نواب إسرائيليون يطالبون قناة "كنيست" بمنع بث برنامج حول الصراعات بين اليهود

يحاول نواب إسرائيليون التصدي لبرنامج جديد، من المفترض أن يقدمه الصحفي والإعلامي الشهير، يارون لوندون، عبر قناة (كنيست) الرسمية، بدءًا من ليلة التاسع من آب/ أغسطس الجاري، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية السابعة، اليوم الخميس.

ويقود عضو الكنيست يسرائيل آيخلر، من حزب "يهدوت هتوراة" المتشدد دينيًا، مبادرة تهدف إلى منع بث هذا البرنامج، الذي يركز على القضايا الخلافية والصراعات بين اليهود.

وأرسل نواب كُثر يتقدمهم آيخلر، خطابًا، الخميس، إلى مدير عام القناة إلعاد رونين، ونسخة منه إلى رئيس الكنيست النائب ميكي ليفي، من حزب "هناك مستقبل" الوسطي الليبرالي، لحثهما على منع بث هذا البرنامج بكل الطرق.

حروب اليهود

ويجري الحديث عن برنامج حواري يحمل اسم "حروب اليهود"، يُفترض أن يستضيف لوندون خلاله خبراء ومؤرخين وغيرهم، للحديث حول صراعات سياسية وغير ذلك بين اليهود.

وعدا عن النائب آيخلر، وقَّع الخطاب الذي يطالب بمنع بث البرنامج على قناة "كنيست" الرسمية، النائب الحريدي الأشكنازي مِئير بروش، من "حزب يهدوت هتوراة"، والنائب الحريدي الشرقي يِنون أزولاي من "حزب شاس"، والنائب اليميني المتطرف إيتامار بن غِفير من حزب "عوتسما يهوديت".

وورد في الخطاب المشار إليه: "تعتزم قناة (كنيست) بث برنامج عن تاريخ الخلافات بين الشعب اليهودي، سيقدمه الصحفي يارون لوندون. ونود أن نلفت انتباهكم إلى أن هذا ظلم كبير، ينطوي عليه هذا البرنامج؛ إذ إن قناة حكومية برلمانية، تُموَّل من جيوب دافعي الضرائب، بصدد بث محتوى يركز على التَشرذُم اليهودي على مر الأجيال".

وأضاف الموقعون على الخطاب: أن "الأيام المقبلة ستشهد انتخابات برلمانية من شأنها أن تخلق تصدعًا بين المواطنين، في وقت سيتسبب فيه البرنامج في تعميق الشِقاق، والتسبب في حالة من التحريض الخطير".

لوندون والحريديم

واقتبس النواب بعضًا من الأقاويل التي نُسبت للصحفي يارون لوندون في الماضي بشأن الجمهور الحريدي، وكتبوا على سبيل المثال: "نود أن نذكركم بأن الصحفي يارون لوندون، استعان في الماضي بألفاظ فظّة ضد الجمهور الحريدي، والجمهور الديني القومي، واليمين التقليدي".

ودللوا على ذلك بتوصيته بالعمل من أجل "تقليص حجم الحريديم".

وأضافوا أيضًا أنه بعد "كارثة ميرون"، التي راح ضحيتها 45 حريديا في 30 نيسان/ أبريل 2021، بسبب التدافُع، واعتبرت يوم حداد وطني، كتب لوندون أنه "لا يود الحداد على كارثة ميرون"، وقال: "نحن والحريديم لسنا أبناء شعب واحد".

ووفق ما نقلته القناة الإسرائيلية السابعة عن النواب وخطابهم، أنه "لو دُعي لوندون لتقديم برنامج بقناة كنيست عن الأحوال الجوية أو عرض مشاهد من الطبيعة الأفريقية، لكنا قد تغاضينا عن الأمر، لكننا صُدمنا حين نما إلى أسماعنا أن لوندون هذا، سيقدم برنامجًا عن حروب اليهود؛ إذ ستُعرض فيه اليهودية المخلصة (يقصدون التيار الحريدي) كمتهمة بالعداء مع الدولة".

ورأى الموقعون أنه "لمن دواعي السخرية أن يكون البرنامج الأول الذي سيُبث ليلة التاسع من آب/ أغسطس، هو هذا البرنامج (يواكب التاسع من آب عند اليهود ذكرى ما يعتبرونه خراب الهيكل الأول على يد البابليين، وهو يوم صيام وحداد).

ما بعد الانتخابات

ومن بين المطالب التي وضعها النواب، إمكانية تأجيل بث البرنامج إلى ما بعد انتخابات الكنيست في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وورد في الخطاب: "نطالب بإرجاء بث البرنامج على الأقل إلى أن تنتهي الانتخابات، وإذا كان لا بد من عرضه، على الأقل من أجل منع هذا التحريض المخزي والحاد بقناة كنيست".

وختم النواب بالقول: "يُحظر أن تُوصَم قناة كنيست بوصمة العداء والكراهية، إذ تتناقض هذه الخصال مع قاعدة ضرورة وجود قناة تنتمي لكل مواطني إسرائيل".

يذكر أن يارون لوندون الذي تجاوز عمره العقد الثامن، يعد واحدًا من أشهر الإعلاميين والصحفيين والكُتاب في إسرائيل.

وعمل لوندون الذي يوصف من النواحي الدينية بأنه ملحد، ممثلًا سينمائيًا وتلفزيونيًا من قبل، وكانت آخر مشاركة له في مسلسل تلفزيوني عُرض للمرة الأولى عام 2018 عبر قناة "كان 11"، ويحمل اسم "ستوكهولم"، إضافة إلى انخراطه في مجال كتابة الشعر الغنائي.