هل تكون أحرار الشام الخيار الغربي لمواجهة داعش
هل تكون أحرار الشام الخيار الغربي لمواجهة داعشهل تكون أحرار الشام الخيار الغربي لمواجهة داعش

هل تكون أحرار الشام الخيار الغربي لمواجهة داعش

على الرغم من الحاجة الملحة للولايات المتحدة الامريكية لإيجاد طرف قوي وقادر على البقاء بين الأطراف المتنازعة في سوريا، ليقف أمام نظام الأسد ويحارب تنظيم داعش، إلا أنها لم تبدي إهتمام كبير ببناء علاقة مع جماعة أحرار الشام.

وتتمتع جماعة أحرار الشام بنفوذ سياسي قوي وترتبط بعلاقات مع معظم قوى المعارضة في سوريا، ولها الاف من المقاتلين الذين يمثلون أقوى جماعة مسلحة معارضة في سوريا في الشهور الأخيرة، وتعهدت بمقاتلة داعش ونادت ببناء علاقات مع الغرب مؤخرا.

وقد تشكلت الجماعة من تجمعات القوى السنية في شمال غرب سوريا منذ بدء الثورة عام 2011، التى تخلت عن التظاهر والاحتجاج على نظام الحكم وحملت السلاح، وتبعها عدد كبير من المعتقلين الذين أفرج عنهم الأسد لتقويض مخطط النشطاء العلمانيين،اغلبهم معتقلين في قضايا إرهاب، ومنهم من قاتل في افغانستان والعراق، ويمثل الأساس الديني الذي بنيت علية الجماعة عائقا أمام إدارة اوباما كما كان عائقا أمام بناء علاقات مع جماعات أخرى سابقا.

ويعتقد المحللون و المسؤولون الامريكيون ان الصراع داخل سوريا معقد للغاية، ويتطلب القضاء على داعش وتأثيرها مستقبلا إيجاد علاقات (حذرة) مع جماعات قوية كأحرار الشام.

أحرار الشام في المنطقة الرمادية

ويقول روبرت فورد، السفير الامريكي الأسبق في سوريا:" إن أحرار الشام في المنطقة الرمادية على الخارطة السياسية في سوريا، ولكن في الحروب الأهلية، إذا لم ترغب بمحاورة من هم في تلك المنطقة، لن يكون لديك الكثير من الخيارات".

ويضيف فورد:" أنا لا أطالب بتقديم الدعم المادي أو بتسليحها، ولكن نظرا لشهرتها في الجنوب والوسط، أرى أنه سيكون لها دور كبير في أي محادثات تسوية مستقبلية، وأعتقد أنه من الضروري فتح قنوات حوار معها".

ويذكر أن أحرار الشام تتعاون مع القاعدة في سوريا، وينادي قادتها ببناء دولة وحكومة تمثل مختلف التيارات الوطنية، ولكنها لا تستخدم مصطلح الديمقراطية في خطابها، بل تؤكد على أن الأسلام سيكون حجر أساس لأي دولة محتملة في سوريا.

ومازال إدارة اوباما تطرح نفس السؤال منذ بداية الربيع العربي، وهو الى مدى على امريكا أن ترتبط بعلاقات مع الجماعات الجهادية، التي سبق لها أن خاضت تجربة معها في ثمانينات القرن القرن الماضي، والتي أسفرت عن قيام تنظيم القاعدة.

في سوريا ركزت امريكا جهودها على بناء علاقات مع جماعات توصف بأنها معتدلة ، أسفرت عن قيام عدد قليل جدا من الحلفاء الأقوياء، فبرنامج تدريبهم واجه انتكاسات متلاحقة، وقيادة المعارضة لا تملك ذلك التأثير على الواقع السوري.

ووصل التعاون بين الأوربيين وجماعة أحرار الشام أوجة عندما التقى دبلوماسيون اوروبيون مع ضباط و سياسيين في جماعة أحرار الشام إلا أن امريكا نأت بنفسها عن تلك الاجتماعات، وأكتفت بتصريح من المسؤول عن الملف السوري في البيت الأبيض، يصف الجماعة بأن لها طريقة ساحرة في الهجوم،الا أن تعاونها مع جبهة النصرة يقف عائقا أمام أي نوع من التعاون معها، وكرر في تصريحة ما تدعيه الجماعة بأنها تركز فقط على الحرب في سوريا، وأن امريكا أصبحت تنظر الى الوضع والجماعات في سوريا بواقعية أكثر بعد ظهور داعش فيها. وقال حرفيا:"طالما أنها تتعاون مع جبهة النصرة لا أرى نوع من العلاقات مستقبلا".

ويوجد أيضا مجموعة كبيرة من المسؤولين في امريكا يعتبرون أحرار الشام جماعة متطرفة، بسبب ارتباطاتها مع جبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة.

وفي نفس السياق بعث الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية رسالة الكترونية:" مازالت لدينا المخاوف من إقامة علاقات مع الجماعات أو التنظيمات المتطرفة"، على الرغم من أن أعضاءها وبعض المحللون السياسيون يقولون إنها تختلف عن جبهة النصرة بشكل كبير.

ومن الجدير بالذكر أن الجماعة أنشأت في البداية على أساس إقامة دولة تضم مختلف التيارات السياسية السورية وحملت شعارات تعبر عن حسن النية، إلا أن تواجد تأثير الجهاديين السلفيين أثر على تلك التوجهات، ويظهر ذلك بالفيديوهات التي تنشرها الجماعة على اليوتيوب، تدمج فيه خطب عبدالله عزام وبن لادن وقائد الجماعة الاول حسن عبود الذي دعا صراحة الى بناء دولة إسلامية في سوريا.

وفي مقابلة مع حسن عبود بثتها قناة الجزيرة عام 2013، قال :"إن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب حسب قوانين وضعها البشر أنفسهم، ولكن نحن لدينا تشريع إلهي فرضه الله علينا وأمرنا بتطبيقة على الأرض، وعلينا أن نرفع به كلمته وهذا واجب وحق لنا كمسلمين".

وفي العام الماضي تعرضت الجماعة الى تفجير غامض فقدت فيه الجماعة قائدها عبود وعشرات من قياديي الجماعة، حتى ظن البعض أن الجماعة ستتلاشى، إلا أن الناطق الرسمي باسم الجماعة أحمد قره علي قال حينها إن الجماعة لديها من القياديين المؤهلين القادرين على تكملة مسيرة الجماعة الأمر الذي تفتقر له غيرها من الجماعات.

واستمرت الجماعة بالنمو أكثر حتى أصبحت من أقوى الجماعات المتصارعة في سوريا، ولها مكاتب شؤؤون سياسية ومراكز مساعدة للسوريين وتسيطر على عدة معابر حدودية مع تركيا، كما انها تمثل المعرضة السورية بشكل عام ، وهي من يقود المحادثات مع ايران بخصوص بعض الجماعات المحاصرة .

أحرار الشام بين التشدد والاعتدال

ويصفها بعض المحللون بأنها تختلف عن جبهة النصرة، لأن قيادتها سورية ويوجد لديها عدد قليل جدا من المقاتلين الاجانب، كما أنها تعارض تقسيم البلاد، وتعهد زعمائها بحماية الأقليات في سوريا، ومحاربة داعش ووصفوها بالمنحرفة عن الإسلام، وان مبدأ الخلافة المعلنة هي تحريف للدين.

ويقول أحمد قره علي الناطق الرسمي :"إن جماعتنا هي جماعة سورية مستقلة، ليس لها أي ارتباطات مع منظمات خارجية".

وفي حين يراها النظام السوري جماعة إرهابية تسعى لتدمير سوريا، يراها نشطاء سوريون أفضل خيار مطروح على الرغم من أي مأخذ.د

ومن جانبها تعترف الجماعة بعلاقاتها مع الجماعات الاسلامية المختلفة في سوريا، وخصوصا مع جبهة النصرة، إلا أنهم يدعون بأنها علاقات تفرضها ظروف الحرب، على الرغم من وجود أعضاء معروفين بعلاقاتهم الوطيدة بالقاعدة مثل أبو خالد السوري وهو طبيب بيطري كان من المقربين من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، إستهدفته داعش العام الماضي، والذي بقي مع القاعدة لمدة 17 عام الى أن غير توجهه وإنضم الى احرار الشام.

ويعتقد المحللون والمسؤولون الامريكيون أن الجماعة تتلقى الدعم من الجانب التركي والقطري حلفاء امريكا في المنطقة.

وفي سياق آخر يذكر أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد نشرت الجمعة مقالا لمسؤول العلاقات الخارجية في جماعة أحرار الشام لبيب النحاس، وجه فيه انتقادات قوية لاستراتيجية الادارة الامريكية في سورية، ووصفها بأنها "فاشلة تماما" لانها تعكس حرصا على عدم تقديم اي دعم للمجموعات الاسلامية المتشددة، وتشديدها على تقديم هذا الدعم للتنظيمات “المعتدلة” وحدها، واعتبر ان حركة احرار الشام "اتهمت زورا" بقربها من تنظيم القاعدة، ووجهت اليها اتهامات ظالمة من قبل ادارة الرئيس باراك اوباما.

ومن جهة أخرى صرح رجل الدين المعروف والمقرب من الجماعة الشيخ حسن الدغيم، في مقابلة " المتشددين في الجماعة هم مجرد أقلية، وأن الصراع بين المعتدلين والمتشددين في سوريا سيحدد مستقبله من خلال التطورات على الساحة السورية، فالحرب تزيد من أهمية المحاربين ، والحل السياسي سيزيد من أهمية السياسيين".

وعلى أي حال فإن الأيام القادمة ستشهد دور بارز لهذه الجماعة، وربما يطرأ تغير جوهري على توجهات الجماعات كما أوحت مقالة لبيب النحاس بأن الجماعة على استعداد للتحالف مع امريكا لهزيمة داعش، التي يرى أنها لن تهزم الا ببديل سني يتصف بالاعتدال الذي يجب أن يحدده السوريون أنفسهم وليس السي آي ايه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com