أعلنت ميليشيات الحوثيين، اليوم السبت، رفض مخرجات القمة العربية الأمريكية التي شهدتها مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، سيما تلك المتعلقة باليمن.
واتهم ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين دول التحالف العربي بعدم الالتزام بتنفيذ بنود الهدنة الأممية الجارية.
وقال المجلس، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها الخاضعة لسيطرة الحوثي، إن الهدنة "مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل، مع الاستعداد الدائم لتعزيز أي جهود تتسم بالمصداقية وتقود على نحو مضمون إلى معالجات حقيقية وعملية في الجانبين الإنساني والاقتصادي".
وندد المجلس بما سماها "التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لليمن التي تمثل الإعاقة الكبرى للسلام".
وقالت ميليشيات الحوثيين إن "السلام في اليمن يتطلب إرادة واضحة وجادة واستعدادا عمليا من قبل دول العدوان (أي التحالف العربي) لاحترام سيادة واستقلال اليمن، والانخراط بشكل عملي في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وأي شكل من أشكال التواجد العسكري في اليمن، إلى جانب معالجة كل آثار وتداعيات الحرب، وفي مقدمة ذلك الإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار والتعويض وجبر الإضرار"، حسب تعبيرها.
وزعمت ميليشيات الحوثيين أنها قدمت الكثير من المبادرات والتنازلات، في وقت تتمسك فيه دول التحالف العربي "بالحصار وإعاقة تدفق السفن إلى ميناء الحديدة"، نافية وجود "أي مصداقية في أي حديث أمريكي أو سعودي عن موضوع السلام".
وأكدت ميليشيات الحوثيين على ما سمته بـ"حقها الكامل في مواصلة النضال واتخاذ ما تراه من الإجراءات والخيارات التي تضمن حقوق الشعب اليمني كاملة غير منقوصة، وترفض كل محاولات الانتقاص منها أو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال".
يذكر أن بيان القمة الختامي رحب ”بالهدنة في اليمن، وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها قرار 2216".
ودعا القادة المجتمعون جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة.
كما أكد البيان الختامي أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن“.
ويأتي موقف الحوثيين الرافض لمخرجات القمة العربية الأمريكية في وقت يتواصل فيه تعنتهم ومراوغاتهم فيما يتعلق بالبند الرابع من الهدنة اليمنية الخاص بفتح الطرقات في تعز والمحافظات الأخرى.
وكان رئيس الوفد الممثل عن الحكومة اليمنية في المفاوضات المتعلقة بفتح الطرقات، عبدالكريم شيبان، قد أشار في رسالة بعثها إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، قبل أكثر من أسبوعين، إلى تلاعب الحوثيين بالبند الرابع من بنود الهدنة، في وقت نفذ فيه الجانب الحكومي كل البنود المتعلقة من جانبه كـ"فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة (الخاضعين للحوثيين) لدخول سفن المشتقات النفطية".
وسبق أن أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة المقدمة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، أن الهدنة وتجديدها أتاح استمرار وصول الوقود عبر ميناء الحديدة، كما تمكن قرابة 7 آلاف يمني من استخدام مطار صنعاء الدولي (ذهابًا وعودة) عبر 15 رحلة طيران تجارية.
وأعلن غروندبرغ، في إحاطته، رفض ميليشيات الحوثيين المقترح المحدّث الذي قدمه بشأن الفتح التدريجي للطرقات في تعز، وأبلغوه أنهم لا يقبلونه.