأطفالها. وفصل بين الرجال والنساء. وجسدت العديد من الصور معركة كربلاء، التي استشهد فيها الحسين وأفراد أسرته. وذرف الناس الدمع حين تلا شيخ قصة وفاة الحسين بصوت متهدج.

وقال أبو علي (60 عاما)، وقد اتشح بالسواد، إن معركة اليوم في سوريا، تماثل معركة كربلاء ويجب أن تتواصل. وأضاف "نحن في الوضع الصحيح وفي الموقف الصحيح. نقوم بالشيء الصحيح وسننتصر بإذن الله."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com