آيزنكوت في صف غانتس وساعر.. استقطاب لـ"اليمين الناعم" ونتنياهو "الأكثر تضررًا"
آيزنكوت في صف غانتس وساعر.. استقطاب لـ"اليمين الناعم" ونتنياهو "الأكثر تضررًا"آيزنكوت في صف غانتس وساعر.. استقطاب لـ"اليمين الناعم" ونتنياهو "الأكثر تضررًا"

آيزنكوت في صف غانتس وساعر.. استقطاب لـ"اليمين الناعم" ونتنياهو "الأكثر تضررًا"

أثار اختيار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، خوض انتخابات الكنيست المقبلة ضمن القائمة الموحدة لزعيمي حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، وحزب "أمل جديد" جدعون ساعر، تساؤلات حول انعكاس ذلك على الساحة السياسية في إسرائيل.

ويخوض آيزنكوت انتخابات الكنيست المقررة، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في المركز الثالث بقائمة "المعسكر الوطني" التي يقودها غانتس، في حين سيكون ساعر في المركز الثاني بالقائمة، وذلك وفق ما أكده بيان صادر عن الجانبين.

وبحسب البيان، ستكون القائمة "أساسًا لتشكيل حكومة وطنية واسعة ومستمرة، وستؤدي لإنهاء الأزمة السياسية المتواصلة في إسرائيل، إلى جانب دفع المصالح الإسرائيلية القومية في الأمن والاقتصاد والأمن الداخلي والتربية والتعليم".

وجاء ذلك، بعد محاولات من زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد، ضم آيزنكوت لقائمته، في حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن انضمام آيزنكوت لمعسكر غانتس وساعر، سيعزز حظوظهما في انتخابات الكنيست المقبلة.

أسباب عديدة

رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن انضمام آيزنكوت لتحالف غانتس وساعر، يأتي لأسباب عديدة، أبرزها أن الجنرال الإسرائيلي "يدرك قدرته على جلب أصوات الجناح اليميني للكتلة الجديدة".

وأوضحت الصحيفة أن "آيزنكوت يسعى للسير على طريق مشابه للطريق الذي سار عليه غانتس بعد تقاعده من رئاسة الأركان، إضافة إلى معرفته الجيدة بجدعون ساعر خلال عمله بمكتب رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون".

وبحسب الصحيفة، فإن "الصداقة التي جمعت آيزنكوت بكل من غانتس وساعر، كانت عاملًا مهمًا في قراره".

ولفتت إلى أنه "من المتوقع أن تتضرر زعيمة حزب الروح الصهيونية أييليت شاكيد وشركاؤها من التحالف الجديد".

وأضافت أن "التحالف الجديد سيعود بالضرر أيضًا بشكل غير مباشر على حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، الأمر الذي سيصعب مهمة الليكود في تشكيل حكومة يمينية مكونة من 61 عضوًا بالكنيست المقبلة".

وفي السياق، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن آيزنكوت ليس أول رئيس أركان يقرر الترشح لانتخابات الكنيست بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن كثيرين قبله حاولوا ذلك بمفردهم ولكنهم فشلوا بذلك.

وأوضحت الصحيفة، أنه "عندما تطغى القضايا المدنية على القضية الأمنية، سيواجه شريك غانتس وساعر الجديد بعض التحديات، مشيرة إلى أن نجاحه في ساحة المعركة لا يعني بالضرورة أنه سيحقق النجاح في السياسة".

قطب أمني

وفي السياق، يرى خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن حزب "الليكود" الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو سيكون "الأكثر تأثرًا" بقرار آيزنكوت، خاصة أن القائمة الجديدة تسعى لاستقطاب أعضاء "اليمين الناعم" للتصويت لصالحها.

وقال المحلل السياسي، أليف صباغ، إن "غانتس يحاول خلق قطب أمني في إسرائيل، خاصة مع طموحاته في تولي منصب رئيس الوزراء، حيث إنه يعتقد أن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ليس أفضل منه في الحصول على المنصب".

وأوضح صباغ، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "غانتس يسعى للضغط على لابيد من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء البديل على الأقل"، مشيرًا إلى أن لابيد "قابل للتعاطي مع أي ضغوط من أجل منع نتنياهو من العودة لحكم إسرائيل".

وأضاف صباغ: "يعتقد غانتس وساعر أنه من خلال ضم الشخصيات الأمنية لقائمتها الجديدة يمكنها استقطاب قوة يمينة من الجمهور الذي يصوت لحزب الليكود"، متابعًا: "هذا مكسب نسبي للقائمة وسيؤثر في نتائج انتخابات الكنيست المقبلة".

ويرى المحلل السياسي، أن "معسكر غانتس وساعر سيحققان مكاسب جديدة في انتخابات الكنيست المقبلة، خاصة بعد انضمام آيزنكوت لهما"، مضيفًا: "هناك سعي لتشكيل قوة أمنية مرضية للجمهور الإسرائيلي، تظهر قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والمخاطر التي تواجه إسرائيل".

وأشار إلى أن "رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد لا يشكل بالنسبة للجمهور الإسرائيلي قيادة أمنية، وهي الثغرة التي يسعى غانتس لاستغلالها"، مبينًا أن "التحديات الأمنية لإسرائيل جزء من الصراع القائم بين غانتس ولابيد".

ولفت صباغ، إلى أن "آيزنكوت شخصية مرضي عنها أمريكيًا ولديها حضور في الشارع الإسرائيلي وستعطي قائمة غانتس وساعر نوعًا من الهيبة الأمنية"، مستدركًا: "لكنه لا يشكل نقطة جذب لمعسكر لابيد وإنما لمعسكر اليمين والليكود".

وأكمل بالقول: "في تقديري غانتس يسعى من خلال هذه الخطوة لتعزيز قوته لمساومة لابيد على رئاسة الوزراء كما فعل نفتالي بينيت، العام الماضي؛ وربما يحصل على ذات التنازلات التي حصل عليها بينيت في حينه".

وبين المحلل السياسي، أن "القوة الأمنية للكتلة الجديدة يمكن أن تجعل غانتس شخصية مهمة بنظر الجمهور الإسرائيلي الذي لديه الكثير من المخاوف الأمنية، وبالتالي تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست"، وفق تقديره.

إضعاف الليكود

من ناحيته، يرى المحلل السياسي حسن عبده، أن "دخول آيزنكوت وهو الشخصية العسكرية الوازنة إلى الساحة السياسية سيكون له أثر كبير على نتائج الانتخابات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أنه سيؤثر بشكل أساس على قوة "الليكود".

وأوضح عبده، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الشخصيات الثلاث لهم ثقافة ليكودية، وبالتالي التأثير الأكبر سيكون على حزب نتنياهو"، مستدركًا: "لكن القائمة الجديدة لن تتجاوز المرتبة الثالثة في الكنيست المقبلة، على الرغم من التوقعات بحصولها على مقاعد إضافية".

وفيما يتعلق بتأثير ذلك على كتلة لابيد، قال عبده، إن "الصراع الدائر الآن بين لابيد وقائمة غانتس يتمثل في محاولة استقطاب اليمين الناعم في إسرائيل، وبالتالي، فإن حزب لابيد لن يتأثر بانضمام آيزنكوت للقائمة الجديدة".

وأشار عبده، إلى أنه "وعلى الرغم من المتغيرات الجديدة إلا أن الأزمة الحكومية في إسرائيل ستستمر ولن يكون بمقدور نتنياهو الحصول على المقاعد التي تمكنه من تشكيل حكومة يمينية، كما أن المعسكر الآخر لن يتمكن من تشكيل أي حكومة دون دعم عربي"، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com