ديار بكر - أطلق مسلحون أكراد النار على مطعم يرتاده أفراد الشرطة التركية في كبرى مدن جنوب شرق تركيا اليوم الجمعة فقتلوا نادلا وأصابوا ثلاثة من الشرطة فيما تشهد المنطقة المضطربة أسوأ موجة عنف منذ تسعينيات القرن الماضي.
وقصفت طائرات تركية أهدافا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق لليلة الخامسة على التوالي فيما اتهم زعيم حزب تركي معارض موال للأكراد قوات الأمن بإتباع سياسة القتل المتعمد في بلدة أخرى فرض فيها حظر التجول منذ أسبوع.
وقتل المئات من المسلحين وأفراد الأمن منذ استئناف القتال بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية بعد انهيار وقف إطلاق النار في يوليو تموز لتنهار عملية سلام بدأت عام 2012 لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود.
واستأنفت الحكومة الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني قبل شهرين ردا على ما وصفته بالتصعيد الشديد للهجمات على قوات الأمن وإطلاق النار في المراكز الحضرية. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقتال حتى يتم القضاء على جميع "الإرهابيين".
وقال صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في كلمة ألقاها أثناء اجتماع حزبي "لو استمرت هذه الحرب مئة عام أخرى سيظل حزب العمال الكردستاني موجودا وسيظل الجيش التركي موجودا".
وأضاف "يجب أن يرفع الإصبع عن الزناد. يجب أن تسكت الأسلحة حتى تسمح الظروف باستئناف المفاوضات".
وذكر مصدر أمني أن أكثر من 15 طائرة حربية قصفت أهدافا لحزب العمال الكردستاني في قنديل والزاب وافاشين في جبال شمال العراق لمدة خمس ساعات اليوم الجمعة.
وقال تلفزيون إن.تي.في ونقلت وسائل إعلام تركية أخرى عن مصادر أمنية قولها إن 60 مسلحا على الأقل من حزب العمال الكردستاني قتلوا في ضربات جوية نفذتها طائرات إف-16 وإف-4 التي أصابت 64 هدفا في معسكرات الحزب في المنطقة. ولم يتسن تأكيد الأرقام على الفور.
مقتل نادل
وفي الهجوم على المطعم بمدينة ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث تعيش غالبية من الأكراد قالت مصادر أمنية أخرى إن النادل تلقى رصاصة في رأسه فيما كان يقوم بخدمة أفراد في الشرطة أصيب أحدهم بجروح بالغة.
وأضافت أن النادل (22 عاما) كان قد أنهى فترة التجنيد الإلزامية قبل شهرين.
وإلى الجنوب دخل حظر تجول على مدار الأربع والعشرين ساعة في بلدة الجزيرة يومه الثامن. ويقول ساسة موالون للأكراد إن 21 مدنيا قتلوا وتصاعدت حدة أزمة إنسانية إذ ظلت الجثث في العراء وانحسرت إمدادات الغذاء والماء.
وقال دمرداش "إن القوات الخاصة التي تعمل بناء على أوامر حاكم الإقليم تطلق النار على من يجازف بالخروج إلى الشارع" وتابع "يحكم على الأكراد بالإعدام".
وذكر وزير الداخلية التركي أمس الخميس أن مدنيا قتل في الجزيرة وأن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين. ومنع عدد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي من دخول البلدة أمس.
وفرضت السلطات حظر تجول أثناء الليل في بلدة يوكسيكوفا التركية القريبة من الحدود مع إيران الليلة الماضية بسبب ما وصفته بأنه تصاعد في نشاط المسلحين.
وتصنف أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية. وبدأ الحزب تمردا انفصاليا عام 1984 وراح أكثر من 40 ألف شخص ضحية الصراع.