قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف بلدة "كفرشوبا" جنوبي لبنان
تحاول إسرائيل تشويه صورة المعارضة السورية بحديثها عن لقاءات جمعت بين شخصيات سورية (لا تحدد هويتها) وبين مسؤولين إسرائيليين، تحسبا لسقوط نظام بشار الأسد، ومن ثم بدء الجدل والانقسام داخل تلك المعارضة بشأن من يقيم علاقات مع إسرائيل، ومن يعتبرها عدوا محتلا لجزء من الأراضي السورية، وبالتالي وضع الأساس لضرب مسيرة التحول السياسي في سوريا مبكرا.
وتتحدث مصادر إعلامية الجمعة عن لقاء جمع بين مسؤول إسرائيلي كبير وبين مصادر سورية، تقول إنها تعارض نظام بشار الأسد، مضيفة أن سلسلة من اللقاءات جمعت بين الجانبين في دولة غربية في الفترة (2012 – 2014)، وأن من نظمها كان شخصا على صلة بالحكومة الإسرائيلية وبتلك المنظمات السورية.
وبحسب تقرير نشره موقع (walla) الإخباري الإسرائيلي، فقد شهدت الفترة المُشار إليها سلسلة من اللقاءات بين الجانبين، وأن شخصيات في المنظمات السورية التي وصفها بـ"العلمانية" كانت تريد أن تعرف موقف الحكومة الإسرائيلية من الحرب السورية، وأي جانب تؤيد.
ولفت التقرير إلى أن تلك اللقاءات لم تثمر عن التوصل إلى تفاهم بشأن إمكانية التعاون الإسرائيلي ودعم كيانات محددة في سوريا ضد نظام الأسد، وأنها تمت بمعرفة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إبان حكومته السابقة، مضيفا أن الجانبين اعتبرا أن مثل هذه اللقاءات مهمة، بغض النظر عن النتائج.
ويقول التقرير إن المسؤول الإسرائيلي الذي شارك في اللقاءات، يتولى حاليا منصبا عاما مرموقا، وأنه رفض أن يتم الكشف عن هويته في وسائل الإعلام، وأنه كان يمثل الحكومة الإسرائيلية في هذه اللقاءات التي تعد الأهم من نوعها على المستوى الرسمي.
وطبقا للموقع الإسرائيلي، من نظم هذه اللقاءات هو شخصية غير رسمية تجمعها علاقات بالمعارضة السورية وبالحكومة الإسرائيلية، وأن هذه اللقاءات لم تكن متدفقة ولكنها كانت متفرقة، وركزت على تحديد الأعداء المشتركين لكل من تلك التنظيمات وإسرائيل، وأكدوا على أن على رأس هؤلاء الأعداء إيران وحزب الله والتنظيمات الإسلامية المتطرفة.
وتزعم تل أبيب أنها حريصة على البقاء على الحياد بشأن الحرب الأهلية السورية، وأن موقفها الرسمي هو عدم تأييد أي طرف من أطراف تلك الحرب، وأن هذه السياسة ظلت قائمة طوال السنوات الخمس الأخيرة، ولم تغيرها اللقاءات التي جمعت بين مسؤولين إسرائيليين وبين شخصيات ضمن المعارضة السورية.
لكن ما تعتبره أمرا حيويا (يقول الموقع) هو إجراء الحوارات مع بعض الأطراف السورية بمشاركة مسؤولين إسرائيليين رسميين، حيث "ترى أن هذه الخطوة تعني أن ثمة جهات في المعارضة السورية تريد أن ترى إسرائيل إلى جوارهم في تلك الحرب، ولكنهم يعلمون أن هذا الأمر لن يحدث".
وأشار الموقع إلى أن إسرائيل قادرة على تقديم المساعدات الإنسانية ليس أكثر، وأنه عدا رفضها المشاركة لصالح أي من الأطراف السورية، ولكنها على الأقل تشاطر بعضهم العداء لكل من إيران وحزب الله والتنظيمات الإرهابية، ومع ذلك تقول إنها على علم بأن المنظمات التي تريد أن تقف إسرائيل إلى جوارها تفتقر إلى القوة ولا يمكنها التأثير على المشهد السوري.
وتعلم إسرائيل أن تسريب مثل هذه الأنباء يصب في صالح نظام الأسد والقوى الموالية له، ويسحب من رصيد المعارضة السورية، وهو ما يعني أنها توجه ضربة سياسية للمعارضة السورية بصفة عامة، مستغلة في ذلك لقاءات مع شخصيات لا تمثل تلك المعارضة في الغالب، ومن المحتمل أن يكون الحديث عن شخصيات درزية أو شخصيات على صلة كبيرة بالغرب، على غرار هذا النوع من الشخصيات التي ظهرت في عدد من الدول العربية التي شهدت اضطرابات في السنوات الأخيرة.
وتبني إسرائيل على تلك اللقاءات في محاولة لاستغلالها في تشويه صورة المعارضة وتقسيمها، تحسبا لسقوط نظام الأسد، لكي تصبح عملية الانتقال السياسي في سوريا في غاية التعقيد، بعد أن يبدأ الجدال والاتهامات بين المعارضة نفسها، بشأن لقاءات من هذا النوع.