تقارب "مقلق" بين موسكو وبكين.. وأزمة العراق تنذر بموجة عنف جديدة
تقارب "مقلق" بين موسكو وبكين.. وأزمة العراق تنذر بموجة عنف جديدةتقارب "مقلق" بين موسكو وبكين.. وأزمة العراق تنذر بموجة عنف جديدة

تقارب "مقلق" بين موسكو وبكين.. وأزمة العراق تنذر بموجة عنف جديدة

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، آخر التطورات والملفات الشائكة على الساحة الدولية والعربية، وجاء في مقدمتها الأزمة المشتعلة بين الصين والولايات المتحدة، وسط تقارير تتحدث عن تقارب "مقلق" بين موسكو وبكين، ردا على "الاستفزازات" الأمريكية بحق الصين.

وسلطت صحف الضوء على الشأن العراقي، وناقشت بوادر أعمال عنف جديدة، في خضم أزمة سياسية متفاقمة منذ أيام.

محادثات روسية صينية "مقلقة" 

نقلت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية عن خبير حرب كبير تحذيره من أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، يستعدان لإجراء محادثات "مقلقة للغاية" بشأن إمدادات الأسلحة واستخدامها في الحرب بأوكرانيا، في خضم التوترات بين الصين والولايات المتحدة.

وصرح الخبير هاري كازيانيس، للصحيفة بأن "الوضع تغير الآن بين البلدين"، واصفا التهديدات من الصين بأنها "أخطر ما يواجهه الأمن القومي الغربي"، قائلا إن "الزعيم الصيني يبحث الرد على الولايات المتحدة بعد زيارة نانسي بيلوسي، ووفد من الكونغرس إلى تايوان".

وأضاف: "الصين تشعر بالضعف تجاه الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتزامها بالدفاع عن تايوان،" مشيرا إلى أن بكين تتطلع لـ"اختبار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن".

ورأى أن الصين قد تتعاون في الأيام المقبلة مع روسيا من أجل الضغط على إمدادات الأسلحة الأمريكية في أوكرانيا.

وتابع: "لن يتكلف الصينيون كثيرا، فبضع مئات من الطائرات دون طيار حديثة من الصين في ساحة المعركة في أوكرانيا ستحدث فرقًا كبيرًا لصالح روسيا".

ورأى كازيانيس أن "الخطة الصينية - إذا أقرت - ستضغط على واشنطن لمنح أوكرانيا مزيدا من الأسلحة".

ووصف كازيانيس الوضع برمته بأنه "مقلق للغاية"، قائلا: "أعتقد أن الغرب كان قلقًا بشأن روسيا وأوكرانيا، لكنني أعتقد أن التحدي كان دائمًا صعود الصين.. هذا هو حقا أكبر تهديد للأمن القومي".

فوضى داخل القوات الروسية 

وفي أوكرانيا، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن المستشار الرئاسي الأوكراني، ميخايلو بودولاك، قوله إن بلاده "تهدف لخلق فوضى داخل صفوف القوات الروسية".

وشدد بودولاك، في مقابلة مع "الغارديان"، على أن خطوط الإمداد الروسية سيتم استهدافها بشكل واسع في "الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة"، محذرا من "هجمات مماثلة للانفجارات التي وقعت خلال الايام الماضية في شبه جزيرة القرم".

وقال بودولاك: "تتمثل استراتيجيتنا في تدمير اللوجستيات وخطوط الإمداد ومستودعات الذخيرة والأشياء الأخرى للبنية التحتية العسكرية للروس.. هذه التحركات ستخلق فوضى داخل قواتهم".

وأوضح أن نهج بلاده "يتعارض مع استخدام موسكو قوة مدفعية لكسب الأراضي في منطقة دونباس الشرقية، التي شهدت تدمير القوات الروسية لمدن مثل ماريوبول وسيفيرودونتسك بالترتيب".

واعتبرت "الغارديان" تصريحات بودولاك اعترافا ضمنيا بأن أوكرانيا تكافح من أجل حشد العدد المطلوب من الجنود والمواد العسكرية اللازمة لمواصلة هجوم مضاد كامل لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية.

واختتم بودولاك: "لا يوجد احتمال بأن تتفاوض روسيا بجدية حتى تتعرض للهزيمة في ساحة المعركة".

العراق.. وبوادر عنف جديد

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على جبهة مشتعلة أخرى في الشرق الأوسط، وحذرت من أن حدة تصاعد الصراع على السلطة في العراق تنذر باندلاع أعمال عنف جديدة، في خضم أزمة سياسية متفاقمة في البلاد منذ أكثر من أسبوعين.

وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، إن "حصار أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، لمقر البرلمان في بغداد، تسبب في شل أي تقدم نحو تشكيل حكومة جديدة.

وذكرت الصحيفة: "قضى القادة السياسيون العراقيون الأشهر العشرة الماضية وهم يكافحون دون جدوى من أجل تشكيل حكومة، حيث غرقت بلادهم بشكل أعمق في الشلل السياسي في مواجهة الجفاف المتزايد والفساد المعوق والبنية التحتية المتداعية".

وأضافت: "هناك صراع على السلطة في العراق، حيث تتنافس الفصائل السياسية الرئيسية".

وقالت الصحيفة إنه رغم المحاولات الأمريكية لجعل العراق مركز قوة شيعيا بدل أن يكون أكثر توجها نحو الغرب من إيران، يفضل الصدر وخصومه السياسيون الشيعة نظاما سياسيا من شأنه أن يمنح مزيدا من السلطة لرجال الدين على غرار "الثيوقراطية" (الحكم القائم على الدين) المتبع في النموذج الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأمريكي السابق في العراق الباحث في "جامعة ييل" و"معهد الشرق الأوسط"، روبرت فورد، قوله: "نحن على موعد مع بداية نهاية النظام السياسي المدعوم من الولايات المتحدة في العراق.. ويبدو أيضاً أن رؤية أمريكا لمستقبل البلاد تتراجع أكثر فأكثر".

ورأت الصحيفة: "نظرًا لأن السياسيين ركزوا على السلطة أكثر من المصالح الوطنية، وجدت إيران أنه من الأسهل إقناع عدد من القادة السنة والأكراد والشيعة بدعم السياسات التي تهتم بها أكثر".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الأزمة التي تحيط بالعراق الآن تضع الصدر وأنصاره ضد تحالف الأحزاب الشيعية مع الميليشيات المرتبطة بإيران، في صراع على السلطة".

وقالت: "كانت حكومة مصطفى الكاظمي مترددة في تعطيل حصار أنصار الصدر، ما سمح للأخير بجعل البلاد رهينة قائمة شاملة من المطالب؛ وهي حل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة، وإدخال تغييرات على قانون الانتخابات وربما الدستور".

ونقلت الصحيفة عن عضو برلمان سابق مستقل، محمود عثمان، قوله عن حصار التيار الصدري للبرلمان: "يبدو الأمر وكأنه انقلاب سلمي؛ أي ثورة سلمية.. أقول سلمية لأن أتباع الصدر لا يحملون أسلحة.. الصدر، أقوى من البنادق.. إنه الآن الرجل القوي في الشارع وهو يفرض إرادته على الآخرين".

انتصار صيني على أمريكا والهند

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السفينة العسكرية الصينية التي رست الثلاثاء، في سريلانكا في أعقاب مشاجرة دبلوماسية عنيفة، بمثابة "انتصار" لبكين على الولايات المتحدة والهند اللتين اعترضتا بشدة على الخطوة الصينية.

وكانت السفينة العسكرية الصينية من طراز "يوان وانغ 5" رست في ميناء "هامبانتوتا" بجنوب سريلانكا وستبقى 3 أيام، وتم الترحيب بالسفينة باحتفال سريلانكي تقليدي حضره السفير الصيني والمشرعون السريلانكيون.

وأثارت نيودلهي وواشنطن مخاوفهما بشأن "الدلائل السياسية" المتعلقة بسفينة عسكرية صينية ترسو في ميناء "هامبانتوتا الدولي"، الذي أجرته الحكومة السريلانكية لشركة حكومية صينية في 2017 بعد أن فشلت سريلانكا في سداد ديونها للصين.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة أدانت قرار تأجير الميناء باعتباره "مثالًا رئيسيًا على ممارسات الإقراض الضارة" التي تتبعها الصين وتأثيرها المتزايد على الدول، مشيرة إلى أن "الميناء يُنظر إليه أيضًا على أنه موطئ قدم استراتيجي محتمل للبحرية الصينية لإبراز قوتها في المحيط الهندي والشرق الأوسط".

وقالت الصحيفة: "نيودلهي أيضا حذرت من أن السفينة الصينية، المزودة بأجهزة استشعار متطورة، يمكن أن تتجسس على منشآت الدفاع الهندية"، مشددة أنها "ستتخذ الإجراءات المضادة اللازمة لحماية أمنها القومي".

وجادل المسؤولون الهنود أيضًا، بأن بلادهم قدمت مساعدة مالية كبيرة في وقت سابق من العام الجاري إلى سريلانكا، وقالوا إن على الأخيرة أن ترفض دخول السفينة الصينية إلى "ميناء حساس قريب جدا من الهند".

ونقلت الصحيفة عن العضو السابق في المجلس الاستشاري للأمن القومي الهندي، براهما تشيلاني، قوله: "عندما توجه دولة صغيرة مفلسة مثل سريلانكا صفعة دبلوماسية لنيودلهي من خلال استضافة سفينة مراقبة صينية، فإن ذلك يعد تذكيرًا بالسياسة الخارجية الضعيفة للهند، وتراجع نفوذها في فنائها الاستراتيجي".

وكانت الهند قدمت الاثنين، طائرتي مراقبة إلى سريلانكا كبادرة صداقة، وتحت ضغط من الهند، طلبت سريلانكا الأسبوع الماضي من الصين تأجيل وصول السفينة، لكن ردت بكين، في المقابل، بغضب واتهمت دولا أخرى بالتدخل في تعاملاتها مع سريلانكا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن السفير السريلانكي السابق لدى روسيا، دايان جاياتيليكا، قوله: "يمكن أن تتوقع رد فعل غاضبًا من الحكومة الهندية، التي تشتبه منذ فترة طويلة في أن ميناء هامبانتوتا يمكن أن تستخدمه الصين في النهاية لأغراض مدنية وعسكرية".

وأضاف: "وصول سفينة عسكرية صينية لا يمكن أن يفلت من رد من القوة العظمى الأخرى في المنطقة.. ويمكن أن تتراجع الهند عن المساعدة الاقتصادية المقدمة لسريلانكا، أو إجراء أكثر حزما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com