محللون: فشل مشاريع الإخوان دفع حماس لتحسين علاقاتها مع الدول العربية
محللون: فشل مشاريع الإخوان دفع حماس لتحسين علاقاتها مع الدول العربيةمحللون: فشل مشاريع الإخوان دفع حماس لتحسين علاقاتها مع الدول العربية

محللون: فشل مشاريع الإخوان دفع حماس لتحسين علاقاتها مع الدول العربية

رأى محللون سياسيون أن فشل مشاريع الإسلام السياسي، لا سيما مشروع الإخوان المسلمين، دفع حركة حماس إلى مراجعة حساباتها، والسعي إلى تحسين علاقاتها مع الدول العربية.

وأصدرت حركة حماس الفلسطينية، الخميس، بياناً أعلنت فيه استمرار جهودها في تطوير علاقتها مع سوريا، في إطار قرار عودتها بشكل رسمي لاستئناف العلاقة بينهما، بعد قطيعة استمرت عشرة أعوام، مؤكدة أنها "تدعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا".

كما أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، عن جهود تبذلها حماس من أجل استعادة العلاقة مع الأردن والمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن "أي زيارة لقيادة حركته لأي دولة عربية لها علاقات مع إسرائيل لا تعني التماهي مع التطبيع".

حركة براغماتية

يأتي ذلك في الوقت الذي زار فيه هنية على رأس وفد رفيع من الحركة العاصمة الروسية موسكو، الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام عبرية نهجاً جديداً تتبعه حماس من أجل تأسيس وضعها كحركة "براغماتية" وليست "تنظيماً إرهابياً".

وقال تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية إن "حماس تسعى لتغيير صورتها، وتريد أن يصل المجتمع الدولي إلى مرحلة الاعتراف بها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، عوضاً عن منظمة التحرير".

وأوضح التقرير العبري أن "السياسات التي ينتهجها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تفقد منظمة التحرير مركزها الدولي بشكل تدريجي، تسهم في نجاح خطوات حماس على المستويين الإقليمي والدولي".

وأضاف: "الاستراتيجية الجديدة لحماس تقوم على قاعدة العمل في كل الاتجاهات من أجل تعزيز قدرات الحركة، وتحقيق مكاسب سياسية من وراء جميع المتغيرات الإقليمية والدولية".

كيان سياسي

ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن فشل مشاريع الإسلام السياسي وتحديدا مشروع جماعة الإخوان المسلمين دفع حماس لمراجعة أخطائها، والسعي لتحسين علاقاتها بالدول العربية، علاوة على سعيها لتقديم نفسها كـ"كيان سياسي".

وقال المحلل السياسي يونس الزريعي إن "حركة حماس تسعى لتقديم نفسها ككيان سياسي يسيطر على قطاع غزة وله سلطة على أراض فلسطينية يمكن له من خلال ذلك التفاوض مع إسرائيل، والحفاظ على أمنها من الجبهة الجنوبية".

وأوضح الزريعي، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "مساعي حماس لتحسين علاقتها مع الدول العربية والإقليم والمجتمع الدولي تأتي في إطار سعيها لأن تصبح لاعباً سياسياً أكثر منه كفصيل عسكري، مضيفاً: "الحركة تعمل في إطار أنها أقل من دولة وأكبر من فصيل".

وأشار الزريعي إلى أن "حماس تبعث رسائل للإقليم والمجتمع الدولي بأنها حركة معتدلة وتمارس السياسة أكثر من الجانب العسكري، وأن وجودها مهم لاستقرار المنطقة والساحة الإقليمية"، متابعاً: "حماس حركة براغماتية تمارس التناقضات السياسية على مختلف الجبهات".

وأضاف: "بتقديري الحركة لديها حراك سياسي تحاول من خلاله فرض نفسها كبديل عن جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك منظمة التحرير وحركة فتح، كما أنها ترغب بفرض نفسها كلاعب إقليمي ودولي مؤثر مقابل انحسار دور السلطة الفلسطينية في العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا ودول المنطقة".

وشدد الزريعي على أن "حماس تسعى لاستغلال حالة الضعف التي تعيشها السلطة الفلسطينية لفرض نفسها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أنها تسعى للاستفادة من التجربة التركية الأخيرة فيما يتعلق بتصفير المشاكل الخارجية.

وحسب المحلل السياسي، فإنه "على الرغم من مساعي حماس الحثيثة لتحسين علاقتها مع سوريا؛ إلا أنه ومن الواضح أن دمشق لا تقبل بالمصالحة مع الحركة وترفض أي دور لحماس على الأراضي السورية، الأمر الذي دفعها لطلب المساعدة من روسيا".

ولفت الزريعي إلى أن "هناك مؤشرات أيضاً على سعي حماس لتحسين علاقاتها مع دول عربية أخرى، وذلك بسبب المتغيرات الإقليمية التي طرأت"، مضيفاً: "الحركة تسعى لعلاقات أكثر تطوراً مع الدول المحيطة وخاصة الدول التي ترفض أي نشاط لجماعة الإخوان المسلمين على أراضيها".

"الإسلام السياسي"

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن توجهات حركة حماس الجديدة تأتي بسبب الواقع الإقليمي والدولي الجديدين، لافتاً إلى أن الحركة تعي جيداً أن مشروع الإسلام السياسي الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين أثبت فشله.

وأوضح عوكل، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "التحرك الإقليمي والدولي الذي تمارسه حماس مؤخراً لتحسين صورتها وعلاقاتها مع دول المنطقة والعالم يؤكد أنها تعي جيداً أن المشاريع المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين لم يعد من الممكن تنفيذها".

وأضاف عوكل: "حماس دفعت ثمناً كبيراً إزاء مواقفها التي كان أساسها أفكار وتوجهات جماعة الإخوان، وهي منذ سنوات بدأت تتوجه نحو العمل في إطار المؤسسة الفلسطينية، كما أنها تبحث عن الشرعية الإقليمية والدولية، وتريد أن تصحح أخطاءها وترمم علاقاتها القديمة".

ويرى المحلل السياسي أن "التحركات الأخيرة لحماس تمثل رسالة من الحركة للعالم بأنها أصبحت بعيدة عن مخططات الإخوان المسلمين والإسلام السياسي"، قائلاً: "بتقديري لن تنجح حماس في ذلك إلا بشكل محدود".

وأضاف عوكل: "تحركاتها السياسية يمكن أن تعطي نتائج عكسية، خاصة وأن الحركة بحاجة لتقديم الكثير من التنازلات من أجل قبولها سياسياً في المجتمع الدولي، الأمر الذي لا يمكن أن تفعله حماس في الوقت الحالي".

وأشار عوكل إلى أن الحركة بحاجة إلى الشرعية من النظام العربي قبل دخولها للمجتمع الدولي، الأمر الذي يدفعها للسعي نحو التقارب من بعض الدول العربية، متابعاً: "حماس تحقق بعض الاختراقات في العلاقات الدولية ولكنها لا تزال محدودة"، وفق تقديره.

الحلول الدولية

وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي نظير مجلي إن حركة حماس في وضع صعب للغاية منذ عدة سنوات، خاصة في ظل الاتهامات الموجهة لها بأنها أحد أجنحة جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح مجلي، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "الحركة تسعى في الوقت الراهن للانسجام مع الحلول الدولية بعيداً عن المواجهات العسكرية، الأمر الذي ظهر جلياً في المواجهة العسكرية الأخيرة بقطاع غزة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي".

وأضاف مجلي: "بتقديري حماس في مأزق كبير وتحتاج لأن تكون في علاقات إيجابية مختلفة على المستويات الإقليمية والدولية، ومن المعروف أن روسيا لها دور كبير في المنطقة، الأمر الذي يدفعها لتحسين العلاقة معها".

وأشار مجلي إلى أن "سعي حماس لتحسين علاقتها مع سوريا يأتي إرضاءً لحلفاء الجانبين، وللتأكيد على اصطفافها إلى جانب محور إيران ووكلائها في المنطقة"، متابعاً: "الحركة تقدم تنازلات بشكل حكيم وعاقل أمام الضغوط الإسرائيلية، لكنها لا تفعل ذات الشيء في الملفات الفلسطينية الداخلية".

ووفق مجلي، فإن "حماس تسعى للهيمنة على القرار الفلسطيني وتصوير نفسها بأنها الممثل الأقوى للفلسطينيين"، مستكملاً: "التعامل مع إسرائيل يتم من منطلق ذكي وحكيم، ولكنه أيضاً من منظور حزبي ضيق"، حسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com