جولة ثامنة من مفاوضات النووي الإيراني في فيينا

انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الأربعاء، أعمال الجولة الثامنة من المفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1)، حول برنامج طهران النووي.

ويشارك في المفاوضات دبلوماسيون من إيران ومجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، بريطانيا، الصين، فرنسا) إضافة لألمانيا، حيث يترأس المفاوضات، نائب وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، والمسؤولة السياسية للاتحاد الأوروبي "هيلغا شميد".

وتشهد المفاوضات خلافات في وجهات النظر، بين إيران والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بكيفية رفع العقوبات والتحقق من الأنشطة النووية.

وتطالب إيران برفع العقوبات بشكل فوري وكامل، في حين تطلب المجموعة الدولية تفتيش الأنشطة النووية "من جميع جوانبها وبشكل شفاف".

ومن المنتظر استمرار المفاوضات الرامية إلى التواصل لصيغة تضمن التوقيع على اتفاق نهائي شامل، فيما يخص ملف إيران النووي، حتى نهاية حزيران/ يونيو الجاري كموعد نهائي.

وكان الاتحاد الأوروبي، أعلن في بيان له، أمس الثلاثاء، أن المحادثات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني، سيتم استئنافها، اليوم الأربعاء في العاصمة النمساوية فيينا، باجتماع بين مسؤولين أوروبيين وإيرانيين.

وسبق أن وقعت إيران في 2 نيسان/أبريل الماضي، بمدينة لوزان السويسرية، اتفاقًا إطارياً مع دول مجموعة (5+1)، على أن ينتهي الطرفان من التفاصيل التقنية والقانونية للاتفاق النهائي، بحلول نهاية حزيران/ يونيو الحالي.

تشاؤم إيراني

وفي سياق متصل، استبعد مسؤول إيراني رفيع المستوى إمكانية توصل بلاده إلى إتفاق نووي شامل مع مجموعة 5+1 من أجل إنهاء العقوبات الصارمة على طهران، مشدداً على ضرورة أن يتم المصادقة على الاتفاق النووي من قبل البرلمان الإيراني في حال تم التوصل إليه.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، في تصريح أوردته وكالة أنباء "مهر"، إن "احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي ليس كبيراً بسبب مطامع الطرف المقابل"، مطالبا بـ"ملاءمة الاتفاق النهائي مع الدستور والمصالح الإيرانية".

وأضاف بروجردي "الاتفاق النووي يجب أن يخضع لقبول أو رد مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) وإذا تم تأييده فإننا سندعم الاتفاق الجيد، وإذا كان فيه إشكاليات فإن المجلس سيتصدى لذلك".

واعتبر بروجردي أنه "يجب أخذ كل الخيارات بعين الاعتبار، وقال: "في أقل التقديرات نحن قد أثبتنا للعالم بأننا لسنا دعاة الحرب والغطرسة بل نحن دعاة المنطق والتعامل ولا شك أن نظرة العالم تجاه إيران قد تغيرت اليوم".

عمليات تفتيش خاصة بمزاعم اختراق اماكن مفاوضات إيرانية‎

من جهة أخرى، قال المدعي العام السويسري مايكل لاوبر إن السلطات السويسرية فتشت عددا من المواقع في إطار التحقيق في مزاعم عن استهداف متسللين أماكن تجري فيها المفاوضات الدولية الخاصة ببرنامج إيران النووي.

وقال لاوبر في مؤتمر صحفي "هناك تحقيق مفتوح بشأن التجسس السياسي في سويسرا".

وصرح بأن مكتبه يحلل بيانات تم جمعها خلال عمليات البحث. وقال مساعد للمدعي العام ان الاماكن التي جرت فيها عمليات التفتيش هي فنادق.

وقالت شركة كاسبيرسكي لاب الروسية للامن الالكتروني في وقت سابق من الشهر ان فيروسا الكترونيا استخدم لاختراق فنادق استضافت محادثات بين ايران والقوى العالمية الست.

وذكرت انها عثرت على برامج الكمبيوتر في ثلاث فنادق اوروبية. وتم الربط بين العدوى الفيروسية وأحداث ومواقع ذات صلة بالمفاوضات بين الدول العالمية الست - وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا - وايران بشأن الحد من برنامج طهران النووي.

وجرت هذه المحادثات في جنيف ولوزان ومونترو وميونيخ وفيينا.

ورفض المدعي السويسري التعليق عمن يمكن ان يكون متورطا في علميات التسلل.

ونفت اسرائيل الاسبوع الماضي امكانية تورطها في الامر قائلة ان ذلك لا اساس له من الصحة. وتشعر اسرائيل بالقلق من ألا يهدئ الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه في نهاية المطاف مخاوفها بشأن إيران.