انهيار السلطة الفلسطينية يقض مضاجع إسرائيل
انهيار السلطة الفلسطينية يقض مضاجع إسرائيلانهيار السلطة الفلسطينية يقض مضاجع إسرائيل

انهيار السلطة الفلسطينية يقض مضاجع إسرائيل

طالب محللون إسرائيليون حكومة نتنياهو التحسب لاحتمال إنهيار السلطة الفلسطينية، وأكدوا أن نتائج ذلك ستنعكس سلبا على إسرائيل.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن أولئك المحللين ضرورة العمل على بقاء السلطة السلطة الفلسطينية منزوعة السلاح ومحدودة الصلاحيات لتجنب المخاطرالديموغرافية أو مخاطر الظهور بمظهر عنصري.

وجاء في التقرير، إن الرياح التي تهب على المنطقة حاليا تحمل رائحة مماثلة للتي هبت في أول أيام الانتفاضة الأولى عام 1987، رياح مخيفة تبشر بالفوضى وانعدام الأمن، رياح ستحرك جماهير من الناس الباحثين إشعال النار لتقويض الوضع الراهن.

انحسرعصر الكلاشنكوف بعد الانتفاضة الثانية نتيجة لبناء السور الواقي، وبدأ الفلطسنيون يعودون إلى جذورهم الثورية التي بدأوها بالحجارة وقنابل المولوتوف.

وكذلك إسرائيل ترد بشكل مماثل لما كان أيام الانتفاضة الأولى، كتسهيل قواعد الاشتباك على الجنود، والقبضة الحديدية ودرجة تسامح تصل الصفر مع المنتفضين، إنه تكرار للماضي الذي أسفر عن الاصطدام الذي نتج عنه لاحقا مؤتمر مدريد للسلام ومحادثات أوسلو.

ما يزيد الوضع تعقيدا هو الشعور بالإحباط واليأس عند الفلسطينيين من جدوى تحملهم للأوضاع الرديئة التي يعيشونها، إحباط من حكومة عباس وخطوات منظمة التحرير الغير مجدية بنظرهم، فتحليق العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة لن يغير شيئا ولا حتى مقاطعة بعض الدول لإسرائيل.

البعد المؤثر الآخر هو سطوع نجم الحركات الإسلامية المتشددة والضغط الذي يفرضه ذلك على الفلسطيني فهو كمسلم مطالب بمحاربة الاحتلال وحماية المسجد الأقصى ، أين هو من ذلك ؟ ...سؤال يواجهه الفلسطيني ليس بداخله فحسب بل ومن الحركات الإسلامية المتشددة، يجعلة موضع اتهام بالتقصير سواءا بالضفة الغربية أو في أزقة غزة، ومايزيد الحرج عليه هو عدم دعم عباس للعنف أو السماح به لمعرفته المسبقة بعواقب ذلك على شعبة، مما يدفع الفلسطيني إلى الخروج إلى الشارع والتقاط الحجارة ورشق الجنود الإسرائيليين بها وبذلك يكون قد انخرط في أعمال العنف ضد إسرائيل.

ويرى التقرير إن نشاط الحركات الإسلامية السنية ازداد بسبب بزوغ المد الشيعي الذي يضخ الأموال الطائلة ليضع الحركات السنية تحت عباءته، ولكن داعش سبقتها بخطوة وقلمت أظافرقوات القدس الإيرانية في المنطقة وبوحشيتها جعلت من صورة تنظيم القاعدة تبدو كحمل وديع مقارنة بما تقوم به، أما هنا في إسرائيل فيتوقف نشاط تلك الجماعات عند حدود يهودا والسامرة (الضفة الغربية) حيث تواجه فتح معركة وجود، فالخطأ هناك قد يكلفها وجودها خصوصا و أن حماس تقف بالمرصاد ولن ترحمها في حال سقطت.

إنه من السهل أن ينتشر فكر الخلافة الإسلامية (الذي يسود في الشمال) في الضفة الغربية، نتيجة غيوم اليأس التي تطبق على المواطن الفلسطيني، وقد يقرر الشعب الفلسطيني الخروج عن سياق سياسة السلطة الفلسطينية وعباس والذي يقول التقرير إنه يقوم بدوره بحركات إستفزازية لإسرائيل .

ومن جانبه لم يقم نتنياهو بأي عمل تجاه ذلك وربما لا يتوجب عليه ذلك فأي فعل مضاد قد يهدم السد ويعطي ضوءا أخضر للفلسطينيين بالتحرر من أي التزامات  والإشتباك مع الجيش وبالتالي تفكيك السلطة، إن هذه الرؤيا نبه لها الجناح اليميني في إسرائيل، ودعا بعض من وزراءه ونوابه إليها ووصفوها بأنها الحل الامثل فهم يعتقدون إن حرب شاملة تلغي كل الإلتزامات مع السلطة سترسم حدود نهائية لدولة إسرائيل دون الحاجة للتنسيق مع أحد أو الإلتزام بمعاهدات السلام والتقيد بالأعراف الدولية.

وتقول الصحيفة إن على كل الذين يدعو إلى فصل الفلسطينيين عن إسرائيل عليهم أن يعملوا على بقاء سلطة فلسطينية منزوعة السلاح ومحدودة الصلاحيات، واما من يدعو إلى إسرائيل الكبرى فعليه أن يطرح على نفسه سؤال ، هل سيتقبل أن يفيض عليه سيلا من اللاجئين الفلسطينيين؟  والذين سيطالبون" بالطبع" بوضع مناسب لوجودهم في إسرائيل كأن يكونوا مواطنيين إسرائيليين متساويين بالحقوق، أو أن نصنفهم مواطنين إسرائيليين من الدرجة الثانية، الأمر الذي سيرسخ صورة إسرائيل كدولة عنصرية.

 ربما من الحكمة أن تتخذ الحكومة اليمينية إجراءات إحترازية تحسبا لأنهيار السلطة الفلسطينة ومن الان، فإذا حدث ذلك فلن يمهلنا أحد، وأكبر دليل على ذلك هو تواجد القوات الروسية بهذه السرعة على حدود إسرائيل، مما يتطلب إجراء مجموعة جديدة من التفاهمات وتحديد واضح للخطوط حمراء.

إن الحرية التي كانت تتمتع بها إسرائيل في المنطقة أصبحت محدودة جدا، ففكرة أن إسرائيل عبارة عن قاعدة عمليات أمريكية متقدمة أصبحت موضع شك، إن موقع إسرائيل الحالي هو في الصدع بين القوتين اللتين تسعيان للسيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة بأقل التكاليف، ويدعمان لذلك حلفائهما بالمال والسلاح، مما يشكل خطر حقيقي على إسرائيل.

وغدا سيذهب نتنياهو لمقابلة بوتين، إنها حقا زيارة مهمة، ولكن مخطئا جدا من يعتقد بأن الرئيس سيعود ومعه خارطة للمواقع التي ستتحرك فيها القوات الروسية والنشاطات التي ستقوم بها، ومن يعتقد ذلك لا يعرف روسيا جيدا وعليه العودة عشر سنوات للوراء عندما عثر الجيش الإسرائيلي على ادلة دامغة لوجود أسلحة مضادة للدبابات مصنعة في روسيا لدى حزب الله في حرب لبنان الثانية، والتي دعا الكرملين إلى التحقيق في أمر وصولها إلى حزب الله ولم نسمع عن نتائج ذلك التحقيق إلى الان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com