هل تشعل إيران حربا بين إسرائيل وحزب الله لإنقاذ برنامجها النووي؟
هل تشعل إيران حربا بين إسرائيل وحزب الله لإنقاذ برنامجها النووي؟هل تشعل إيران حربا بين إسرائيل وحزب الله لإنقاذ برنامجها النووي؟

هل تشعل إيران حربا بين إسرائيل وحزب الله لإنقاذ برنامجها النووي؟

تشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن إيران قد تضطر إلى إشعال الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل من أجل إنقاذ برنامجها النووي، وإشغال الجيش الإسرائيلي في معركة تجعله بعيداً عن تنفيذ أي هجمات عسكرية ضدها.

ويعتبر ذلك بمثابة خطوة استباقية من إيران، التي باتت تدرك أن الخيار العسكري ضد منشآتها النووية بات مطروحاً على الطاولة، الأمر الذي دفعها لمخاطبة زعيم حزب الله حسن نصر الله ومطالبته بالاستعداد للمواجهة مع إسرائيل على خلفية ترسيم الحدود البحرية، وفق ما أورد موقع "ديبكا" الاستخباري.

وقال الموقع العبري، في تقرير نشره مؤخرًا، إن "إيران ترى أن مثل هذه الحرب قد تؤدي إلى وضع لا يتمكن فيه الجيش الإسرائيلي، الذي سينغمس في المعارك بلبنان، من ضرب إيران ومنشآتها النووية، وأن طهران ستحاول استخدام الحدود الشمالية اللبنانية كضربة استباقية ضد إسرائيل".

وأوضح الموقع العبري أن "إيران بهذه الخطوة تحاول إلهاء إسرائيل من خلال افتعال أزمات عبر وكلائها في المنطقة، الأمر الذي يبعد خطر العملية العسكرية عن طهران وبرنامجها النووي لفترة من الزمن".

خطوة استباقية

ويرى خبراء ومختصون أن إيران يمكن أن تقدم على مثل هذا الخيار كخطوة استباقية لإشغال الجيش الإسرائيلي في مواجهة على الجبهة الشمالية مع حزب الله، معتبرين ذلك بمثابة وسيلة ضغط ستستخدمها إيران عند الحاجة.

وقال أستاذ العلوم السياسية، مخيمر أبو سعدة، إنه "من غير المستبعد أن تدفع إيران حلفاءها في المنطقة وتحديداً حزب الله من أجل الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل لحماية مشروعها النووي، وإشغال الجيش الإسرائيلي عن ضرب أهداف إيرانية".

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" أنه "من المعروف أن إيران مسؤولة عن أي قرار يتعلق بالدخول في مواجهة عسكرية بين وكلائها في المنطقة والجيش الإسرائيلي"، مبيناً أن طهران تسعى لاستغلال استبعاد إسرائيل خيار الدخول في مواجهتين عسكريتين بذات الوقت.

وأشار أبو سعدة إلى أن "هذا الخيار سيكون في حال أيقنت طهران أن الجيش الإسرائيلي يستعد لضرب برنامجها النووي أو تنفيذ عمليات سرية ضدها"، مؤكداً أن ذلك مرهون أيضاً بالتقارب في مفاوضات الملف النووي الإيراني مع القوى العالمية.

وأوضح أن "توقيع إيران للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والقوى العالمية سيكون بمثابة ضربة شديدة لإسرائيل، وسيجبرها على وقف جميع خططها العسكرية ضد طهران لفترة من الزمن"، لافتًا إلى أنه "بهذه الحالة ستشهد المنطقة هدوءًا حذراً وسيكون مرهونا بتطبيق جميع الأطراف بنود الاتفاق النووي".

حرب بالوكالة

بدوره، رجح الخبير في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي أن "تلجأ إيران إلى مثل هذا الخيار في حال فشل جهود إحياء الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن طهران ستعمل في حينه على إشعال حرب بين وكلائها في المنطقة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "هذه الحرب ستبدأ من لبنان عبر حزب الله على الجبهة الشمالية مع إسرائيل، ومن ثم سينضم إليها وكلاء آخرون لإيران في المنطقة وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي".

ويرى أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن أي عملية عسكرية إسرائيلية أو أمريكية ضد إيران وبرنامجها النووي في الوقت الحالي"، مشدداً على أن ذلك مرهون بنجاح أو فشل جهود التوصل لاتفاق نووي جديد.

وأضاف الشرقاوي أن "إسرائيل تواصل استعداداتها لتنفيذ ضربات عسكرية ضد الأهداف الإيرانية وإقناع العالم والولايات المتحدة بضرورة ذلك، فيما ستواصل إيران من جانبها استنفار وكلائها في المنطقة من أجل الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل حال فشلت المفاوضات النووية".

ورقة ابتزاز

في حين يرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن "إيران ربما تحاول من خلال التلويح بورقة حزب الله اللبناني أن تبرز أوراق القوة لديها، الأمر ذاته الذي حدث في سوريا مؤخراً من خلال ضرب الجيش الأمريكي لأهداف إيرانية".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الأمور لن تخرج عن إطار التلويح المتبادل بالهجوم العسكري، إلا في حال بادرت إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله أو إيران"، مستدركاً: "لا أعتقد أن إيران ستدفع حزب الله نحو المواجهة العسكرية مع الجيش الإسرائيلي".

وأضاف أبو رمضان أن "المرحلة دقيقة وحساسة جداً بالنسبة لإيران التي تحث الخطى في اتجاه إبرام الاتفاق مع الولايات المتحدة، ولكن كل طرف من الأطراف يحاول أن يظهر أنه الأقوى والأبرز"، مرجحاً أن تسعى واشنطن وطهران لاحتواء حالة الاحتقان.

وحسب المحلل السياسي، فإن من مصلحة الولايات المتحدة فصل إيران عن الصين وروسيا والأمر بالنسبة لها مسألة استراتيجية، كما أن إيران لديها مصلحة في الإفراج عن أموالها المجمدة ورفع القيود عن الأنشطة التجارية.

ومضى أبو رمضان قائلًا: "لا أميل أنه سيكون هناك تصعيد عسكري، ربما تقوم إسرائيل بعمليات استفزازية لأنها لا ترغب بهذا الاتفاق، ولكن تلك العمليات ستكون محسوبة، خاصة وأنها لا تستطيع في نهاية الأمر معارضة القرار الأمريكي بشكل علني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com