على وقع تهديدات متبادلة.. هل تشتعل المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل؟
على وقع تهديدات متبادلة.. هل تشتعل المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل؟على وقع تهديدات متبادلة.. هل تشتعل المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل؟

على وقع تهديدات متبادلة.. هل تشتعل المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل؟

تستعد المؤسسات الأمنية الإسرائيلية لاحتمال إقدام حزب الله اللبناني على تنفيذ هجوم عسكري في أي لحظة على أهداف إسرائيلية، وتحديداً منصات الغاز في البحر المتوسط، مما سيؤدي لانهيار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بالوساطة الأمريكية.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن مخاوف إسرائيلية من سعي حزب الله لـ"استفزاز" تل أبيب قبل التوقيع على اتفاق الحدود البحرية، والذي يرجح أن يكون الأسبوع المقبل، رغم التنازلات المتوقعة من الجانبين لإنهاء الخلاف.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الإثنين، حزب الله اللبناني من تنفيذ أي هجوم عسكري ضد إسرائيل، مؤكداً أن ذلك سيؤدي لرد فعل "قوي" من تل أبيب وربما حملة عسكرية طويلة، في إشارة لحرب أقوى من سابقاتها.

مكاسب سياسية

ويستبعد خبراء ومختصون أن يقدم الحزب اللبناني على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن الحزب يحاول التأثير على الساحة السياسية الداخلية وفرض شروطه على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، دون أن يضطر للدخول في حرب مع إسرائيل.

ومن جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن اللواء المتقاعد من الجيش الإسرائيلي، إيال بن ريوفين، قوله، إن "الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لا يرغب في الدخول بمواجهة عسكرية مع إسرائيل".

وأرجع اللواء الإسرائيلي، ذلك إلى أن "نصر الله يعلم جيداً أن الجمهور اللبناني قد لا يغفر له مثل هذا الفعل المتهور، والذي سيؤدي إلى تحرك إسرائيلي قوي ضد لبنان"، مضيفاً أن "نصر الله سوف يستغل قضية منصات الغاز لتحقيق غايات سياسية في لبنان، خاصة وأن وضعه صعب جداً".

وتابع أن "حزب الله يستخدم القضية كحقل نجاة من الاتهامات التي تطاله فيما يتعلق بالأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون"، مبينا: "كما أن إسرائيل لا تريد بدورها حرباً مع لبنان في الوقت الراهن".

وأشار إلى أن "إيران والتي تمثل الأب الروحي لحزب الله، هي أيضاً لا تريد مواجهة شاملة مع إسرائيل، وأن الجميع يريد حلا للأزمة الراهنة بدون الدخول في مواجهة من أي نوع"، مرجحاً أن يتم التوصل لاتفاق على الحدود البحرية بالقريب العاجل.

أداة ضغط

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي نظير مجلي أن "التهديدات المتبادلة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل هي أداة من أدوات الضغط على سير المفاوضات بين تل أبيب وبيروت فيما يتعلق بالحدود البحرية"، مشيراً إلى أن الحرب المقبلة سينجر إليها الطرفان بدون قرار.

وأوضح مجلي في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي يحاولان استبعاد خيار المواجهة العسكرية، والتي في حال اندلعت ستكون على شكل معارك لعدة أيام أو أكثر وتبادل للضربات العسكرية"، وفق تقديره.

وأضاف: "أي تفسير خاطئ لتلك التهديدات أو تسرع من قبل أي طرف سيؤدي إلى الانجرار نحو الحرب"، متابعاً: "أي حرب في الوقت الراهن ستكون مبينة على ردود الفعل وتفاقمها مسألة تحكمها الأوضاع الميدانية".

وأشار المجلي إلى أن "هناك سببا آخر يدفع حزب الله وأمينه العام للتهديد بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ويتمثل في وضعه السياسي الحرج على المستوى الداخلي"، لافتاً إلى أن الحزب يحاول تصحيح وضعه السياسي في لبنان.

وقال مجلي: "اللبنانيون يشعرون أن حزب الله بات عبئاً على بلادهم، ولا يرغبون بأي دور له على كافة المستويات، في حين يحاول الحزب البحث عن مخارج لإثبات حاجة لبنان له وطنياً، وذلك من خلال التلويح بعصى التهديدات الإسرائيلية".

وبين أن "حزب الله يعاني بشدة على المستوى الداخلي، ويحاول الخروج من أزماته بإطلاق التهديدات ضد إسرائيل، خاصة في ظل التقدم الحقيقي والكبير الذي تشهده مفاوضات ترسيم الحدود البحرية"، مستكملاً: "ما نراه من تهديدات مرتبط بهذا التقدم".

رؤية حزب الله

وبدوره، يرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن "الأوضاع الراهنة سواء في لبنان أو إسرائيل لا تؤهل الطرفين للدخول في مواجهة عسكرية سواء كانت واسعة أو محدودة"، مشيراً إلى أن ذلك يظهر جلياً في التقدم الحقيقي بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بالوساطة الأمريكية.

وقال أبو رمضان في حديثه لـ "إرم نيوز"، إن "حزب الله يحاول من خلال التلويح بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، فرض رؤيته وشروطه على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية"، مؤكداً أن الوضع السياسي الداخلي في لبنان، يجعل الحزب يفكر جيداً قبل الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

وأضاف أبو رمضان: "بتقديري أن أي مواجهة مقبلة بين حزب الله وإسرائيل ستكون بضغط من إيران ولأسباب أخرى بعيدة عن الشأن اللبناني"، مشيراً إلى أن الحزب لا يملك الدعم الشعبي لمواجهة إسرائيل عسكرياً في الوقت الحالي".

وبين أبو رمضان أن "الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون تجعل من الصعب الدخول في حرب عسكرية ستؤدي إلى زيادة احتقان الشارع اللبناني ضد حزب الله"، لافتاً إلى أن تراجع مكانة الحزب ظهرت بشكل واضح خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

ويرجح المحلل السياسي، أن يمضي لبنان قدماً في المفاوضات البحرية مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، مشدداً على أن خيار المواجهة العسكرية على الجبهة الشمالية لإسرائيل مستبعد تماماً في الوقت الحالي.

وختم قائلا: "لكن في حال إعلان أي طرف من الأطراف فشل المفاوضات البحرية أو وصولها إلى طريق مسدود؛ فإن المواجهة العسكرية ستكون الخيار الأبرز لحزب الله، وفرصة بالنسبة له لتحقيق أهداف سياسية على المستوى الداخلي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com