صحف عالمية: روسيا تلجأ إلى "الضم" بعد الانتكاسات.. و"حرب الطاقة" تسحق أوروبا
صحف عالمية: روسيا تلجأ إلى "الضم" بعد الانتكاسات.. و"حرب الطاقة" تسحق أوروباصحف عالمية: روسيا تلجأ إلى "الضم" بعد الانتكاسات.. و"حرب الطاقة" تسحق أوروبا

صحف عالمية: روسيا تلجأ إلى "الضم" بعد الانتكاسات.. و"حرب الطاقة" تسحق أوروبا

أبرزت صحف عالمية في تغطيتها للأحداث، اليوم الأربعاء، لجوء روسيا إلى ضم الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا، عوضاً عن الانتكاسات التي تعرضت لها موسكو في الأيام الأخيرة.

كما تحدثت الصحف عن تأثير واضح لحرب الطاقة الروسية على الغرب، وسط تساؤلات عدة حول قدرة الدول الأوروبية على مواصلة دعم أوكرانيا.

وتناولت صحف تقارير تكشف عن مخاطرة إسرائيلية بـ"الخطوط الحمراء" لتنظيم "حزب الله" اللبناني، وذلك بعد اتخاذها قرارات جديدة بشأن حقل "كاريس" المتنازع عليه.

"الضم" بعد الانتكاسات

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن روسيا لجأت إلى ضم الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا، في محاولة لوقف تقدم هجوم كييف المضاد الذي تسبب في انتكاسات وخسائر هائلة لموسكو في الأيام الأخيرة.

وقالت الصحيفة إن موسكو تخطط لإجراء تصويت على الضم في أربع مناطق محتلة، وإنها تتحرك أيضاً لمعالجة نقص القوات الذي تعاني منه، حيث تمهد الطريق لتعبئة أوسع، وذلك في وقت يسعى فيه الكرملين الذي يتعرض لضغوط متزايدة إلى رد حازم لمواجهة التقدم الأوكراني.

يأتي ذلك بعد أن أعلن المسؤولون في الأجزاء التي تحتلها روسيا في أوكرانيا عن خطط لضم أربع مناطق في شرق البلاد وجنوبها - دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا – عن طريق إجراء انتخابات لمدة ثلاثة أيام بشأن الانضمام إلى روسيا اعتبارًا من الجمعة.

واعتبرت الصحيفة أن الخطوة تعد أحدث جهد تبذله موسكو لتعزيز سيطرتها على الأراضي التي استغرقت شهورًا للاستيلاء عليها في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الهجوم الأوكراني في المناطق المضمومة لروسيا سيسمح للأخيرة بادعاء شن هجوم على أراضيها، مما يزيد من خطر تصعيد الصراع.

وقالت الصحيفة إنه بعيدًا عن خسائره، يستعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للرد بشكل حازم على المخاطر التي واجهتها قواته في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: "كلمة التصعيد ضعيفة جدًا بالنسبة للوضع الحالي. إنه ليس تصعيدًا بقدر ما هو إنذار. ليس لدى بوتين ما يخسره وسيستخدم كل موارده لإخضاع عدوه".

وأضاف المحللون أن تحركات الكرملين أمس تشير إلى أن بوتين يضع الأساس لوصف القتال في المناطق الأوكرانية التي يخطط لضمها باعتباره هجومًا على الأراضي الروسية من أجل تبرير مشروع وطني للدفاع عن البلاد.

تصعيد خطير جديد

من جانبه، قال أندري كورتونوف، المدير العام لـ"مجلس الشؤون الدولية الروسي"، وهو مجلس استشاري للكرملين، قوله إن بوتين مصمم على تحقيق نصر روسي وإنه لن يتراجع على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي يواجهها.

من جانبها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الصراع في أوكرانيا يبدو أنه مهيأ الآن لتصعيد جديد خطير بعد أن أشارت روسيا إلى أنها ستضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، وهي خطوة قد تجعل الكرملين يهدد باستخدام الأسلحة النووية لإجبار كييف وحلفائها الغربيين على التراجع.

وأوضحت الصحيفة أن العقيدة النووية الروسية تسمح باستخدام أسلحة الدمار الشامل إذا واجهت الدولة تهديدًا وجوديًا من الأسلحة التقليدية (أي هجوما أوكرانيا بأسلحة غربية). ونقلت عن محللين قولهم: "هذا إنذار لا لبس فيه من روسيا إلى أوكرانيا والغرب. إما أن تتراجع أوكرانيا، أو أنها حرب نووية".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات الروسية تأتي في أعقاب انتقادات لاذعة يتعرض لها بوتين (69 عاماً) من قبل المتشددين الذين يلومونه على الغزو المتعثر، وخاصة بعد عدم اتخاذه موقفا حازما بشأن الضربات الأوكرانية الأخيرة على شبه جزيرة القرم والانتكسات في شمال شرق البلاد.

وتحت عنوان "الزعيم الروسي يستعد الآن لمرحلة جديدة من الصراع"، قالت الصحيفة إن مجلس الدوما الروسي (البرلمان) سارع أمس إلى إصدار تشريع يجرم الهروب من الجيش خلال التعبئة أو الحرب على الصعيد الوطني بما يصل إلى 15 عامًا.

"حرب الطاقة" تسحق أوروبا

في سياق متصل، ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن "حرب الطاقة" التي يشنها الرئيس الروسي باتت تسحق أوروبا بصمت، وأن الرهان بأن الأمر قد ينتهي بتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا يبدو أنه سيتحقق أيضاً.

وقالت الصحيفة إن المصانع والشركات والأسر في جميع أنحاء أوروبا تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، حيث يرسل وقف إمدادات الغاز الطبيعي الروسي أسعار الطاقة في القارة إلى "معدلات فلكية"، مما ينذر بعاصفة اقتصادية ومخاوف من ركود يلوح في الأفق، الأمر الذي يهدد التضامن مع أوكرانيا.

وأضافت المجلة في تقرير لها أن أسعار الطاقة المرتفعة الساحقة قد وصلت إلى 10 أضعاف متوسط ​​مستواها على مدار العقد الماضي، مما أدى إلى وجود طفرات خنقت الصناعات وتركت الأسر تتساءل حول قدرتها على دفع فواتيرها.

وتابعت المجلة: "تتسابق الحكومات الوطنية لإيجاد إمدادات بديلة الآن بعد أن قطعت روسيا ثلث إمدادات الغاز في القارة كجزء من حملتها لجعل أوروبا تبكي بسبب دعمها لأوكرانيا".

ونقلت المجلة عن بن كاهيل، وهو محلل في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" (سي. إس. آي. إس)، قوله: "الناس تعاني الآن من ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل مثير للصدمة. الشركات الصغيرة تكافح لدفع الفواتير.. وهذا كله قبل فصل الشتاء. إذن ماذا سيفعلون في الشتاء؟!".

وقالت المجلة: "من صناعة الألومنيوم الكثيفة الطاقة إلى مصنعي الأسمدة، اضطرت الشركات في جميع أنحاء أوروبا إلى خفض الإنتاج أو حتى الإفلاس في مواجهة ارتفاع الأسعار. ولحماية الأسر والشركات من ألم أكبر، قامت الحكومات بتحويل مئات المليارات من الدولارات إلى الإعانات".

وأضافت: "على الرغم من أن القادة يتعهدون علنًا بدعم كييف، فإن الدعوات إلى التظاهر في العديد من البلدان الأوروبية - مثل التشيك - يمكن أن تضع الأساس للكسور المستقبلية في الوحدة الغربية ضد روسيا".

بوادر شتاء قاس.. وإحباط عام

في غضون ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا مع بوادر شتاء قاس قد أدى إلى القلق على مستوى الشعوب، مشيرة إلى أن "الإحباط العام" بدأ يتجول بالفعل في بريطانيا ومولدوفا وألمانيا والنمسا وإيطاليا، حيث اندلعت الاحتجاجات على تكاليف الطاقة المرتفعة.

وأضافت الصحيفة: "هناك العديد من الأشخاص الخائفين مما سيحدث في فصل الشتاء المقبل، وهم متخوفون الآن ليس فقط من ارتفاع أسعار الطاقة ولكن أيضًا من ارتفاع معدلات التضخم الذي ضرب بلدانهم خلال العام الماضي".

وتابعت الصحيفة: "كما أن الدعم المادي لأوكرانيا من أوروبا بدأ يتلاشى بشكل ملحوظ. وانخفض إجمالي الالتزامات الجديدة للمساعدات العسكرية والمالية من ست من أكبر الدول الأوروبية - بريطانيا وألمانيا وبولندا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا - في مايو وانخفض بشكل حاد في يونيو، وفقًا لتحليل أجراه معهد (كيل للاقتصاد العالمي)".

ولم تؤثر "حرب الطاقة" على أوروبا فقط، بل ذهبت مجلة "نيوزويك" الأمريكية بالقول إن حرب بوتين "قد تسبب الكثير من الألم" للأمريكيين هذا الشتاء، مع توقعات بقفزة كبيرة في أسعار الطاقة.

ووفقاً للمجلة، توقع تقرير صادر عن "جمعية مديري مساعدة الطاقة الوطنية الأمريكية" (نيادا) أن ترتفع أسعار الغاز بمعدل 17% عن العام الماضي، وأكثر من 35% عن عام 2020.

وقال التقرير، الذي صدر الأسبوع الماضي، إن فواتير التدفئة المرتفعة ستكون عامل ضغط آخر للأمريكيين الذين يشعرون بآثار التضخم في جميع جوانب الحياة، مشيراً إلى أن الضغط الناجم عن ارتفاع الأسعار سيؤثر بشكل كبير على العائلات الأمريكية.

ونقلت المجلة الأمريكية عن مارك وولف، المدير التنفيذي لـ"نيادا" قوله: "هناك الكثير من الألم. هذه هي السنة الثانية لارتفاع أسعار تدفئة المنازل. في جميع المجالات، ستعاني الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط".

تصعيد إسرائيلي ضد "حزب الله"

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن إسرائيل تخاطر بتجاوز "الخط الأحمر" لتنظيم "حزب الله"، حيث تستعد بربط حقل غاز متنازع عليه بشركتها الوطنية، في خطوة تنذر بتصعيد خطير مع الجماعة اللبنانية المسلحة.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تستعد لربط حقل غاز "كاريش" بشبكة الغاز الوطنية الإسرائيلية، معتبرة الخطوة بمثابة تطور يساعد البلاد على ترسيخ دورها الجديد كمورد غاز لأوروبا، لكنها ستؤجج التوترات مع "حزب الله".

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل تعثراً لا ينذر بانفراجة وشيكة. ويقدر أن حقل "كاريش"، الذي يطالب لبنان بجزء منه، يحتوي على ما بين اثنين وثلاثة تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قد صرحت الأسبوع الماضي بأنها ستجري اختبارات على منصة الحفر ونظام النقل الطبيعي في خزان "كاريش" البحري.

ووفقاً لتقرير "الغارديان"، بدأ العمل في الحقل أمس، حيث قالت شركة "إنرجين" المدرجة في لندن، والتي رخصت الحقل، إنها "في طريقها لتسليم الغاز من مشروع تطوير كاريش في غضون أسابيع".

وقالت الصحيفة: "في حين أن ما يمكن تصديره على الفور هو جزء بسيط مما هو مطلوب لتخفيف أزمة الطاقة العالمية، إلا أن الحلفاء الغربيين لإسرائيل ينظرون إلى العملية على أنها موضع ترحيب في ظل ارتفاع الأسعار وبحث أوروبا عن بدائل لمصادر الغاز الروسية".

وأضافت: "لكن لبنان، الذي لا يزال من الناحية السياسية في حالة حرب مع إسرائيل، يزعم أن جزءًا من حقل كاريش ملك له".

وأردفت: "وأخذت الأحداث منعطفا دراماتيكيا خلال الصيف، وذلك بعد أن أحضرت "إنرجين" سفينة إنتاج إلى الحقل في يونيو على الرغم من احتجاجات بيروت على أنه لا ينبغي تطوير الخزان حتى تكتمل مفاوضات الحدود البحرية".

وتابعت: "ردت جماعة حزب الله المدعومة من إيران على خطوة إنرجين بإطلاق طائرات دون طيار باتجاه كاريش في 2 يوليو، أسقطها الجيش الإسرائيلي. وهددت الجماعة مراراً بشن هجمات إذا تقدمت إسرائيل في المنطقة المتنازع عليها".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تصريحات أدلى بها الأمين العام للجماعة اللبنانية، حسن نصر الله، السبت، وهدد فيها إسرائيل بأن استخراج الغاز من كاريش هو "خط أحمر"، لكنه أكد على موقفه الداعم لمحادثات ترسيم الحدود البحرية التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.

وقال نصر الله: "نتابع المفاوضات، لكن أعيننا وصواريخنا منصبّة على كاريش. طالما أن الاستخراج لم يبدأ، فهناك فرصة لإيجاد حلول".

في المقابل، قالت شركة "إنرجين" إنها تلقت "تطمينات أمنية" من إسرائيل لبدء استخراج الغاز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com