مليونية اسطنبول.. الحيثيات والأهداف
مليونية اسطنبول.. الحيثيات والأهدافمليونية اسطنبول.. الحيثيات والأهداف

مليونية اسطنبول.. الحيثيات والأهداف

احتشد مئات آلاف الأتراك في ساحة "يني كابي" باسطنبول، أمس الأحد، تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتظاهر ضد الإرهاب.

وجاءت التظاهرة، بعد أن حددت الأحزاب التركية قوائمها الانتخابية، استعداداً للانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

 واعتبر مراقبون، أن التظاهرة تضاف إلى تظاهرة الخميس الماضي، التي نظمت في العاصمة التركية، أنقرة، لإظهار حجم التأييد الشعبي للعمليات العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني (P K K)، وتعدّ مؤشراً على أن حزب العدالة والتنمية ما يزال يحظى بتأييد قطاعات واسعة من الشعب التركي، فيما رفض آخرون أن تعدّ مؤشراً على ذلك، ذلك أن قسماً لا بأس به من سكان تركيا البالغ تعدادهم 78 مليون نسمة، بدأ يسحب تأييده لأردوغان وحزب العدالة والتنمية.

 وحول حيثيات التظاهرة، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد زاهد غل، لشبكة "إرم" اليوم الأحد، "التظاهرة نظمها منتدى التضامن المدني، تحت شعار "الملايين بنفس واحد، وصوت واحد ضد الإرهاب"، وجاءت تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، كي تعبر عن الوقوف ضد العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني، وضد محاولات زرع بذور التفرقة العرقية والمذهبية بين أبناء الشعب التركي، فالمشكلة الكردية تخص المجتمع التركي بأجمعه، وليس هناك أي تفرقة بين المواطنين الأتراك، سواء كانوا أكراداً أم عرباً أم شركس، كلهم في الدستور والقانون من مواطني الجمهورية التركية".

 وأضاف زاهد، أن "الحشد الكبير من الناس الذين جاؤوا إلى "يني كابي"، يدل على أن جمهور حزب العدالة والتنمية ما يزال كبيراً، وفي ازدياد، والالتفاف حول الحكومة والرئيس يزداد أيضاً، وهذا يعطي مؤشراً على أن الانتخابات القادمة ستسجّل ارتفاعا في أصوات حزب العدالة والتنمية، لأن التطورات التي تشهدها تركيا في هذه الفترة، والفعاليات الضخمة التي تحدث في إسطنبول وأنقرة هي مؤشر جيد لقراءة نتيجة الانتخابات المقبلة، ويتوقع أن تعود الأصوات التي فقدها حزب العدالة والتنمية إليه".

أما الكاتب التركي، نعمان قوروش، فقال إن "مسؤولي حزب العدالة والتنمية، قالوا إنهم تعلموا درساً من أخطائهم وسيتعلمون المزيد، لكننا نجدهم لم يتعلموا أي درس حتى الآن، ولا يعدون إلا بالالتفاف حول الزعيم، فيما كانوا في السنوات السابقة، يخوضون الانتخابات من خلال وعودهم بالديمقراطية، والحقوق، والعدالة، والحداثة، والتنمية، وما إلى ذلك".

وأضاف، أن "تظاهرة إسطنبول أشارت إلى مشاركة الرئيس في الحملات الانتخابية، وفي تنظيم التظاهرات لدعوة الأتراك للتصويت لحزبه، على الرغم من أنه أدى اليمين الدستورية على عدم الانحياز. وقد ظهر مرارا في الساحات والحملات الانتخابية، وألقى خطباً في جنازات الشهداء، الذين تزينت توابيتهم بالعلم التركي، وطالب الناس بالتصويت لحزبه.

 واعتبر قوروش، أن بعض استطلاعات الرأي، أظهرت أن "إستراتيجية إسقاط حزب الشعوب الديمقراطي إلى ما دون العتبة الانتخابية، ومحاولة اختطاف أصوات القوميين لن تجدي نفعاً. وهناك أصوات ترتفع يوماً بعد آخر، تحمل حزب العدالة والتنمية مسؤولية ما يجري في البلاد، الأمر الذي يشي بأن حزب العدالة والتنمية يخسر أصواته يوما بعد آخر، وربما ستتكرر نتائج انخابات السابع من حزيران / يونيو بشكل أسوأ".

وتستعد تركيا لانتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر /تشرين الثاني المقبل، حيث حددت الأحزاب قوائم مرشحيها، وأعلنت بعض الأحزاب الصغيرة انسحابها من الانتخابات، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على الأحزاب الأخرى، كي لا يحصل تشتّت أصوات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com