أنباء توحيد الجيش تثير استنفارا في صفوف ميليشيات غرب ليبيا
أنباء توحيد الجيش تثير استنفارا في صفوف ميليشيات غرب ليبياأنباء توحيد الجيش تثير استنفارا في صفوف ميليشيات غرب ليبيا

أنباء توحيد الجيش تثير استنفارا في صفوف ميليشيات غرب ليبيا

كشفت مصادر عسكرية ليبية مطلعة عن حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف عدد من الميليشيات المتمركزة غرب ليبيا وذلك تزامنا مع اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة.

وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن الاستنفار يأتي بعد أن أدركت الميليشيات خطر تفكيكها ونزع سلاحها، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الاجتماع الذي شهد تقاربا لافتا بين الجيش الوطني الليبي والوفد العسكري الممثل لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة.

وأكدت المصادر أن نجاح اجتماع ممثلي الجيش الوطني الليبي بقيادة رئيس الأركان الفريق أول عبد الرزاق الناظوري مع رئيس أركان المنطقة الغربية اللواء محمد الحداد، وهو أول اجتماع لهما في العاصمة طرابلس، أثار حالة من القلق والاستنفار في صفوف الميليشيات، وسط أنباء عن اعتزامها إثارة توترات في قادم الساعات.

إغلاق الطريق الساحلي

وربطت المصادر بين هذه الأنباء وقيام مسلحين ليبيين، مساء الثلاثاء، بإغلاق الطريق الساحلي الذي يربط بين سرت ومصراتة بعد أن تم فتحه في وقت سابق في خطوة عُدت وقتها نجاحًا للجنة العسكرية المشتركة 5+5، ومؤشرًا على بداية تقارب بين الفرقاء الليبيين.

وأفاد موقع ”بوابة الوسط“ الإخباري، أن مسلحين من مدينة مصراتة قاموا بإغلاق الطريق الساحلي 60 كلم غرب مدينة سرت، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين فقط ما أدى إلى توقف الحركة على الطريق أمام المسافرين، وشاحنات نقل البضائع، وسيارات الإسعاف التي تقل المرضى بين الشرق والغرب.

وفي السياق ذاته، أطلقت عدة شخصيات ليبية محسوبة على الميليشيات المسلحة في الساعات الأخيرة نداءات للميليشيات بالتحرك متذرعة بإمكانية توصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة لصفقة مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وأعلن سهيل الغرياني، نجل المفتي المعزول الصادق الغرياني، أنهم سيكونون ضد الدبيبة إذا تصالح مع حفتر، على غير "شروط أهل الشرع"، بحسب تعبيره.

وقال الغرياني في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": “الناطق باسم الحكومة محمد احمودة، قال إن اجتماع الحداد والناظوري في طرابلس كان بإشراف المجلس الرئاسي ورئاسة الأركان العامة ولم يتم بتنسيق رئيس حكومة الوحدة ولا إشرافه ولم يحضره”.

وأضاف “نحن ضد الدبيبة إذا تصالح مع حفتر على غير شروط الصلح التي يقرها أهل الشرع من استيفاء المظالم وتعويض المتضررين وكذلك بالمرة لن ننسى المنفي الذي لازم وضع الطيران في طرابلس والتزم الصمت بينما هو المسؤول عن حضور الناظوري ومقابلة رئيس أركانه التابع له ”ط"، وفق قوله.

دعوات للتحشيد

ومن جانبه، طالب مروان الدرقاش الناشط المقرب من الميليشيات، بالقبض على كل من شارك في استقبال رئيس أركان الجيش الليبي، عبد الرازق الناظوري، وأولهم المجلس الرئاسي، بحسب تعبيره.

وقال الدرقاش في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": “كلام في القانون وليس في السياسة. أصدر النائب العام العسكري أمر قبض على الناظوري عام 2019 وهذا الأمر ما زال سارياً ولم يتم إلغاؤه”، وفقا لقوله.

وأضاف “قانوناً كل من شارك في استقبال الناظوري في طرابلس هو متلبس بجريمة التستر على متهم مطلوب القبض عليه. بدايةً من القائد الأعلى “في إشارة للمجلس الرئاسي” إلى من وضع له البساط الأحمر”.

وبدوره، حث وزير الثقافة الأسبق، المقرب من الإخوان، الحبيب الأمين، من وصفهم بـ "ثوار ليبيا" على جمع الصفوف واستعراض القوة، لأنها معيار البقاء.
وقال الأمين، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، “على ثوار فبراير الأحرار الباقين على العهد للوطن والوعد للشعب جمع صفوفهم وقول كلمتهم واستعراض قوتهم”.

وتابع؛ “طالما هناك من يسرق السلطة ويحتكرها ويرتبها لائتلاف نظام العسكر، والفاتح من سبتمبر (في إشارة إلى نظام القذافي)، والسراق، ومرتزقة الظروف، ومتحولي الولاء للواقف، ومن يدفع، فليفرضوا وجودهم بقوة طالما القوة هي معيار البقاء"، على حد قوله.

استعراض للقوة

وعلق النائب في البرلمان الليبي علي التكبالي على هذه الدعوات بالقول إن "المقاتلة لن تسمح بأي تقارب بين الجيشين، الميليشيات المسيطرة التي تخاف على سلطتها ولن تسمح بأن يتبدل هذا الشأن فالسكوت الأول كان مجرد تربص وانتظار لاستطلاع الأمر".

وقال التكبالي في تصريحات لـ "إرم نيوز" "الآن خروج ابن المفتي المعزول هو بمثابة ضوء أخضر للميليشيات حتى تتحرك، والدبيبة لولا الميليشيات لما بقي في طرابلس، وهو يعتمد المال لرشوة الميليشيات لكن إلى متى؟ الميليشيات ليس لها ولاء مطلق لأحد وهي تتصرف بحساباتها الخاصة، و بالتالي أعتقد أن كلام المفتي اليوم هو إيعاز للميليشيات بأن تتكلم وتتحرك".

لكن المحلل السياسي كامل المرعاش قال إن "هذا التيار الداعي لتحرك الميليشيات، ليس له ثقل عسكري كبير وحتى التأييد الشعبي له تقلص كثيرًا".

وأضاف "هناك خلخلة حقيقية وانقسامات حادة لميليشيات شمال غرب تضعفها بشكل كبير، وذلك بدا واضحا حتى في مواجهة الميليشيات الموالية لفتحي باشاغا والتي تستعد للدخول الى طرابلس، والتي لا يمنعها إلا الموقف التركي والمرتزقة السوريون المتواجدون في طرابلس والذين سيشكلون بانحيازهم ثقلًا كبيرًا ضد الميليشيات الموالية لفتحي باشاغا وهذا ما يجعله يثريت في الدخول حتى يضمن عدم تدخل الأتراك عسكريا لحماية حكومة الدبيبة من السقوط".

وأكد المرعاش في تصريحات أدلى بها لـ "إرم نيوز": "بخصوص مسألة تحرك الميليشيات فقد تعود سكان طرابلس على هذه التصرفات من قبل زعماء هذه العصابات في الاستعراض وخلق الازدحامات في الشوارع والطرقات بعرباتهم العسكرية وخلق أجواء التوتر. ولا أعتقد أنها تمثل استنفارًا للحرب، خصوصًا أن انتشار ميليشيات طرفي الصراع ليس له محددات جغرافية واضحة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com