حرب أرمينيا وأذربيجان تضع سمعة النظام الصاروخي الروسي "S-300" على المحك
حرب أرمينيا وأذربيجان تضع سمعة النظام الصاروخي الروسي "S-300" على المحكحرب أرمينيا وأذربيجان تضع سمعة النظام الصاروخي الروسي "S-300" على المحك

حرب أرمينيا وأذربيجان تضع سمعة النظام الصاروخي الروسي "S-300" على المحك

سلطت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، الضوء على مقطع فيديو، تقول إنه يُظهر تدمير نظام دفاعي روسي من طراز "S-300"، تستخدمه القوات الأرمينية في صراعها المتجدد مع جارتها أذربيجان، بواسطة طائرة انتحارية دون طيار.

ويجري الحديث عن طائرة مُسيرة، إسرائيلية الصنع من طراز "Harop"، التي تطورها وتنتجها شركة إسرائيل لصناعة الطيران والفضاء "IAI"، وتبيعها لأذربيجان، واستخدمتها الأخيرة بشكل مكثف في حربها مع أرمينيا.

وأورد موقعا "إسرائيل ديفينس" المعني بالشؤون العسكرية، و"نتسيف نت" المتخصص في الملفات الاستخبارية، هذه الأنباء، ونقلا مقطع الفيديو؛ إذ يعد في حال صحته، صفعة للقوات المسلحة وللصناعات العسكرية الروسية، التي تنتج هذا النظام، فضلًا عن النسخة الأحدث منه "S-400"، وغيرها.

وبحسب المصادر، يُظهر مقطع الفيديو تدمير نظام دفاع جوي بعيد المدى من طراز "S-300"، تستخدمه القوات الأرمينية، بواسطة طائرة مُسيرة انتحارية إسرائيلية الصنع، تستخدمها القوات المسلحة في أذربيجان.

طائرة تركية أيضًا

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن تقارير سابقة أفادت أن الطائرة المُسيرة المستخدمة في تدمير تلك المنظومة الروسية، هي طائرة تركية الصنع من طراز "TB2 Bayraktar"، لكنها أكدت أن طائرة "Harop" هي التي نفذت المهمة وليست الطائرة التركية.

ويُظهر الفيديو لحظة تدمير رادار "5N63S Flap Lid" الخاص بمنظومة "S-300PS"، والمُعد لكشف جملة من الأهداف.

وأوضحت المصادر أن الطائرة المسُيرة "Harop" التي تطورها وتنتجها شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء، تعد بمثابة صاروخ شبح يصعب كشفه بالرادارات، وهي طائرة انتحارية، أي لا تُطلق بهدف استرجاعها، وهذا هو سبب خطورتها".

ويتم توجيه الطائرة صوب هدفها قبل أن تتجه إليه مباشرة عقب اكتشافه، ومن ثم تنفجر بشكل ذاتي لدى الاصطدام به.

وبحسب موقع "نتسيف نت"، يبلغ مدى تحليق هذه الطائرة ألف كيلومتر، ويبلغ طولها 2.5 مترًا فقط، ويمكنها حمل 20 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة، كما يمكنها مواصلة الطيران لمدة 7 ساعات.

وأشار التقرير أيضًا إلى قدرات ضعيفة أظهرها النظام الدفاعي الروسي المشار إليه، والنسخ المعدلة منه، كل وفق طبيعة ساعة المعركة، وقال إن هذا النظام تعرض أيضًا لإخفاقات مماثلة في الحرب الأوكرانية.

وتحدث الموقع أيضًا عن مشاركة الطائرة التركية المُسيرة من طراز "Bayraktar TP2" والتي تستخدمها القوات المسلحة في أذربيجان، في تدمير النظام الدفاعي الروسي.

واهتم موقع "إسرائيل ديفينس" الإسرائيلي، بهذه الأنباء، وذكر أن الطائرة المشار إليها أظهرت مدى عجز النظام الدفاعي الروسي الشهير.

ولم يستبعد الموقع أن تكون القوات العسكرية في أذربيجان قد دمجت بين الطائرتين المُسيرتين، الإسرائيلية والتركية على حد سواء، خلال مهاجمة النظام الروسي.

وأردف أن مقطع الفيديو يُظهر طائرتين مُسيرتين من طراز "Harop" تحومان فوق بطارية صواريخ روسية بحوزة الجيش الأرميني، قبل أن تتجها صوبها وتدمرها، وبعدها قامت طائرة تركية من طراز "Bayraktar TP2" باستكمال المهمة، وأطلقت صواريخها صوب النظام الروسي.

حضور روسي

وتمتلك روسيا حضورًا عسكريًا في أرمينيا، حيث تمتلك قاعدة سلاح جو "إريبوني" الواقعة في العاصمة الأرمينية يريفان، فضلًا عن تواجد لقوات روسية في مدينة غيومري شمال أرمينيا، وفي هذه المدينة نُصبت أنظمة روسية من طراز "S-300".

وتتشابه تلك الواقعة مع الأوضاع الخاصة بنظم الدفاع الروسية ذاتها في سوريا؛ إذ تسببت الهجمات الإسرائيلية المتكررة هناك رغم نصب هذه النظم، في مخاوف روسية من تدهور سمعة التكنولوجيا العسكرية الخاصة بها، وتضرر مبيعاتها في هذا المجال.

صفقات بالجملة

وتعد أذربيجان من أوائل الدول التي اقتنت طائرات إسرائيلية مُسيرة؛ حيث حصلت على 10 طائرات من طُرز مختلفة، ضمن صفقات بدأت منذ العام 2005، قبل أن تبرم في العام 2012 الصفقة الأكبر في هذا المجال، مع شركة إسرائيل لصناعة الطيران والفضاء، والتي قدرت بنحو 1.5 مليار دولار.

وعدا عن طائرات "Harop" الانتحارية، اشترت أذربيجان أيضًا طائرات إسرائيلية من طراز "أوربيتر" التكتيكي، الذي تصنعه شركة "إيروناوتيكس" الإسرائيلية، وطراز "إيروستار" التكتيكي أيضًا من الشركة ذاتها.

واشترت أذربيجان 8 طائرات إستراتيجية دون طيار، من طراز "هيرمس 450" الذي تنتجه شركة "أنظمة إلبيت" الإسرائيلية في الفترة بين 2005 إلى 2009.

أرمينيا غاضبة

وسُربت حقيقة استخدام الطائرات الإسرائيلية في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان للمرة الأولى في آيار/ مايو 2016.

وشهدت تلك الفترة أول استخدام ميداني للطائرة "Harop"، لضرب حافلات تقل جنودًا من الجيش الأرميني بمقاطعة "مارتاكيرت" الواقعة ضمن جمهورية مرتفعات قرة باغ جنوب القوقاز، والتي كانت قد أعلنت استقلالها دون أن تحصل على اعتراف بذلك.

وبالتزامن مع هذه التسريبات، كشف نائب وزير الدفاع الأرميني في حينه، ديفيد دتونايان، أن بلاده رفضت مقترحًا إسرائيليًا بتزود القوات المسلحة لبلاده بأسلحة حديثة لاستخدامها في المعارك، تماثل تلك التي تبيعها للجيش الأذري.

وفي تلك الفترة، قدمت أرمينيا احتجاجًا رسميًا شديد اللهجة لإسرائيل لتزويدها الجيش الأذري بالسلاح، لا سيما عقب واقعة ضرب حافلة الجنود.

وسلَّم سفير أرمينيا لدى تل أبيب وقتها، أرمان مالكونيان، رسالة احتجاجية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، على خلفية حادثة الطائرة دون طيار، مشددًا على أن بلاده تنتظر ألا تزود إسرائيل أذربيجان بأسلحة تستخدمها ضد بلاده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com