قرار بإنشاء "كتاتيب" لتحفيظ القرآن يثير الجدل في تونس
قرار بإنشاء "كتاتيب" لتحفيظ القرآن يثير الجدل في تونسقرار بإنشاء "كتاتيب" لتحفيظ القرآن يثير الجدل في تونس

قرار بإنشاء "كتاتيب" لتحفيظ القرآن يثير الجدل في تونس

أثار قرار لوزارة الشؤون الدينية في تونس يقضي بإنشاء مؤسسات "كتاتيب نموذجية" لتحفيظ القرآن جدلا واسع النطاق وانتقادات للوزارة.

وقال وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن "الوزارة بصدد الإعداد لإنشاء خمسة كتاتيب نموذجية في عدد من الولايات، بعد تجربة مماثلة ناجحة مؤخرا في ولاية مدنين، على أن تعممها تدريجيا".

وأضاف الشايبي أن هذا يأتي "رغم محدودية الموارد والاعتمادات؛ بهدف الارتقاء بأداء الكتاتيب والخروج بها من الفضاء التقليدي إلى فضاء عصري مجهّز بحواسيب وتجهيزات مواد تعليمية".

وشجب المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، اليوم الإثنين، القرار قائلا في بيان له إنه "يمثّل خطرا يهدّد وحدة المنظومة التربوية وضربا لأسس الدولة المدنية".

وأوضح المرصد أنه "لا مجال لتدخّل رجال الدين ولا وزارة الشؤون الدينية في المسائل التربوية".

وقالت الناشطة منية غزلاني خريف إن "وزارة الشؤون الدينية تعلن عن إنشاء خمسة كتاتيب نموذجية، الشعوب الراقية تحل جامعات وتضخ الأموال في مجال البحث العلمي وتطوير التجارب".

وتابعت الغزلاني في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أما نحن فنفتح كتاتيب، يا له من إنجاز عظيم، التونسيون يعانون وهناك فشل تام في تسيير البلاد وفي المقابل هناك استهزاء بهم".

2022-09-1-294
2022-09-1-294

وتفاعلت الناشطة "نور بانو" مع بيان مرصد الدفاع عن مدنية الدولة حيال إنشاء كتاتيب نموذجية، واصفة الخطوة بأنها "خطيرة".

وأوضحت: "نحن في تونس بطبعنا لدينا مادة اسمها التربية الإسلامية، أما نوعية الكتاتيب هذه هي لغسل أدمغة الأطفال وتهيئتهم للخلافة والجهاد، لذلك الحذر".

2022-09-2-99
2022-09-2-99

في المقابل، استنكر عدد من النشطاء الجدل القائم، معتبرين أن "إنشاء مثل هذه المؤسسات لحفظ القرآن مسألة عادية".

وذكر الناشط نبيل التونسي معلقا على بيان المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة أن "الكتاتيب تهدد قدرتهم على السيطرة علينا وتفرز جيلا تربى على نطق وحفظ القرآن وهو أقوى أسلحة الحضارة التي يخشون قيامتها"، وفق تعبيره.

وأوضح في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "من أمكن له التبرع أو إنشاء كتاب أو مدرسة خاصة فيها حفظ وفهم وتفسير القرآن فلا يبخل خصوصا في المناطق التي تفتقر لذلك، يجب أن يصبح الكتاب ضرورة حياتية للأطفال".

بدوره، قال الناشط مراد العريبي إن "هذا المرصد والقائمين عليه هم أعداء للشعب ولثقافة الشعب ولروح الشعب، أعضاء هذا المرصد أذيال للاستعمار وبيادق له ومرتزقة يتقاضون مالا مقابل دورهم القذر في محاربة ثقافة الشعب ومحاولة تذويبه في الثقافة الغربية المادية".

وأضاف العريبي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إنهم يستحسنون وجود مئات المدارس والروضات التابعة للبعثات الغربية (وخاصة الفرنسية) وتلك الملتزمة بالبرامج الغربية التي تحتوي قيما وعادات غريبة عنا (الاحتفال بهالوين وبعيد الحب وكذبة أفريل..)".

وتابع: "لكن كلما تعلق الأمر بديننا إلا وهبوا هبة شيطان رجيم.. لماذا لا تتم محاكمة هؤلاء الأوغاد؟".

2022-09-3-75
2022-09-3-75

من جهتها، قالت الناشطة لمياء عمارة إن "كتاتيب وزارة الشّؤون الدينية بعيدة كل البعد عن أية تنظيمات".

وأضافت عمارة أنها "مؤسسات ضمن النسيج المؤسساتي للتربية التحضيرية تخضع في تدريسها البرامج المتفق عليها من قبل وزارة التربية (منهاج السنة التحضيرية والمرجعي البيداغوجي) مع الحفاظ على خصوصية تحفيظ القرآن الكريم".

2022-09-Untitled-33
2022-09-Untitled-33

واعتبرت في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "التعليم بالكتاب فيه تحصين كبير لأطفالنا من أي تطرف كان بمختلف أشكاله".

وأشارت إلى أن الطفل يتخرج منها "وهو في أتم التوازن بتجذيره في هويتنا التونسية العربية الإسلامية وانفتاحه على ثقافة ورؤى العالم".

وتابعت: "يتميز الأطفال المتخرجون من الكتاب بنتائج متفوقة في مرحلة التعليم الأساسي بشهادة الجميع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com