الإسعاف الإسرائيلي: مقتل شخصين في كريات شمونة بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان
احتشد مئات الآلاف من أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر في شوارع بغداد تلبية لدعوته إلى إقامة صلاة الجمعة في استعراض للقوة أمام خصومه السياسيين.
وتعهد الصدر، الزعيم الشيعي الذي احتل حزبه المركز الأول في الانتخابات العامة التي أجريت، في أكتوبر/ تشرين الأول، بحل الجماعات المسلحة العراقية القوية الموالية لإيران ومحاسبة السياسيين العراقيين الفاسدين.
لكن الصدر أمر جميع النواب عن حزبه، وعددهم 74، أي حوالي ربع أعضاء البرلمان، بالاستقالة، الشهر الماضي، بعد أن فشلت محاولاته بتشكيل حكومة خالية من الأحزاب المدعومة من إيران التي هيمنت على العديد من مؤسسات الدولة لسنوات.
ودفعت الانقسامات بين الصدر والجماعات المتحالفة مع إيران وكذلك الأكراد، الذين يتنافسون على منصب الرئيس العراقي، البلاد بالفعل إلى البقاء لثاني أطول فترة دون حكومة منتخبة. وتدير الدولة حاليًا الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة مصطفى الكاظمي.
ويخشى المسؤولون العراقيون، خاصة المقربين من إيران، أن يستغل الصدر الآن قاعدة أنصاره العريضة وأغلبها من طبقة العاملين الشيعة لعرقلة محاولات تشكيل حكومة أو التهديد بإسقاط أي حكومة قادمة بالاحتجاجات.
وقال رياض الحسيني (42 عامًا)، وهو حرفي من مدينة الحلة في الجنوب سافر إلى بغداد وقضى ليلته في الشارع أمام المنصة حيث كان يأمل أن يظهر الصدر: "يمكن أن نكون ملايين اليوم... إذا دعا الصدر إلى الإطاحة بالأحزاب الفاسدة التي تتولى السلطة سيرحلون في غضون ساعة".
وحضر أنصار الزعيم الشيعي من مختلف المناطق في جنوب ووسط العراق صلاة الجمعة في ظل درجات حرارة مرتفعة بمدينة الصدر، إحدى مناطق بغداد حيث يعيش الملايين من أتباع رجل الدين.
ولم يحضر الصدر الصلاة رغم ما تردد عن أنه سيُلقي خطبة حماسية.
وفي المقابل، كرر أحد النواب دعوات الصدر للحكومة المقبلة لحل الجماعات المسلحة الموالية لإيران ومعاقبة السياسيين الفاسدين على إهدارهم ثروة العراق النفطية الهائلة. ويرى مسؤولون عراقيون ومحللون مستقلون أن الدعوات موجهة إلى خصمه اللدود رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وقال النائب محمود الجياشي: "لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميليشيات منفلتة، لذا عليهم أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حل جميع الفصائل... إن أولى خطوات التوبة هي محاسبة فاسديهم علنًا وبلا تردد".
وتقع مهمة تشكيل الحكومة الآن على عاتق خصوم الصدر المتحالفين مع إيران والأحزاب السنية والكردية في البلاد.
الاحتفاظ بقدم في السلطة
قبل سحب نواب حزبه، دفع الصدر من أجل تشكيل ائتلاف مع حلفاء من السنة والأكراد لتشكيل ما أسماه حكومة أغلبية وطنية، وهو تعبير غير مباشر يرمز إلى حكومة خالية من الأحزاب المدعومة من إيران.
ويلقي كثير من العراقيين باللوم على تلك الجماعات في سوء إدارة البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، العام 2003، والذي أطاح بصدام حسين، ودفع الأغلبية الشيعية في العراق إلى تولي السلطة.
وينأى الصدر بنفسه عن تفاصيل السياسة اليومية، ولا يترشح لشغل منصب، لكنه احتفظ دائمًا بقدم له في السلطة.
ولا يزال أنصاره من السياسيين يسيطرون على المئات من الوظائف القوية في الحكومة، بما في ذلك المناصب الوزارية والحكومية.
وأُصيب بعض من أولئك الذين أمضوا ساعات في الحر، اليوم الجمعة، لرؤية الصدر بخيبة أمل لعدم حضوره، واشتكى العديد من الشبان الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم. وقال آخرون إنهم يؤمنون بأن الصدر لديه إستراتيجية.
وقالت صفاء البغدادي (42 عامًا) وهي معلمة دين تعمل في مدينة النجف جنوب العراق: "الصدر كان هنا يشاهدنا، والولاء مرتبط بالاستجابة لدعوته".