من هو أيمن الظواهري؟
من هو أيمن الظواهري؟من هو أيمن الظواهري؟

من هو أيمن الظواهري؟

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم، عن نجاح واشنطن في قتل أيمن الظواهري، في نهاية متوقعة للطبيب الجرّاح الذي يعد أحد أبرز أعداء أمريكا منذ انضمامه لتنظيم القاعدة الذي تحاربه أمريكا، ومن ثم توليه زعامة التنظيم.

فكيف تحول الشاب المصري المتفوق في دراسته من مقاعد مدارس وجامعات القاهرة إلى خصم لدود لواشنطن، ويكون أحد المتهمين بالوقوف خلف هجمات سبتمبر/أيلول عام 2001 في نيويورك.

نشأة علمية ومحافظة

ولد أيمن محمد ربيع الظواهري في مدينة القاهرة يوم 19 يونيو/حزيران عام 1951، وينتمي لعائلة مصرية برز العديد من أبنائها في عدة فروع علمية، إذ بينهم أطباء وصيادلة ومحامون، بجانب رجال دين في الأزهر، المؤسسة الدينية الأشهر في مصر وربما العالم الإسلامي.

فقد تقلد جده ربيع الظواهري، منصب شيخ جامع الأزهر، كما كان والده محمد الذي توفي في العام 1995 أستاذاً في علم الصيدلة، ليربى في كنف أسرة من الطبقة المتوسطة في حي المعادي بالقاهرة، وسط جو ديني محافظ، وأسرة محبة للعلم.

الميول نحو الجماعات الإسلامية

تأثر الظواهري في بداية شبابه شأن كثير من أبناء جيله، بكتابات سيد قطب، أشهر منظري جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد من أقدم الجماعات الإسلامية وأكبرها في مصر.

وقبل أن ينهي مراحل دراسته التي توجها بالتخرج من كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1974، كان قد شارك في نشاطات حركات الإسلام السياسي، وقد اعتقل في سن الخامسة عشرة، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

التحق بصفوف الجيش المصري ضمن الخدمة الإلزامية المفروضة على الشبان، وبقي لمدة ثلاث سنوات جراحاً في خدمته العسكرية.

وواصل الظواهري بعدها دراسته للطب بشكل تخصصي، وحصل عام 1978 على درجة الماجستير في الجراحة.

ورغم نشاطه المستمر مع الجماعات الإسلامية التي كانت نشطة في بداية شبابه، فقد أسس عيادة طبية في إحدى ضواحي القاهرة.

السجن في مصر

في عام 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، إذ يُعتقد أنه كان ملتحقاً بجماعة الجهاد الإسلامي المصرية منذ تأسيسها في العام 1973.

تمت تبرئة الظواهري يومها في قضية اغتيال السادات، لكنه أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن مدة 3 سنوات، ليغادر إلى السعودية عقب الإفراج عنه في العام 1985.

العمل من خارج مصر

كان الظواهري عند خروجه من السجون المصرية، على معرفة بواقع باكستان وأفغانستان، إذ سبق له بين عامي 1980 و1981، أن سافر إلى بيشاور في باكستان لعلاج اللاجئين المتضررين من الحرب الأفغانية بصفته عامل إغاثة مع الهلال الأحمر.

وتوجه بعد تلك المحطات، إلى بيشاور في باكستان ومن ثم أفغانستان المجاورة، وأسس هناك فصيلاً لحركة الجهاد الإسلامي المصرية، بجانب عمله في تخصص الطب في البلاد الخاضعة لحكم السوفييت.

لمع نجم الظواهري بعد تلك الرحلة بشكل تدريجي على مستوى جماعات الإسلام السياسي المسلحة، وتولى عام 1993، قيادة جماعة الجهاد التي وقفت في منتصف تسعينيات القرن الماضي وراء عدة هجمات مسلحة ودامية في مصر، وبينها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي.

وفي نهاية التسعينيات كان القضاء المصري قد حكم بالإعدام غيابيا على الظواهري لدوره في الكثير من الهجمات في مصر، التي راح ضحيتها مدنيون مصريون وسياح أجانب.

اللقاء مع بن لادن

وفي تسعينيات القرن الماضي ذاته، جرى أول لقاء فيما يبدو بين الظواهري وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ليصبح فيما بعد ثاني رجل في التنظيم قبل أن يتولى قيادته عام 2011 عندما نجحت واشنطن في قتل بن لادن بعملية عسكرية استهدفته في مخبئه بمنزل في باكستان.

ففي بداية مغادرته لمصر منتصف الثمانينيات الماضية، تنقل بين باكستان وأفغانستان ودول أخرى مستخدماً جوازات سفر مزورة، ليحط رحاله في إحدى المحطات في السودان التي قصدها بن لادن عام 1992 قبل أن يتم طرد بن لادن وأنصاره منها فيما بعد.

شهد العام 1997 محطة مهمة في حياة الظواهري، ففي ذلك العام انتقل إلى مدينة جلال أباد الأفغانية، حيث كان بن لادن يقيم، وهناك تم إعلان تأسيس "الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" في العام 1998، وقد ضم تنظيم الجهاد برئاسة الظواهري ومجموعات راديكالية أخرى، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة برئاسة بن لادن.

واتهمت واشنطن الجبهة بعد ذلك بالوقوف خلف هجمات متزامنة استهدفت السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا ما تسبب بمقتل 223 شخصا، ما دفع الولايات المتحدة لقصف معسكرات تدريب للجماعة في أفغانستان.

ومنذ الثاني من مايو/أيار عام 2011، أصبح الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بعد مقتل مؤسسها بن لادن، كما أصبح أشهر منظريها من خلال ظهوره في تسجيلات صوتية ومرئية عديدة للحديث عن القاعدة وعملياتها وأفكارها وحشد التأييد لها.

فقد كان الظواهري في فترة زعامة بن لادن للتنظيم، الرجل الثاني في القاعدة، وورد اسمه ثانياً بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من المطلوبين للولايات المتحدة التي تتهمه بكونه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ورصدت واشنطن منذ سنوات مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى الظواهري، لكن من غير المعروف إن كان أحد ما قد حصل على تلك الهدية بعد مقتل الظواهري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com