العراق.. تسجيل جديد يكشف معلومات صادمة عن صراع الفصائل المسلحة

نشر المدون العراقي علي فاضل، تسجيلاً جديدا لأحد عناصر الفصائل المسلحة المنشقين، تحدث فيه عن عمليات ابتزاز، واستهداف للجيش العراقي، ضمن الصراع الدائر بين المجموعات المسلحة، والألوية داخل هيئة الحشد الشعبي.

وقال المنتسب الذي يعمل في لواء "أئمة البقيع" الذي ينتشر في محافظة ديالى، إنه "لم ينفذ أوامر صدرت من قائد اللواء سعد طعيس، باستهداف نقطة عسكرية تابعة للجيش العراقي، وعندما أخبره هذا المنتسب بأن الإحداثية المُراد استهدافها تتبع للجيش، أصرّ قائد اللواء على تنفيذ العملية، ولم أنفذ هذا القصف، وتركت العمل لدى هذا اللواء وهربت".

وفصيل أئمة البقيع، ينتشر في محافظة ديالى، وتأسس بعد سنوات على دخول تنظيم داعش إلى المحافظات العراقية، ولديه ارتباطات مع جهات سياسية، لكنه لم يتمكن من الدخول ضمن هيئة الحشد الشعبي الرسمية، للحصول على رواتب لعناصره، وسيارات وغير ذلك.

ويجري صراع داخل هيئة الحشد، بشأن العناصر والفصائل التي ترغب بالانضمام إليه، إذ ترفض عادة الفصائل الموجودة داخل الهيئة استقبال مجموعات جديدة، لما يعنيه ذلك من مزاحمتها على الموارد، والرواتب وغيرها.

المنتسب الذي يتحدث في التسجيل ويدعى كريم صالح كريم، أشار إلى "تورط بعض الضباط بقيادة اللواء علي فاضل عمران قائد عمليات ديالى، أحد أذرع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي" فيما يقوم به اللواء.

وأضاف أن "الهدف من استهداف نقاط الجيش العراقي، لإثبات أن الجيش غير قادر على مسك زمام الأمور في تلك المناطق، وكذلك للإيحاء بحاجة المنطقة إلى قوات إضافية لتعزيز أمنها"، لافتا إلى تفجير انتحاري حصل يوم العاشر من محرم، حيث وجدوا شخصاً مختلاً عقلياً، في منطقة المقدادية، واصطحبوه معهم إلى مقر اللواء، ومنحوه حبوباً منوّمة، ثم بعد ذلك ألبسوه حزاماً ناسفاً، وأوصلوه قرب السيطرة الأمنية، وأعطوه سلاحاً، حيث قتله عناصر الجيش، عندما رأوه مسلحاً".

عمليات خطف

وأفاد المنتسب بأن "لواء أئمة البقيع يمارس عمليات الخطف والابتزاز، إذ خطف شقيق إحدى النائبات في البرلمان العراقي، التي أعطتهم مبالغ مالية ضخمة تُقدر بـ (100 ألف دولار)، للإفراج عنه"، فيما سرد قضية أخرى تتعلق بثلاثة أشخاص قاموا بجلبهم من بغداد وهم موجودون داخل مقر اللواء "لغرض تفجيرهم في القطعات المنتشرة بالمنطقة".

كما تحدث عن "سيطرة المياح" التي يتمركز فيها الفوجان الأول والثاني من اللواء، وهي سيطرة موجودة بعلم السيد طالب وقائد عمليات ديالى وقائد الفرقة الأولى والأمن الوطني كل الأجهزة الأمنية في ديالى.

ونوه إلى أن السيطرة (حاجز أمني) تطلب 20 ألف دينار من كل سيارة صغيرة، و50 ألف دينار من كل سيارة حمل صغيرة و75 ألف دينار من كل سيارة حمل كبيرة، مشيراً إلى أنه كان مسؤولاً عن نقل الأموال منها وإليها التي كانت تبلغ في اليوم الواحد نحو 80 مليون دينار.

وتابع، أن هناك تشكيلات عسكرية جديدة ستتسلم قاطع النخيب بين محافظتي الأنبار وكربلاء، ومنطقة الفلوجة، إذ عقد قادة عدة مجموعات مسلحة اجتماعاً لإنشاء تلك المجموعات، وحصلوا على مبلغ ملياري دينار، نحو (مليون و400 دولار)، بدعم من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

عمليات ضد الحشد الشعبي

وأوضح المتحدث في التسجيل أن هذه الوحدات ستضم 400 شخص كانوا موجودين في اللواء توجهوا  إلى إيران عند فتح المنفذ في ديالى للزائرين، حيث خلا المنفذ من أي تواجد أمني، وأن السيد بشير هو حلقة الوصل بين العراق وإيران وليس واضحاً ما إذا كان عراقياً أم إيرانياً، وقد سمح لهم بالدخول إلى إيران حيث التحقوا بدورة تستغرق شهراَ.

وأكد أن الهجوم الذي تعرض له "اللواء 24 التابع لمنظمة بدر"، قاده حسن مهدوي ويوسف أبو علي وأحمد ميدو وآخرون بهدف تثبيت نقطة للواء "أئمة البقيع" قرب لواء بدر للحصول على مادة زيت الغاز من المقلع، وشدد على أن حميد طعيس وهاني طعيس وسعد طعيس يحصلون على الأموال من خلال الابتزاز الذي يمارسونه بحق التجار، عبر إقامة نقطة عسكرية بالقرب من مصالحهم، تطلق الرصاص ليلاً ونهاراً حتى لو مرت قطة من المنطقة، ثم يطالبون بخمسين ألف دولار لإزالة النقطة، مشيراً إلى الابتزاز الذي تعرض له حجي جمال في الهراونية.

وكشف عن وجود قناصين في لواء أئمة البقيع، يستهدفون بقية التشكيلات من الحشد الشعبي، حيث قتل اثنان من عناصر اللواء 24 في الحشد، وهو تابع لمنظمة بدر.

إلى ذلك، أثار التسجيل الصوتي، ضجة واسعة بسبب المعلومات والأرقام التي وردت فيه، فضلاً عن كشف أسماء المتورطين بتلك العمليات، وسط مطالبات للادعاء العام العراقي، بالتدخل والتحقيق في تلك الممارسات.