هل تصلح الانتخابات الجزئية العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات الجزائرية؟
هل تصلح الانتخابات الجزئية العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات الجزائرية؟هل تصلح الانتخابات الجزئية العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات الجزائرية؟

هل تصلح الانتخابات الجزئية العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات الجزائرية؟

تستعد السلطات والأحزاب السياسية في الجزائر للانتخابات الجزئية في منطقة القبائل التي تعرف تاريخيا بـ"معارضتها" للسلطة؛ ما يفتح الباب أمام إصلاح العلاقات بين الجانبين، بعد أن رفض سكان المنطقة إجراء الانتخابات العام الماضي.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ "إرم نيوز"، إن انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول المقبل ستشمل محافظتين هما بجاية وتيزي وزو.

وأوضحت المصادر أن السلطات بدأت التحضير للانتخابات البلدية بعد توقيع الرئيس عبدالمجيد تبون مرسوما رئاسيا ينص على دعوة الناخبين في ست بلديات إلى هذا الاستحقاق، الذي إذا نجح سيكون بمثابة وضع حد للقطيعة بين المنطقة والسلطات وفق المصادر ذاتها، لا سيما أن أحزابا سبق أن رفضت الانخراط في مسارات السلطة أعلنت مشاركتها في هذا الاستحقاق مثل حزب جبهة القوى الاشتراكية.

وعلق وليد زعنابي، الأمين الوطني المكلف بالاتصال في جبهة القوى الاشتراكية بأن مشاركة حزبه في هذه الانتخابات المحلية الجزئية أكدها بيان الحزب وتشمل بلديتين في محافظة تيزي وزو و4 بلديات في بجاية، وهي تعتبر امتدادا للانتخابات المحلية التي جرت في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2021.

وأضاف زعنابي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": "صنفنا مشاركتنا حينها بأنها مشاركة سياسية ووطنية أملاها الواقع الداخلي للبلاد، وكذلك كل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالجزائر المتسمة بالتسارع والدقة ونفس الصفة نضفيها على هذه المشاركة اليوم ".

وأكد أن حزبه "واظب تاريخيا على المشاركة في الانتخابات المحلية أيا كانت السياقات والظروف عكس الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهذا نتيجة لرؤية الحزب لهذا الاستحقاق المحلي بأنه محطة للاحتكاك المباشر مع المواطن ورهاناتها تمس الحياة اليومية للمواطن، وبالتالي نتائجها قد تلعب دورا مباشرا في مرافقة المجتمع وقواه المحلية وتوجيهها وهيكلتها".

وبين زعنابي أن "هذه الانتخابات هي منبر للترويج للمشروع السياسي للحزب الذي يدعو إلى التغيير السلمي والجذري عبر حوار وطني شامل، وأيضا لإرساء مقاربتنا للتسيير المحلي القائمة على الديمقراطية التشاركية الفعلية والتضامن المحلي"، بحسب قوله.

وحول ما إذا كان هذا الاستحقاق يجسد إصلاح العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات قال زعنابي، إن "الانتخابات المحلية الماضية كانت في سياق اتسم بالعزوف وعدم الاكتراث الشعبي نتيجة لتراكم سياسات سلطوية فاشلة منذ عقود، وهذا السياق عم كل ربوع الوطن وليس منطقة أو محافظة في حد ذاتها، ونحن نريد إطلاق مسار سياسي جامع يعيد الثقة والأمل".

من جانبه، رأى النائب البرلماني السابق والخبير السياسي هواري التغريسي أن نجاح هذه الانتخابات الجزئية سيغلق القوس، بشأن ما يقال حول العلاقة بين منطقة القبائل والسلطات.

وأكد التغريسي في تصريحات أدلى بها لـ "إرم نيوز"، أن "الانتخابات ستنجح، خاصة أنه على مستوى التنمية المحلية، إذ يشعر المواطن بالفرق بين المجالس المنتخبة ومجالسه غير المنتخبة".

وأوضح أن "هناك بعض الأحزاب التي ستدخل في هذه الانتخابات منها جبهة القوى الاشتراكية وسنرى حركية بالنسبة للعملية الانتخابية وممثلين آخرين قد يدفعون بالمشهد نحو مزيد من الديناميكية".

وأكد أن "هذه السنة كانت ثقيلة على سكان البلديات التي لم تتم فيها الانتخابات لكن طريقة اختيار وحسن اختيار المنتخبين ستعطي نتائج طيبة، والفرق سيكون شاسعا بين المنتخب وغير المنتخب لتحقيق تنمية محلية" وفق قراءته.

وحول العلاقات بين السلطات ومنطقة القبائل ختم التغريسي بالقول، إن "نجاح هذا الاستحقاق سيمثل غلقا لقوس ما يقال بشأن العلاقة بين المنطقة والسلطات".

مضيفا: "اليوم هناك عقلاء في منطقة القبائل وهناك أحزاب لها وزنها في منطقة القبائل سيعطون حلولا وهناك تغير كبير منذ الانتخابات السابقة ورأينا كيف تعاملت المنطقة مع السلطة بحكمة، منطقة القبائل تتغير ولم يعد فيها نفس الأفراد الذين خلقوا بيروقراطية انتخابية"، بحسب تعبيره.

يشار إلى أن الانتخابات البلدية جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 في الجزائر لكنها فشلت في المناطق المذكورة بسبب رفض واسع لها من قبل السكان وبعض المكونات السياسية؛ وهو ما يشكل تحديا للسلطات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com